الرئيس اللبناني: إشارات إيجابية وصلت من الحريري للمضي في حكومة جامعة

قوى 14 آذار تبلغ سليمان قرارها بالمشاركة قبل نهاية الأسبوع.. والاتصالات مستمرة لإنضاج حل

الرئيس اللبناني ميشال سليمان لدى اجتماعه بنائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ماثيو سبنس (دالاتي ونهرا)
TT

أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أمس، أن «إشارات إيجابية وصلت» من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري للمضي في حكومة جامعة على أساس صيغة المثالثة بثماني حقائب لفريقي 8 و14 آذار وفريق الوسطيين، في حين يُنتظر أن تتبلغ القيادات السياسية الموقف النهائي لقوى 14 آذار من الموافقة على الصيغة الحكومية، بلقاء سليمان مع رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس الأسبق فؤاد السنيورة، المرجح قبل نهاية الأسبوع.

وأكد سليمان، أمس، في حديث لـ«المؤسسة اللبنانية للإرسال»، أنه «في حال عدم التوافق على حكومة جامعة خلال 10 أيام ستكون هناك حكومة جديدة».

وانسحبت أجواء التفاؤل بقرب الوصول إلى تفاهم حول تشكيل الحكومة اللبنانية، أمس، على معظم القيادات السياسية، وسط توقعات بأن يشهد الأسبوع المقبل انفراجا في الملف الحكومي، للانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي البحث بالأسماء وحصص الفرقاء من الحقائب الوزارية. وأكدت أوساط الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام لـ«الشرق الأوسط» أن «الأجواء إيجابية»، لافتة إلى أن الفرقاء السياسيين «لم يتوصلوا إلى اتفاق نهائي بعد حول المشاركة في الحكومة». وأكدت أن الاتصالات بين الأقطاب السياسيين «ستتواصل خلال اليومين المقبلين، استكمالا للجهود المبذولة للاتفاق على تشكيل الحكومة».

ومن المرجح أن يتبلغ سليمان، ورئيس البرلمان نبيه بري، اليوم، موقف قوى 14 آذار من الصيغة الحكومية المقترحة، عبر السنيورة الذي سيلتقيهما لهذه الغاية.

في هذا الوقت، تستكمل قوى 14 آذار مباحثاتها للاتفاق على المشاركة في حكومة المثالثة، بموازاة انتظارها إجابات واضحة عن مجموعة من الأسئلة، تحدد مسار المشاركة في الحكومة من عدمها. وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق أن تيار المستقبل «لم يحصل بعد على أجوبة واضحة وصريحة عن الأسئلة التي طرحها على قوى 8 آذار»، لافتا إلى أنها تتعلق بشأن «الثلث المعطل وإعلان بعبدا في البيان الوزاري والمداورة بين الوزارات وحق الفيتو العادل بشأن بعض الأسماء».

وأوضح المشنوق، أمس، في حديث لقناة «إل بي سي»، أن «المستقبل»: «لن يعلن أي شيء قبل الحصول على الأجوبة»، مشيرا إلى أن هناك مباحثات بين الرئيس السنيورة والرئيس الحريري «بانتظار الأجوبة»، معلنا أن «الحريري لن يتحدث قبل تبلور الصورة».

وترفض قوى 14 آذار إعطاء ثلث معطل لأي من الفريقين، وهو الصوت المرجح في تعطيل القرارات التي تتخذ في مجلس الوزراء بأكثرية ثلثي الأصوات، كما تتيح إمكانية استقالة الحكومة التي تحتاج إلى استقالة الثلث زائدا واحدا. كما تطالب بالالتزام بإعلان بعبدا، وهو الصادر عن هيئة الحوار الوطني في يونيو (حزيران) 2012 التي انعقدت في القصر الرئاسي في بعبدا، ويقضي البند الأبرز فيه بتحييد لبنان عن صراع المحاور وتحديدا الأزمة السورية.

وتقاطع حديث المشنوق مع ما أكده عضو كتلة المستقبل النائب نبيل دو فريج، أمس، من أن فريقه السياسي ينتظر إجابات قوى الثامن من آذار عن الهواجس التي طرحها، قبل إعطاء الجواب النهائي حول المشاركة في الحكومة من عدمها، مؤكدا أنه «في حال تمت الإجابة عن التساؤلات، فإن الحكومة، بطبيعة الحال، ستكون جامعة وبمشاركة حزب الله».

وقال دو فريج في حديث إذاعي «أنا متفائل في موضوع التأليف، إلا أننا ننتظر الساعات المقبلة لتتضح الصورة»، مجددا تأكيده أن «الحكومة الحيادية لا تزال الأمثل اليوم في هذه الظروف الدقيقة».

من جهة ثانية، أكد عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ميشال موسى أن كلام بري عن أن سليمان لا يقبل بعزل حزب الله ولا سواه من القوى السياسية «يدل على الإصرار على تشكيل حكومة جامعة تمثل كل الفرقاء». وفي حديث لوكالة «أخبار اليوم»، شدد موسى على «اننا في مرحلة تدوير الزوايا من أجل تأليف الحكومة بعد طول انتظار وعلينا أن نسعى في هذا الاتجاه»، مؤكدا أن بري «لن يتوقف عن السعي من أجل الوصول إلى نتيجة».

ويتولى بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، مهمة التواصل بين الفرقاء السياسيين، لتسهيل مهمة تشكيل الحكومة.