أبرز مرشحي المعارضة الجزائرية للرئاسة يهدد بالانسحاب من سباق الانتخابات إذا ترشح بوتفليقة

زعيم التيار الإسلامي المتشدد انسحب في وقت مبكر بحجة أن «النتائج معروفة سلفا»

عبد الله جاب الله و عبد العزيز بوتفليقة و عمار سعداني
TT

هدد أبرز مرشحي المعارضة الجزائرية لانتخابات الرئاسة المرتقبة في أبريل (نيسان) المقبل، بالانسحاب من المنافسة إذا ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بحجة أن نتيجة الاستحقاق «ستكون محسومة لصالحه وبالتزوير كما جرى في انتخابات ماضية».

وقال سفيان جيلالي، رئيس حزب «جيل جديد» المعارض، لـ«الشرق الأوسط»، إن «حلم الولاية الرابعة الذي يراود البعض لم يعد ممكنا تحقيقه منطقيا، بسبب حالة الرئيس الصحية السيئة التي تمنعه من الاستمرار في الحكم». ولكن في حال ترشح الرئيس، خلافا لتوقع المرشح المعارض، قال: «سأسحب ترشحي لأن المنافسة ستفقد معناها».

ودعا جيلالي، وهو طبيب بيطري، «الأوزان الثقيلة في السياسة إلى دخول المعترك بقوة لأن مشاركتهم تقلص من مناورات السلطة لفرض مرشحها». ويعتقد على نطاق واسع، أن بوتفليقة سيكون مرشح السلطة إذا شارك في الانتخابات الرئاسية.

وأعلن زعيم حزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية (أغلبية برلمانية) عمار سعداني، في مؤتمر صحافي بالعاصمة أول من أمس، أن بوتفليقة «سيترشح لولاية رابعة». وقال لصحافيين أبدوا استغرابا لاحتمال استمرار الرئيس في الحكم، بسبب لياقته البدنية الضعيفة: «هل سمعتم الرئيس يقول إنه لن يرغب في الترشح؟ نحن نقول في حزب جبهة التحرير الوطني إنه سيترشح، والقانون أعطاه الوقت الكافي للإعلان عن ذلك». وقال أيضا: «الشعب يريد منه أن يستمر في الحكم، ولا أعتقد أن مجاهدا مثل بوتفليقة يتغاضى عن طلب يصل إليه من الشعب». يشار إلى أن بوتفليقة صرح عشية انتخابات الرئاسة 2009، أنه قرر الترشح لولاية ثالثة «استجابة لصوت الجزائر العميقة». والشائع أن سعداني «يوحى إليه» من طرف السعيد بوتفليقة، شقيق رئيس الجمهورية، والرجل النافذ في الدولة. وعلى هذا الأساس، يعتقد مراقبون أن حديثه عن الولاية الرابعة لا ينطلق من فراغ.

ويرى مهتمون بانتخابات الرئاسة المقبلة، أن «صانعي الرؤساء»، وهو وصف يطلق على النافذين في مؤسسة الجيش وذارعها الاستخباراتية، لا يمكن أن يغامروا برئيس، قد تزداد حالته سوءا إذا استمر في الحكم خمس سنوات أخرى. ويقول عارفون بخبايا النظام إن بوتفليقة قد يختار نائبا له بعد الانتخابات، يتولى تسيير شؤون الدولة في حال تدهورت صحته أكثر. ويعاني الرئيس من تبعات الإصابة بجلطة دماغية أفقدته التحكم في بعض وظائفه الحسية.

وكان زعيم التيار الإسلامي المتشدد عبد الله جاب الله، أعلن في وقت سابق أنه لن يخوض غمار الانتخابات بذريعة أن «النظام اختار مرشحه»، في إشارة إلى بوتفليقة. ودعا جاب الله المترشحين إلى «الانسحاب وترك بوتفليقة وحده في السباق، تحاشيا لمنح مصداقية لاقتراع معروف النتائج مسبقا». وكان هذا المبرر هو الدافع لعدم ترشح جاب الله لاستحقاق 2009.

وأعلن رئيس الحكومة سابقا أحمد بن بيتور خوضه المعترك، رافعا شعار «التغيير». ويحضر رئيس حكومة سابق آخر، هو علي بن فليس لإعلان ترشحه الأحد المقبل. وكان بن فليس أبرز منافس لبوتفليقة في استحقاق 2004 الذي حقق فيه الثاني فوزا عريضا على أربعة متسابقين آخرين.