الرئيس المصري يدعو للمشاركة في الاستفتاء على الدستور تمهيدا لـ«دولة قوية وعصرية»

الفريق السيسي تفقد قوات تأمين الاقتراع

سيدات مصريات يحملن نسخا من الدستور الجديد في وسط القاهرة قبل التصويت عليه الثلاثاء والأربعاء المقبلين (إ.ب.أ)
TT

وضعت السلطات المصرية ثقلها خلف استفتاء على دستور جديد للبلاد من المقرر أن يقترع عليه يوم غد وبعد غد. وبينما دعا الرئيس المؤقت عدلي منصور المصريين للمشاركة في يومي الاقتراع، عادا أن مشروع الدستور «يؤسس لدولة قوية وعصرية»، قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن مؤسسته ذات الثقل الرمزي اطمأنت إلى أنه «جاء محققا لآمال الشعب في الحفاظ على الشريعة وصون الحقوق والحريات».

وفي غضون ذلك، كثف الفريق أول عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش المصري، من ظهوره، وبعد يوم واحد من دعوته المصريين للمشاركة بقوة في الاستفتاء، تفقد السيسي أمس قوات الصاعقة المكلفة تأمين عملية الاقتراع.

وتأمل السلطات المصرية وقوى سياسية داعمة لها، أن يمر الدستور بنسبة كبيرة تضفي شرعية دستورية على ثورة 30 يونيو (حزيران)، التي أنهت عاما من حكم الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وقال الرئيس منصور أمس خلال احتفال البلاد بمناسبة المولد النبوي الشريف: «أدعوكم بواقع الإحساس بالمسؤولية إلى لنزول للإدلاء بأصواتكم في الاستفتاء على الدستور لتحقيق مستقبل أفضل».

وأضاف منصور الذي تحدث أمام حشد من الوزراء ومشايخ الأزهر وإعلاميين قائلا، إن «صوتكم أمانة، وأدعوكم للخروج للغد والإدلاء بأصواتكم على هذا الدستور الذي يؤسس لدولة قوية وعصرية، اخرجوا كما خرجتم من قبل في 25 يناير 2011 (في إشارة لثورة المصريين على حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك) و30 يونيو 2013».

وتابع: «إن إقرار الدستور سيمهد الطريق لخطوات جادة وحقيقية على طريق الديمقراطية وتحقيق استقرار الوطن، حيث ستعقبه استحقاقات أخرى، وسيكون لمصر بعد ذلك رئيس منتخب، ندعو الله أن يستلهم هدي الرسول وسيرته في حكمه، وكذلك سيكون لمصر مجلس نيابي يحقق مبدأ الشورى الإسلامية بشكل عصري مستنير».

وقرأ مراقبون في تقديم منصور انتخاب الرئيس على انتخاب البرلمان خلال كلمته، أمس، استجابة لضغوط من أجل تعديل خارطة المستقبل التي أقرت البدء بانتخابات البرلمان.

ووضع قادة الجيش بالتوافق مع قوى سياسية ورموز دينية خارطة للمستقبل عقب اجتماع انتهى إلى عزل الرئيس السابق مرسي، وتعديل الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

وفي محاولة لتطمين ملايين المصريين ممن لهم حق الاقتراع، قال منصور خلال كلمته، إن «يد الأمن ستكون حازمة قوية لتصون الحقوق وتعيد استقرارا وأمنا طالما ألفه وطننا الحبيب، والنصر قادم لا محالة».

ويخشى المصريون من أعمال عنف خلال يومي الاستفتاء على الدستور، في ظل أوضاع أمنية مضطربة، وعمليات تفجير استهدفت مواقع للجيش والشرطة في دلتا النيل.

وتسعى جماعة الإخوان المسلمين التي لا تعترف بالمسار السياسي ما بعد 30 يونيو، إلى عرقلة الاستفتاء. ودعت الجماعة أنصارها لمقاطعته أملا في نزع الشرعية الدستورية عن تحرك الجيش لعزل مرسي عقب مظاهرات شعبية غير مسبوقة.

وأضاف الرئيس المصري خلال احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف، بقصر الاتحادية الرئاسي (شرق القاهرة): «أقول لأبنائي من رجال الشرطة البواسل والقوات المسلحة، خير أجناد الأرض، إن الله معكم في ذودكم عن وطننا وشعبنا».

ووجه منصور حديثه للمصريين قائلا: «سنكمل المسيرة، فكونوا على قدر المسؤولية، أما من سيسفكون الدماء فلهم في الدنيا عقاب، وفي الآخر الخزي، هناك من أخطأوا فهم ديننا الحنيف واستحلوا حرمة الدماء المصرية من بني وطنهم، سواء لمسلم أو مسيحي، واستبدلوا بتعاليم الشريعة أفكارا متطرفة، وأعملوا آلة القتل في بني وطنهم»، مضيفا أن «اليد التي تزهق الأرواح لها في الدنيا عقاب وفى الآخرة خزي شديد».

من جانبه، قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال مشاركته أمس في احتفال الرئاسة بالمولد النبوي والشريف، إنه «انطلاقا من دور مصر من محاولات وقف مسيرة شعب مصر نؤكد أن مشروع الدستور الذي ستخرجون للاستفتاء هو دستور شارك الأزهر في صنعه وصياغته واطمأن أنه جاء محققا لآمال الشعب في الحفاظ على الشريعة وصون الحقوق والحريات وكفالة العدل والمساواة وتطلعات المصريين».

ووصف شيخ الأزهر فتاوى التكفير وأعمال التفجيرات وقتل الأبرياء بأنها «فتنة عمياء وضلال وكارثة كبرى على الإسلام قبل أن تكون فاجعة على المواطنين الآمنين»، مضيفا أن «الإسلام حرم تخويف الناس حتى لو على سبيل الملاعبة أو المزاح، ونهى عن ترويع الناس وإلحاق الأذى والضرر بهم أيا كان».

وفي غضون ذلك، شهد الفريق أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الاستعدادات النهائية لوحدات القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات المشاركة في تأمين مقار ولجان الاستفتاء.

وأشاد السيسي في ثاني ظهور له خلال اليومين الماضيين بجاهزية القوات والاستعداد الجاد والروح المعنوية العالية لرجال القوات المسلحة، مؤكدا أن أمن مصر وسلامتها يكمنان في قوات مسلحة قوية وقادرة ومستعدة لبذل الجهد بكل الإخلاص والتضحية والشرف لحماية إرادة الشعب المصري والحفاظ على مقدساته.

وأضاف قائد الجيش، أن القوات المسلحة ستقوم بتأمين الاستفتاء بالتعاون مع وزارة الداخلية، قائلا: «سيرى العالم مدى الانضباط والوطنية والخلق الحسن الذي يتمتع به الجيش المصري في تعامله مع المواطنين وضيوف مصر المتابعين لعملية الاستفتاء».

وطالب السيسي قادة وضباط الجيش باليقظة الكاملة والقوة في الأداء والحزم إذا ما تطلب الموقف، والتنسيق مع نظرائهم من وزارة الداخلية لتوحيد الجهود في تأمين المواطنين تجاه أي محاولة لعرقلة سير الاستفتاء في محيط اللجان حتى يدلي كل مواطن بصوته كما يشاء وبحرية.