توجه للتهدئة بين نيودلهي وواشنطن بعد عاصفة مقاضاة مساعدة القنصل

الدبلوماسية الهندية العائدة إلى بلادها لـ «الشرق الأوسط» : سأثبت زيف التهم الموجهة لي

الدبلوماسية خوبراغادي أثناء مغادرتها مبنى حكوميا في نيودلهي أمس غداة عودتها من الولايات المتحدة (أ.ب)
TT

نفت نيودلهي، أمس، وجود «مواجهة» بينها وبين الولايات المتحدة على خلفية قضية مساعدة القنصل العام الهندية التي طردت من نيويورك، وما تبعتها من تداعيات كثيرة كان آخرها إقدام الهند على طرد دبلوماسي أميركي يوم أمس. فقد صرح وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد للصحافيين أنه «ليست هناك مواجهة بين الهند والولايات المتحدة»، و«إذا كانت هناك مشكلات» فإن البلدين «سيحلانها معا».

وكانت الهند أمهلت، أول من أمس، دبلوماسيا أميركيا معتمدا لديها 48 ساعة لمغادرة البلاد، في رد فعل على قضية مساعدة القنصل العام ديفياني خوبراغادي التي طردت من نيويورك بعد توقيفها وتوجيه اتهام لها في قضية تتعلق بخادمتها.

وركزت الصحافة الهندية، أمس، على عملية الطرد هذه ونشرت صورا للدبلوماسية خوبراغادي لدى وصولها إلى نيودلهي. وقالت خوبراغادي، أمس، في اتصال هاتفي أجرته معها «الشرق الأوسط» إنها في حالة جيدة، لكنها لا تستطيع تقديم تعليق في هذه المرحلة، مشيرة إلى أنها ممتنة للدعم والعاطفة الذي وجدتهما لدى مواطنيها. وشددت على أن التهم التي وجهتها لها محكمة أميركية «خاطئة ولا أساس لها»، مضيفة أنا «تتطلع لإثبات زيف» تلك التهم. وكانت محكمة أميركية وجهت إلى خوبراغادي تهما باستغلال خادمتها الهندية سانجيتا رتشاردز مقابل راتب قليل، وبالكذب، وتزوير وثائق لتحصل الخادمة على تأشيرة عمل.

وأكدت الدبلوماسية البالغة من العمر 39 عاما تصميمها على أن لا تترك هذه الأزمة تأثيرا طويل الأمد على عائلتها، وخصوصا على ولديها اللذين لا يزالان في الولايات المتحدة.

وبينما كانت الدبلوماسية خوبراغادي عائدة إلى بلادها، أعلنت الهند أنها طلبت من واشنطن سحب مسؤول في سفارتها، في إجراء انتقامي جديد. وأعربت الولايات المتحدة عن شعورها «بأسف عميق» لهذه الخطوة، وأعربت عن رغبتها في إصلاح الشراكة، التي تأمل واشنطن في أن تكون حصنا لها ضد تنامي قوة الصين.

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينفير بساكي: «أؤكد أن دبلوماسيا أميركيا معتمدا في سفارتنا لدى الهند سيغادر منصبه. نعرب عن أسفنا العميق لكون الحكومة الهندية عدت أنه من الضروري طرد أحد دبلوماسيينا». وأضافت: «نريد أن نتقدم بعلاقاتنا، وأن ننسى هذه القضية الصعبة، ونأمل أن يساعدنا الهنود على ذلك».

وفي الوقت ذاته، قالت بساكي إن خوبراغادي لا يمكنها العودة إلى الولايات المتحدة إلا إذا سلمت نفسها للمحكمة. ولم تكشف السفارة الأميركية عن هوية المسؤول الذي غادر الهند، إلا أن الصحف الهندية قالت إنه يدعى وين ماي، وكان يدير الموظفين الأمنيين ومكلفا ببرامج المساعدات الأميركي الخاص بمكافحة الإرهاب. والدبلوماسي الأميركي هو على «نفس مستوى» خوبراغادي، ويُشتبه في أنه ساعد عائلة الخادمة في السفر إلى الولايات المتحدة.

وقال الادعاء الأميركي إنه جرى إخراج عائلة الخادمة الهندية من الهند بسبب تعرضهم لمضايفات، وهي الاتهامات التي أغضبت الهند.

ودفعت المعاملة التي تلقتها الدبلوماسية خوبراغادي، والتي أوقفت عندما كانت تقوم بإيصال ولديها إلى المدرسة، وتفتيشها «جسديا حتى في الأماكن الأكثر حميمية»، بالسلطات الهندية إلى اتخاذ سلسلة تدابير عقابية. وأزالت الهند الحواجز الأمنية من أمام السفارة الأميركية في نيودلهي، وطلبت الحصول على عقود العاملين المنزليين لدى الدبلوماسيين الأميركيين في الهند، وأوقفت استيراد الكحول إلى السفارة الأميركية.

ومع اقتراب الانتخابات العامة المقررة في مايو (أيار) المقبل في الهند، استغل السياسيون الهنود التصرفات الأميركية تجاه الدبلوماسية خوبراغادي، ووصفوها بأنها انتهاك للسيادة الوطنية، وقالوا إنه يجب عدم السماح للولايات المتحدة بأن تضرب عرض الحائط بالمصالح الهندية. وكتبت صحيفة «إنديان إكسبرس» أن «دلهي تثأر عبر عملية طرد»، بينما عنونت صحيفة «ديلي ميل»: «الهند ترد بطرد دبلوماسي».