كتائب المعارضة ماضية في ملاحقة «داعش» بإدلب.. وتخشى تصفية معتقلين

آموس في دمشق لتفقد مخيمات اللاجئين وبحث خطة الاستجابة للأزمة الإنسانية

سوريون يزيلون ركام بنايات تدمرت جراء قصف حكومي في الغوطة الشرقية قرب دمشق أمس (رويترز)
TT

تواصلت الاشتباكات أمس، بين كتائب المعارضة السورية، من جهة، ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، من جهة ثانية. وتركزت المعارك في محيط مدينة سراقب في إدلب، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». مشيرا إلى أن «رتلا من كتائب إسلامية مقاتلة وكتائب معارضة يحاول السيطرة على معاقل (الدولة) في المدينة».

ورجح قدور معروف، القيادي في «جبهة ثوار سوريا» التي تشارك في المعارك، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تحسم كتائب المعارضة معركة سراقب بسرعة نظرا إلى الضعف الذي أصاب صفوف (داعش)»، مشيرا إلى أن التنظيم بدأ يستخدم أسلوب السيارات المفخخة إذ انفجرت واحدة أمس (الجمعة) عند مدخل سراقب.

وأعلن ناشطون السيطرة على الحي الشرقي من مدينة سراقب من قبل عناصر الجبهة الإسلامية، مؤكدين مقتل العشرات من مقاتلي (الدولة) إضافة إلى محاصرة أمير (الدولة)، أبو البراء، وسط المدينة.

بدوره، تخوف حمزة حبوش، قائد لواء درع هنانو التابع للجيش الحر، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من أن «تلجأ عناصر (داعش) في سراقب إلى إعدام المعتقلين لديها كما فعلت في مناطق أخرى بعد أن شعرت بهزيمتها».

وتعد مدينة سراقب الخارجة عن سيطرة النظام السوري منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، والواقعة على الطريق بين مدينتي حماة وحلب، آخر معاقل «الدولة الإسلامية» في إدلب.

وكان «المرصد السوري» أفاد في وقت سابق بأن رتلا يضم نحو 200 مقاتل من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، بحوزتهم دبابات وعربات مدرعة، توجه أول من أمس إلى سراقب «التي يوجد فيها مئات المقاتلين من الدولة الإسلامية». كما أعلن «المرصد» عن مقتل خمسة مقاتلين معارضين بتفجير جهاديين لسيارتهم في سراقب بعد منتصف الليلة قبل الماضية، مشيرا إلى أن «الخمسة قضوا في انفجار لغم أرضي بسيارتهم». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناشط منهل بريش قوله إن «التفجير نتج عن إلصاق جهاديين شحنة ناسفة أسفل شاحنة صغيرة (بيك أب) تابعة لحركة (أحرار الشام) الإسلامية، التي تشارك في المعارك الدائرة لأكثر من أسبوع ضد عناصر (الدولة الإسلامية».

وفي المقابل، أفاد المرصد السوري بسيطرة «الدولة الإسلامية على محطة القطار وحاجز لكتائب المعارضة في الرقة»، مشيرا إلى «وجود عشرات الجثث لمقاتلين من الدولة الإسلامية في المشفى الوطني في المدينة». كما ألقى تنظيم «داعش» عشرات الجثث لمقاتلين من الكتائب الإسلامية ولواء إسلامي مقاتل مبايع لجبهة النصرة في قرية الجزرة غرب الرقة، بحسب المرصد. وأوضح المرصد أن «مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا على قرية قرب مدينة تل أبيض»، مشيرا إلى أن «مقاتلي المعارضة أرسلوا تعزيزات إلى هذه المدينة الحدودية مع تركيا».

وتدور منذ الثالث من يناير (كانون الثاني) معارك بين ثلاثة تشكيلات معارضة هي «الجبهة الإسلامية» (التي تعد أحرار الشام من أبرز مكوناتها) و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» الذي يتهمه الناشطون والمعارضة بتطبيق معايير متشددة وارتكاب ممارسات «مسيئة» تشمل أعمال القتل والخطف والاعتقال.

في موازة ذلك، حيا «الائتلاف الوطني السوري» في بيان مقاتلي المعارضة في مدينة حمص، الذين قضى 45 منهم الخميس الماضي أثناء محاولتهم فك الحصار عن أحياء في ثالث كبرى المدن السورية. وتتعرض المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة، لا سيما حمص القديمة، لحصار منذ قرابة 600 يوم.

ويفيد الناشطون عن نقص دائم في الأغذية والمواد الطبية، علما أن المنظمات الإغاثية لم تتمكن من دخول هذه المناطق. ويؤكد يزن الحمصي أن «حالة الجوع واليأس من أي مساعدة خارج الأحياء المحاصرة (...) دعت إلى تحرك انتحاري لمجموعة من المقاتلين كمحاولة لتأمين قليل من المواد الغذائية وطريق لإخلاء العائلات والجرحى».

من جهة أخرى، وصلت مسؤولة المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري آموس إلى دمشق أمس، في زيارة تستغرق يومين تلتقي خلالها بالمسؤولين الحكوميين وتزور المخيمات بالمدينة. وتعد هذه الزيارة إحدى زياراتها الدورية لسوريا من أجل الإشراف على خطة الاستجابة للأزمة الإنسانية التي سببها الصراع الدائر بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة.