البنتاغون يحقق في صور لجنود المارينز يحرقون جثثا لعراقيين

الصور التقطت في الفلوجة عام 2004

قوات المارينز في مدينة الفلوجة بعد الاحتلال الأميركي («نيويورك تايمز»)
TT

قالت قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) أول من أمس إنها تحقق في مجموعة من الصور ظهر فيها أحد جنودها على ما يبدو وهو يسكب سائلا قابلا للاشتعال على جثث في مجمع مجهول في العراق قبل أن يضرم فيها النار.

وتظهر إحدى الصور أحد جنود مشاه البحرية وهو يسكب البنزين أو بعض السوائل القابلة للاشتعال على بقايا ما يعتقد المسؤولون أنها لمتمردين عراقيين ثم صور أخرى تظهر الجثث والنيران تشتعل فيها ثم صور لجثث متفحمة وبقايا للأشلاء. وتظهر صورة لجندي وهو ينحني بجوار جمجمة، وآخر يحاول تفتيش جثة أخرى، إضافة إلى أكثر من عشر صور أخرى بشعة لجثث تحاول الكلاب نهشها وأخرى يغطيها الذباب.

وقال مسؤول دفاعي أميركي إن مجموعة تضم 41 صورة أرسلت إلى وزارة الدفاع الأسبوع الماضي عبر موقع «تي إم زد» الترفيهي المعروف بتغطيته لأخبار المشاهير وفضائح الشخصيات الاجتماعية.

وقال المسؤولون في موقع «تي إم زد» إنهم حصلوا على الصور من مصادر لم تكشفها وأوضحوا أن الصور التقطت في الفلوجة بالعراق عام 2004 عندما اشتبكت القوات الأميركية مع مسلحين في المدينة وأن الجثث كانت لمن يعتقد أنهم متمردون قتلى.

وقال الكابتن ريتشارد أولش من قوات مشاة البحرية الأميركية في بيان أمس «نحن نحقق في صحة هذه الصور والظروف المحيطة بها وما إذا كان بالفعل قد تمت هذه الأحداث ونحقق في هوية الجنود الذين ظهروا في تلك الصور وستمكننا النتائج المستخلصة من هذا التحقيق تحديد ما إذا كنا قادرين على المضي قدما في التحقيق في أي مخالفات قد حدثت».

وقال كابتن البحرية جوناثان روو «من المعروف أن الفلوجة كانت مسرحا لأعنف المعارك بين القوات الأميركية والمسلحين وكانت الأسوأ لجنود مشاه البحرية المارينز منذ حرب فيتنام ونحن لا نعرف بالضبط ما كان يحدث وما هي الظروف المحيطة».

من جانبه، قال العقيد ستيف وارن مدير العمليات الصحافية في البنتاغون إن القيادة المركزية الأميركية، وهي المنظمة المسؤولة عن العمليات في الشرق الأوسط، تقوم بالتحقيق في الصور لتحديد الجنود الذين قاموا بانتهاك القانون وتقديمهم للقضاء العسكري حيث يمنع القانون العسكري حرق بقايا الجثث.

وأضاف أن التحقيق يواجه تعقيدات بسبب التعتيم على وجه واحد على الأقل من الأشخاص الذين ظهروا في الصور لإخفاء هويته، ولم تتضمن البيانات المرفقة بالصور الرقمية التي تسلمتها الوزارة معلومات بشأن موعد التقاط الصور.

وأشار العقيد وارن إلى أن جريمة حرق الجثث لا تسقط بالتقادم وعلى الرغم من مرور عشر سنوات عليها واحتمال خروج الجنود الأميركيون من الخدمة فإنهم يواجهون جريمة قد تضعهم وراء القضبان لسنوات كثيرة. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في وزارة الدفاع أن هناك احتمالات لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الرجال الظاهرين في الصور لقيامهم بانتهاك الأوامر العسكرية المتعلقة بالتخلص من الجثث لكنها لا تظهر انتهاكات لقوانين الحرب.