قيادي في الائتلاف: روسيا تسعى لدفعنا لمقاطعة «جنيف 2»

غداة عرقلة موسكو مشروع بيان في مجلس الأمن يدين القصف النظامي على حلب

TT

انتقد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» عرقلة روسيا مشروع بيان لمجلس الأمن يدين قصف الجيش السوري النظامي مدينة حلب في شمال سوريا بالبراميل المتفجرة. ورأى المستشار السياسي والإعلامي لرئيس الائتلاف، فايز سارة، أن «الموقف الروسي يهدف إلى حرف مؤتمر (جنيف 2) عن أهدافه، بصفته بوابة حل سياسي للمسألة السورية، وتحويل هدف المؤتمر ليصبح - كما تقول الأبواق الإعلامية للنظام وروسيا - بهدف محاربة الإرهاب».

وعارضت روسيا في مجلس الأمن، في وقت متأخر من ليل أول من أمس، إقرار هذا البيان غير الملزم الذي عرضته بريطانيا ويتطلب موافقة الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لتبنيه، مما جعل لندن تسحب مشروعها. ويعرب مشروع البيان البريطاني عن «غضب (المجلس) حيال الغارات اليومية التي تشنها الحكومة السورية على مدينة حلب والتي أسفرت عن سقوط 700 قتيل وأكثر من ثلاثة آلاف جريح منذ 15 ديسمبر (كانون الأول) الماضي».

ويدين خصوصا «الاستخدام من دون تمييز للأسلحة الثقيلة مثل صواريخ سكود والبراميل المتفجرة (...) في المناطق المكتظة من حلب»، عادا النظام السوري يظهر بذلك «ازدراءه منهجيا بالتزاماته على صعيد القوانين الإنسانية الدولية».

وأوضح سارة أن «جنيف 2» يمكن أن «يكون مؤتمرا لمحاربة الإرهاب في حال كان سيأخذ بعين الاعتبار إرهاب نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد ضد الشعب السوري، وما يترتب على ممارساته اليومية من قتل واعتقال وتدمير وتهجير. كما يمكن أن يكون المؤتمر لمكافحة الإرهاب إذا تعرض لما يقوم به حلفاء نظام الأسد من دعم للإرهاب في سوريا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا والمشاركة فيه من خلال الخبراء العسكريين والأمنيين الروس والإيرانيين، ومن خلال مشاركة الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله ولواء أبو الفضل العباس العراقي وغيرها من عصابات الإرهاب».

ورأى سارة أن عرقلة موسكو صدور بيان مجلس الأمن هي «محاولة للتصعيد ولجعل موقف الائتلاف أصعب من خلال رمي الكرة في ملعبه ودفعه باتجاه عدم حضور مؤتمر (جنيف 2) ومن ثم تعطيل المؤتمر وإلقاء مسؤولية ذلك عليه».

وأشار سارة، في تصريحات نشرها موقع الائتلاف الإلكتروني أمس، إلى أن «موقف روسيا ليس جديدا، بل تكرر مرات عدة في السابق خلال كل التحركات الدبلوماسية بغرض معالجة القضية السورية وإدانة ما يرتكبه نظام الأسد، وهو الأمر الذي لم يحدث في تاريخ السياسة الروسية والسوفياتية في الماضي». وشدد على أن الموقف الروسي الأخير «يكشف حقيقة التحالف العميق بين جمهورية روسيا الاتحادية ونظام الأسد القائم ليس فقط على مصالح سياسية، وإنما على مصالح مشتركة للمافيا الأسدية - الروسية وهذا ظاهر ومعروف، ويكشف جوهر طبيعة نظام الأسد». وعد الموقف الروسي متوقعا، حيث «لم يكن منتظرا على الإطلاق أن يكون الموقف غير ذلك».

وكان دبلوماسيون روس اقترحوا في مجلس الأمن تعديلات تهدف إلى إخلاء البيان من أي إشارة إلى ما حدث في حلب. ولا يزال مجلس الأمن الدولي منقسما حيال النزاع السوري. وكانت روسيا والصين حالتا ثلاث مرات دون صدور قرارات اقترحتها الدول الغربية لممارسة مزيد من الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد. وسبق لموسكو أن عرقلت في 19 ديسمبر الماضي مشروع بيان مماثلا قدمته الولايات المتحدة، مما أجبر واشنطن على سحبه.