«حرب افتراضية» في لبنان تواكب انطلاق محكمة الحريري

مناصرو «14 آذار» احتفلوا ببدء «زمن العدالة».. ومؤيدو حزب الله وصفوا المتهمين بـ«أشرف الناس»

TT

في موازاة انطلاق عمل المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، بدأت حرب لبنانية افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مناصري فريق «14 آذار» من جهة وفريق «8 آذار»، ولا سيما حزب الله من جهة أخرى، من دون أن يعني ذلك غياب ردود فعل اللبنانيين على اختلاف توجهاتهم السياسية، التي لم يستبعد بعضها أن يؤدي بدء المحاكمات إلى توترات أمنية وتفجيرات واغتيالات.

الترقب ومتابعة الأخبار الواردة من مدينة لاهاي الهولندية - حيث تنعقد المحكمة عبر وسائل الإعلام - كانا سيدي الموقف في موازاة متابعة أخبار التفجير الذي استهدف منطقة الهرمل صباح أمس. وكانت التحضيرات على موقعي «فيس بوك» و«تويتر» قد انطلقت قبل أيام عدة وذلك من خلال إنشاء مجموعات و«هاشتاغ»، أطلق خلالها مناصرو فريق «14 آذار» العنان لمواقفهم، المرحبة ببدء المحاكمات. وقد أنشئت لهذه الغاية مجموعة خاصة أطلقت على نفسها «زمن العدالة»، وهي العبارة نفسها التي استخدمها المتابعون كـ«هاشتاغ»، إضافة إلى عبارة أخرى هي «#هنا_رفيق_الحريري».

لكن في المقابل، وفي حين كانت وسائل إعلام «8 آذار»، ولا سيما «قناة المنار» التابعة لحزب الله، شبه غائبة عن جلسة المحكمة، نشط مناصرو هذا الفريق، ولا سيما حزب الله، على خط مواقع التواصل الاجتماعي. وكان لافتا تداول صورة تجمع المتهمين الخمسة من قياديي حزب الله؛ وهم: أسد صبرا، وحسين عنيسي، ومصطفى بدر الدين، وسليم العياش، وحسن مرعي، مذيلة بعبارة «أشرف الناس»، ومرفقة بعبارة «هاشتاغ» «سلمت أيديكم».

بالنسبة لمجموعة «زمن العدالة»، التي استحوذت على أكثر من 7500 معجب بعد ساعات على إنشائها، عرفها المسؤولون عنها، بأنها «مخصصة لمواكبة قطار العدالة الذي انطلق في قضية الرئيس رفيق الحريري». وعلى الصفحة عينها، كانت متابعة ليوم المحاكمة الطويل ومواكبة المواقف الصادرة على ألسنة أهل الضحايا الثمانية الذين قضوا بعمليات اغتيال وتتولى هذه المحكمة النظر في قضيتهم. وتحولت كذلك إلى محطة، للتغريدات المرحبة والمحتفلة بانطلاق «قطار العدالة»، أطلقت دعوات أيضا، للتجمع وإضاءة الشموع مساء على ضريح الحريري في وسط بيروت، وتمثاله في موقع الانفجار الذي أدى إلى مقتله 26 شخصا آخرين.

وعكست تغريدات اللبنانيين وتعليقاتهم مدى الانقسام الحاصل في الأوساط الاجتماعية المتطرفة في نظرتها ومقاربتها لهذه القضية، كما كانت استعادة لذاكرة 9 سنوات من الاغتيالات والتفجيرات، تداول خلالها المغردون صورا للحريري ورفاقه وللتفجيرات وللشخصيات الأخرى التي ذهبت بالطريقة عينها، بينما بقيت أصابع الاتهام مركزة في اتجاه واحد وهو حزب الله والنظام السوري.

وكان لتغريدة «من لبنان إلى العالم.. هنا رفيق الحريري»، حيز كبير من التغريدات التي تنوعت وفق مناطق اللبنانيين، ووصلت إلى بعض مناطق سوريا فكتب عدد من المغردين «من دمشق ومن القلمون... هنا رفيق الحريري»، وكتب مواطن سوري «لم يدرك من قتله أنه حكم على نفسه بالزوال... قريبا سنسمع هنا رفيق الحريري من دمشق من قلب عاصمة الأمويين».

وسجلت في الحملة عينها مشاركات من سياسيين وإعلاميين مؤيدين لـ«14 آذار»، فكتب الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري قائلا: «يعرفون أن المحكمة حقيقة ساطعة وأنهم لن يستطيعوا تغيير شيء ولو عارضوا آلاف السنين». بينما كتب أحدهم «هنا رفيق الحريري، لأنني المسيحي المعتدل أقرب إلى المسلم المتطرف». ورأى موسى أن «زمن القداسة انتهى وبدأ زمن العدالة»، بينما عد خالد «من قتل رفيق الحريري لا يزال يقتل الشعب السوري ويفاخر بجرائمه». وكتبت باميلا «هيهات منا القتلة».

وفي رد على ما سبق للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قد أعلنه، بالقول: «لا في 30 يوما أو 300 سنة سيوقف المتهمون، وكل ما يصدر عن المحكمة عدوان نرفضه»، وكتب سلام: «ما بدها لا 30 ولا 300 سنة.. كلها سنتين والقديسين الممانعين سيكونون وراء قضبان الحق».