شارون.. عاش حياته مثيرا للجدل والتصقت به المذابح

عرف بميله إلى مجانبة قول الصواب.. واستخدام القوة المفرطة

صورة أرشيفية للقاء بين شارون وعرفات بالولايات المتحدة في أكتوبر 1998 (أ.ب)
TT

عاش رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون طيلة حياته مثيرا للجدل والتصقت باسمه الكثير من المذابح بحق الفلسطينيين.

وكانت له مزرعة في النقب يربي فيها الأبقار والمواشي، ويشرف شخصيا عليها ويعتقد أنه سيدفن هناك إلى جانب زوجته الثانية ليلي التي كان تزوجها بعد وفاة زوجته الأولى في حادث سيارة عام 1962.

ولد شارون أو إريك شاينرمان المثير للجدل في 26 فبراير (شباط)، 1928 في كفار ملال في إسرائيل، ووالداه من اليهود «الأشكناز» الذين هاجروا من شرقي أوروبا.

شارك منذ طفولته الأولى في مهمّات حراسة البلدة، وتعلّم استخدام السلاح. وتبنّى اسم «شارون» بنصيحة من رئيس الحكومة الأول، دافيد بن غوريون، الذي أعجبته مواهب شارون الحربيّة، لكنّه حذّر من ميله إلى عدم قول الصواب.

انخرط في صفوف منظمة الهاجاناه عام 1942 وكان عمره آنذاك 14 سنة. وشارك في معارك 1948 وأصيب إصابة خطرة، وادّعى لاحقا أن الإصابة والمعركة كان لهما أثر كبير في صياغة حياته.

انتقل للعمل في الجيش الإسرائيلي عقب تأسيس دولة إسرائيل. وشارك في معركة القدس ضد الجيش الأردني عام 1948 وضد الجيش المصري.

عام 1953 طُلب منه إنشاء «الوحدة 101»، التي كانت مسؤولة عن ملاحقة الفدائيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وأضحت لاحقا أول وحدة كوماندوز في الجيش الإسرائيلي.

أشرف شارون في حرب 1967، على كتيبة قاتلت الجيش المصري، وأجبرته على التراجع جنوبا. وحظي شارون بمديح كبير بسبب المعارك التي أدارها في أم كتف وأبو عجيلة، ويقول الجيش الإسرائيلي إنه أحد أنجح معاركه على الإطلاق.

في عام 1969، عُيّن قائدا لمنطقة الجنوب، وأمر بإدخال قوّات عسكريّة ووحدات نخبة إلى قطاع غزة وإلى سيناء، واتهمه اليسار الإسرائيلي آنذاك باستخدام قوة مفرطة لا داعي لها.

في عام 1973 شارك في تأسيس حزب الليكود الإسرائيلي، ثم حصل على مقعد في الكنيست بين 1973 و1974.

اعتبر في إسرائيل بطل حرب 1973 مع مصر، بعدما نفذ عملية «ثغرة الدفرسوار»، مخالفا الأوامر وتعليمات قيادة الجيش، وكان لها الأثر في الالتفاف على الجيش المصري.

عمل شارون كمستشار أمني لرئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين ثم شغل منصب وزير الزراعة بين الأعوام 1977 إلى 1981. وفي فترة رئاسة مناحيم بيغن للحكومة الإسرائيلية، عمل شارون كوزير للدفاع.

في عام 1982 وخلال توليه تلك الوزارة، اجتاح بيروت وارتكبت الميليشيات المتحالفة مع إسرائيل وتعاونت مع قوات الجيش الإسرائيلي مذبحة مروعة في صبرا وشاتيلا، فطالبت المعارضة الإسرائيلية بإقامة لجنة تحقيق في دور الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ المجزرة.

اضطر سنة 1983 إلى الاستقالة من منصب وزير الدفاع بعد أن قررت اللجنة الإسرائيلية القضائية الخاصة للتحقيق في مذبحة صبرا وشاتيلا أنه لم يفعل ما يكفي للحيلولة دون المذبحة.

في فترة حكومة إسحاق رابين، عارض شارون بوضوح مسار أوسلو، الذي رأى فيه خطرا فادحا على أمن إسرائيل.

عام 1998، عُيّن شارون وزيرا للخارجية، وشارك مع بنيامين نتنياهو في بلورة بنود اتّفاقية واي ريفر، بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

في 28 سبتمبر (أيلول) 2000، قام شارون بزيارة الحرم الشريف بالقدس، وأدت الزيارة إلى اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين الفلسطينيين الذين تظاهروا ضدها، فاندلعت انتفاضة الأقصى التي استمرت أربع سنوات تقريبا.

تولى رئاسة الوزارة في 2001 عقب تسلمه رئاسة حزب الليكود بعد بنيامين نتنياهو، واستطاع التغلب على إيهود باراك في الانتخابات التشريعية ليقود حكومة يمين ليكودية مارست سياسة اغتيالات عنيفة ضد أبرز القيادات الفلسطينية التي تعتبرها إسرائيل إرهابية، كما باشر بناء الجدار الفاصل لفصل أراضي إسرائيل عن الضفة الغربية وقطاع غزة.

في 2002، احتل الضفة وحاصر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

في نفس العام، بدأ شارون بإنشاء جدار الفصل الذي يفصل بين إسرائيل والضفة، رغم أنه عارضه لسنوات طويلة، لكونه دعم طيلة حياته بحماس فكرة أرض إسرائيل الكاملة.

في 2004 بادر شارون بخطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية من قطاع غزة.

انشق عن «الليكود» وأقام حزب كديما في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 بصحبة 13 عضو كنيست من «الليكود»، وذلك على خلفية رغبته في الانفصال من غزة الأمر الذي أدى إلى تمرد في صفوف الحزب ضده والدعوة إلى الإطاحة به، وفاز بالانتخابات، رئيسا للوزراء مرة ثانية.

وفي يناير (كانون الثاني) 2006 غط في غيبوبة بعد جلطة دماغية، ونُقل بداية إلى مستشفى هداسا عين كارم في القدس، وفي نوفمبر 2010، نُقل بطلب من أفراد أسرته إلى مزرعته في النقب، لفترات قصيرة، سعيا لإنتاج بيئة طبية داعمة له، لكن في نهاية المطاف تقررت إعادته إلى مركز شيبا، حتى توفي أمس.