الجيش العراقي يعيد سيطرته على البوبالي والصقلاوية في الأنبار.. والنجيفي يحذر من كارثة

غياب السلطة في الفلوجة.. والرمادي تحمل المالكي مسؤولية الاقتتال بين العشائر

أم عراقية تحتضن طفلها وهي تنتظر في بيتها بمدينة الفلوجة مساعدات منظمة الصليب الأحمر بسبب شح الموارد والحصار المضروب حول المدينة التي يدور فيها قتال بين مسلحين والقوات الحكومية (أ.ب)
TT

في وقت أعلنت فيه الحكومة العراقية استعادة السيطرة على مناطق واسعة من الرمادي والفلوجة كانت تحت سيطرة مسلحي «داعش» فقد دعا رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي إلى تجنب كارثة حقيقية هناك في حال لم تقم الحكومة بواجبها هناك من خلال إطلاق صرف مستحقات محافظة الأنبار من الرواتب والمواد الغذائية والمستلزمات المعيشية الأخرى.

وقالت وزارة الدفاع في بيان لها أمس إنها تمكنت من تطهير المجمع الحكومي ومركز شرطة الصقلاوية شمالي غرب الفلوجة، (62 كلم غرب بغداد)، من تنظيمي «داعش» و«القاعدة». وقال البيان إنه «تزامنا مع عمليات ثأر القائد محمد تم اليوم (أمس) تطهير المجمع الحكومي لناحية الصقلاوية شمالي غرب قضاء الفلوجة من تنظيمي داعش والقاعدة». وأشار البيان إلى أنه تم كذلك «تطهير مركز شرطة الصقلاوية من هذه التنظيمات».

من جانبه دعا رئيس البرلمان أسامة النجيفي الحكومة العراقية في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إلى «القيام بواجباتها بشكل عاجل تجاه أهل الأنبار وتلبية احتياجاتهم بالسرعة التي تجنبهم كوارث حقيقية، وذلك من خلال صرف مستحقات المحافظة من الرواتب والمواد الغذائية والمستلزمات المعيشية الأخرى». كما دعا النجيفي «الجهات الدولية ذات الصلة للقيام بواجباتها الإنسانية تجاه هذه المحافظة بشكل عاجل».

وبينما لا تزال الاتصالات مقطوعة بين النجيفي ورئيس الوزراء نوري المالكي منذ اندلاع أزمة الأنبار فقد بحث رئيس مجلس النواب الأزمة هاتفيا وطبقا للبيان مع «صفاء الدين الصافي وزير المالية وكالة وسبل تجاوز هذه المحنة الصعبة، وأهمية إيلاء الأنبار أهمية قصوى نظرا لما يعيشه مواطنوها من ظروف قاسية، وللحيلولة دون إضعاف دور الحكومة المحلية في حربها مع الإرهاب، ومساندتها بالشكل الذي يعزز تماسكها ويمنع انهيارها».

ومع استمرار تضارب المعلومات بشأن الأوضاع في عموم محافظة الأنبار فقد أكد الشيخ نواف المرعاوي أحد قادة المظاهرات وعضو اللجان التنسيقية لها في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة المركزية هي التي تتحمل الفتنة العشائرية التي تعانيها الأنبار اليوم حيث أقدم رئيس الوزراء (نوري المالكي) على تصنيف العشائر إلى وطنية تقاتل معه وأخرى إرهابية تنتمي إلى داعش». وأضاف أن «المالكي نفسه سبق له أن قال إن بيننا وبينهم (يقصد نحن) بحرا من الدم وما يجري الآن هو ما وعد به لكن تحت ذريعة القضاء على داعش». ونفى المرعاوي وجود داعش في الأنبار معتبرا أن «القتال الجاري الآن هو بين الحكومة وميليشياتها وبين ثوار العشائر وأنه لا حل ما لم يجر إخراج الجيش والميليشيات من الرمادي». من جانبه أكد محمود شكر أحد وجهاء مدينة الفلوجة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع في الفلوجة الآن غامض حيث لا توجد سلطة واضحة ومحسومة وهو ما نتخوف منه بالفعل».

وأضاف أنه «على الرغم من تعيين قائمقام وقائد للشرطة فإنه لا وجود للشرطة المحلية في الشوارع لأنها تخشى العودة حتى الآن»، مبينا أنه «في الوقت الذي عادت فيه معظم العوائل التي نزحت فإن السمة الغالبة هي الخوف والتوتر على الرغم من عدم وجود مظاهر مسلحة أو سيطرة لجهة دون أخرى». وبشأن الوضع الإنساني في المدينة قال شكر إن «المواد الأساسية بدأت تشهد ارتفاعا واضحا لا سيما أنه لا توجد مواد جديدة تدخل وبالتالي حيث إنه على الرغم من أن الطرق سالكة للمدينة فإنها تعاني من فراغ السلطة وهو ما يجعل كل شيء عرضة للانهيار في أي وقت».