واشنطن تدرج المنظمات المتورطة في هجوم بنغازي على لائحة الإرهاب

اللائحة تضم ثلاث منظمات لجماعة «أنصار الشريعة» في بنغازي ودرنة وتونس

TT

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية بشكل رسمي أمس الجمعة إدراج جماعة أنصار الشريعة في بنغازي وجماعة أنصار الشريعة في درنة وأنصار الشريعة في تونس على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية. كما وضعت بعض المتشددين الإسلاميين المشتبه في تورطهم في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2011 على قائمة الإرهابيين، وهم أحمد أبو ختالة القيادي البارز في جماعة أنصار الشريعة في بنغازي، وسفيان بن قومو زعيم جماعة أنصار الشريعة في درنة المعتقل السابق في غوانتانامو الذي تم الإفراج عنه في عام 2007 وإعادته إلى ليبيا، وسيف الله حسين المعروف باسم أبو عياض الذي أسس جماعة أنصار الشريعة في تونس في سبتمبر (أيلول) 2012.

وأعلنت الخارجية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أو إدانة أي شخص مسؤول عن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012. وقالت وزارة الخارجية في بيان إن جماعة أنصار الشريعة في بنغازي وجماعة أنصار الشريعة في درن تورطتا في هجمات إرهابية ضد أهداف مدنية بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وقامت الجماعتان بشكل منفصل باغتيال مسؤولين أمنيين وشخصيات سياسية في شرق ليبيا، كما قامت في 11 سبتمبر 2012 بالهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. وتشكل المنظمتان تهديدا لمصالح الولايات المتحدة في ليبيا.

أما جماعة أنصار الشريعة في تونس فقد اتهمتها وزارة الخارجية الأميركية بالضلوع في هجوم ضد السفارة الأميركية والمدرسة الأميركية في تونس، مما عرض حياة أكثر من مائة موظف أميركي داخل السفارة للخطر، كما تورطت الجماعة في هجمات ضد قوات الأمن التونسية وقامت باغتيال شخصيات سياسية تونسية بارزة. وأضافت الخارجية الأميركية أن جماعة أنصار الشريعة في تونس تتبع أيديولوجيا تنظيم القاعدة والجماعات التابعة والمرتبطة به بما يمثل أكبر تهديد للولايات المتحدة في تونس.

وشددت الخارجية الأميركية في بيانها على التزامها بتعهدها بالعمل مع الحكومة الليبية لتقديم مرتكبي الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في سبتمبر 2012 للعدالة، كما حثت الحكومة التونسية على محاكمة المسؤولين عن الهجوم على سفارة الولايات المتحدة في تونس في 14 سبتمبر 2012.

والعام الماضي، نفذت القوات الخاصة الأميركية غارة على العاصمة الليبية طرابلس للقبض على أنس الليبي أحد قادة تنظيم القاعدة المتورط في تفجيرات السفارة الأميركية في شرق أفريقيا عام 1998، لكن الإدارة لم تقدم على تنفيذ غارة مشابهة للقبض على قادة جماعة أنصار الشريعة. وقال مسؤولون أميركيون إن وزارة الدفاع الأميركية وضعت بالفعل خططا خاصة لإلقاء القبض على أبو ختالة زعيم جماعة أنصار الشريعة في بنغازي، في غارة لقوات الكوماندوز، لكن إدارة أوباما أجلت تنفيذ تلك الخطط خوفا من تأثير ذلك على الحكومة الانتقالية الهشة في ليبيا. وقد استغلت الجماعات المسلحة التي حاربت ضد نظام القذافي ضعف الحكومة المركزية وفرضت سيطرتها على بعض أجزاء ليبيا.

ولا تزال قضية الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في سبتمبر 2012، التي أدت إلى مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وأربعة دبلوماسيين آخرين، تثير انتقادات سياسية كبيرة من جانب الحزب الجمهوري ضد إدارة أوباما حول أسلوب تعاملها مع الهجوم ومستويات الأمن في القنصلية.

ويعد إقدام الخارجية الأميركية على إدراج المنظمات الثلاث على لائحة الإرهاب خطوة مهمة لتقويض أي ادعاءات بأن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي كان بسبب مظاهرات عفوية خرجت للتنديد بفيلم مسيء للرسول. وهي الادعاءات التي أصر مسؤولون كبار بالإدارة الأميركية على أنها السبب وراء الهجوم.

وبموجب إدراج المنظمات الثلاث على قائمة الإرهاب، تحظر القوانين الأميركية تقديم أي دعم مادي أو التعامل مع تلك المنظمات إضافة إلى تجميد جميع الممتلكات والأرصدة داخل الولايات الأميركي.