المصالح الاقتصادية تصلح ما أفسدته السياسة بين مالي وموريتانيا

البلدان يدعوان لإنشاء شركة خطوط جوية مشتركة مع النيجر

TT

أنهى الرئيس المالي إبراهيما بوبكر كيتا، أمس زيارة لموريتانيا استمرت ثلاثة أيام، غلب عليها الطابع الاقتصادي حيث دعا كيتا رفقة نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى إنشاء شركة للخطوط الجوية بين موريتانيا ومالي والنيجر، من المنتظر أن تكون هي الأولى من نوعها في المنطقة.

وتأتي دعوة رئيسي البلدين إلى إنشاء شركة خطوط جوية، لتؤكد الطابع الاقتصادي لزيارة كيتا إلى موريتانيا؛ فخلال ثلاثة أيام قضاها كيتا في موريتانيا زار أغلب المنشآت الاقتصادية في البلد، بما في ذلك منطقة نواذيبو الحرة، والشركة الموريتانية للصناعة والمناجم «سنيم»؛ أكبر شركة معادن في موريتانيا؛ بالإضافة إلى عدد من الموانئ والشركات في نواذيبو ونواكشوط.

وقال رئيس منطقة نواذيبو الحرة إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا، خلال استقباله للرئيس المالي في نواذيبو، إن «زيارة كيتا للمنطقة الحرة دليل على عمق الأخوة بين البلدين الشقيقين»، مؤكدا في نفس السياق أهمية منطقة نواذيبو الحرة بالنسبة للمنطقة، ولدولة مالي التي لا تملك منفذا على المحيط الأطلسي مما يحتم عليها استغلال الموانئ الموريتانية لإدخال أغلب وارداتها.

وفي ختام زيارة الرئيس المالي لموريتانيا، أصدر وزيرا خارجية البلدين بيانا مشتركا شددا فيه على ضرورة تعزيز التعاون بين القوات المسلحة وقوات الأمن في البلدين عن طريق اللقاءات الدورية، وذلك من أجل التنسيق لمواجهة التحديات الأمنية خاصة وأن البلدين يرتبطان بحدود تتجاوز ألفي كيلومتر.

وأجرى كيتا وولد عبد العزيز مباحثات ثمنا خلالها التعاون الاقتصادي بين بلديهما، خصوصا بعد توقيع الحكومتين على اتفاق بين شركتي الكهرباء في البلدين من أجل توفير الكهرباء من خلال استغلال نهر السنغال، حيث يشترك البلدان في عضوية منظمة استثمار نهر السنغال، بالإضافة إلى السنغال وغينيا.

ويرى مراقبون أن المصالح الاقتصادية التي تربط مالي وموريتانيا، أثبتت قدرتها على رأب الصدع السياسي الذي تعاني منه علاقات البلدين منذ سنوات؛ خاصة بعد غياب ولد عبد العزيز عن حفل تنصيب كيتا، واستثناء موريتانيا من أول جولة يقوم بها كيتا في غرب أفريقيا مباشرة بعد انتخابه رئيسا لمالي في يوليو (تموز) 2013.