كلاشنيكوف.. المخترع الروسي شعر بالذنب لـ«قتل بشر»

وجه رسالة لرئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قبل وفاته

كلاشنيكوف وبندقيته (أ.ب)
TT

«هل أكون أنا - المسيحي الأرثوذوكسي - مسؤولا عن قتل بشر، حتى وإن كانوا أعداء؟!».. كانت هذه آخر رسالة كتبها ميخائيل كلاشنيكوف، لرئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، معربا فيها عن حزنه وشعوره بالذنب عن مقتل البشر بسلاحه الشهير «الكلاشنيكوف». وتوفي كلاشنيكوف في 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن 94 سنة. وكان قد صمم بندقية «إيه كيه-47» الشهيرة عام 1947، التي استخدمتها كل جيوش العالم.

وأفاد تقرير إخباري أمس بأن مخترع الأسلحة الروسي ميخائيل كلاشنيكوف كان قلقا حول ما إذا كان مسؤولا عن أرواح هؤلاء الذين قتلوا بالبندقية التي اخترعها وتعرف باسمه. كان كلاشنيكوف قد كتب في أبريل (نيسان) الماضي، قبل وفاته بتسعة أشهر، في رسالة لرئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، أنه عانى «حزنا لا يمكن تحمله» بسبب حيرته حول ذنبه. وكتب في رسالة للبطريرك كيريل نشرت صحيفة «إيزفيستيا» نسخة منها: «هل أكون أنا - المسيحي الأرثوذوكسي - مسؤولا عن قتل بشر، حتى وإن كانوا أعداء؟!».

وقال المتحدث باسم كيريل، ألكسندر فولكوف، للصحيفة إن البطريرك رد على خطاب كلاشنيكوف بالقول إنه «نموذج مضيء للوطنية».

وأوضح فولكوف أن الكنيسة توافق على صنع الأسلحة التي تخدم الدفاع عن الوطن. ونقل عنه القول: «لقد اخترع كلاشنيكوف هذه البندقية للدفاع عن وطنه».

يذكر أن علاقات وثيقة تربط بين الكنيسة الروسية والجيش. ويبارك الكهنة بشكل منتظم الأسلحة الجديدة ويدعون للجنود خلال الصلوات.

وكان كلاشنيكوف قد صمم بندقية «إيه كيه-47» الشهيرة عام 1947 وصارت الكلاشنيكوف البندقية الأكثر استخداما في العالم، حيث تصدرها المصانع الروسية، ولكن مصانع الأسلحة في أنحاء العالم تنتج نسخا مقلدة منها اعتمادا على تكنولوجيا أساسية نسبيا. وتعد البندقية سلاحا مفضلا للمتمردين والجيوش في الكثير من الصراعات.

وتوقف كلاشنيكوف عن العمل عام 2012 بسبب مشاكله الصحية خصوصا في القلب. وميخائيل كلاشنيكوف - أحد الروس الأكثر شهرة في العالم - من بين الأشخاص الذين حصلوا على أكبر عدد من الأوسمة في بلاده، ولم يجن أي مال من بيع ملايين البنادق التي تحمل اسمه وتستخدمها جيوش أكثر من 80 دولة.

وولد ميخائيل تيموفييفتش كلاشنيكوف لأسرة فقيرة كانت تعمل في الفلاحة وقد أنجبت والدته 18 طفلا، وكان هو أحد الثمانية الذين بقوا على قيد الحياة. بدأ ميخائيل حياته المهنية عندما عمل فنيا في محطة للقطارات في كازاخستان حيث تعلم الكثير عن الميكانيكا. وفي عام 1938 انضم كلاشنيكوف للجيش وعمل في وظيفة تقني لدبابة هجومية. وفي هذا الموقع أظهر مهاراته العالية في ميدان تصنيع الأسلحة، إذ اخترع وهو ابن عشرين سنة بعض التجهيزات التي لاقت استحسانا كبيرا من قبل الجنرال جوكوف أحد أشهر الضباط في التاريخ السوفياتي.