متحدث وزارة الداخلية المصرية: مخطط إخواني لإفساد الفرحة بالدستور

اللواء عبد اللطيف قال إن بلاده تواجه «تنظيما إرهابيا يائسا ومهزوما»

أنصار لجماعة الإخوان يهربون من قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الأمن ردا على تعديهم على بعض المنشآت والسيارات في محيط جامعة القاهرة أمس (أ.ب)
TT

أكد اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية المصرية، لـ«الشرق الأوسط» أمس، كشف مخطط إخواني من المتوقع تنفيذه خلال الفترة المقبلة، «لإشاعة الفوضى والعنف في الشارع، من أجل إفساد فرحة المصريين بالاستفتاء على الدستور الجديد»، موضحا أن «هذا المخطط يشمل مصادمات مع الشرطة ومحاولة اقتحام لمؤسسات وتخريب بالجامعات»، وشدد على أن بلاده تتصدى بقوة لما تواجهه من «تنظيم إرهابي يائس ومهزوم».

ودأبت جماعة الإخوان وأنصارها، والتي عدتها الحكومة «منظمة إرهابية» الشهر الماضي، على التظاهر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو (تموز) الماضي. وشهدت بعض الجامعات المصرية أمس، أعمال عنف واشتباكات بين طلاب الإخوان وقوات الأمن، أسفرت عن مقتل طالب وإصابة أربعة آخرين داخل جامعة القاهرة.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية المصرية، إن «جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها، خاصة في الجامعات، بدأوا أمس مخططهم لإشاعة الفوضى والعنف في الشارع، ومن المزمع أن يستمروا في هذا المخطط كذلك اليوم (الجمعة)، من أجل إفساد فرحة المصريين بإتمام عملية الاستفتاء على الدستور الجديد، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته قوات الأمن وبمساعدة القوات المسلحة في تأمين عملية الاستفتاء بشكل كامل، وفشل محاولاتهم في تعطيل بعض اللجان، وهو ما رأيناه أول أيام الاستفتاء في بعض الأماكن قبل أن تقوم القوات بإحباطه والتصدي لهم».

وأوضح اللواء عبد اللطيف أن وزارة الداخلية رصدت بعض التحركات التي يعتزم متظاهرو الجماعة القيام بها خلال الفترة المقبلة، وقبل الذكرى الثالثة لأحداث «25 يناير» المقبلة، تقوم على مواصلة الشغب بالجامعات، والدفع بعناصر مسلحة بين صفوف الطلبة واستخدامهم في أعمال قتل داخل الجامعات للمتاجرة بها، وصناعة القتل بالمزيد من المصادمات مع عناصر الشرطة والجيش على غرار أحداث الحرس الجمهوري والمنصة (العام الماضي) ووقوع العديد من الضحايا، لإثبات فشل الدولة في بسط سيطرتها على الشارع وجذب مزيد من المتعاطفين.

وأشار المتحدث إلى وجود تحسبات كبيرة وتوقعات لدى جهاز الشرطة لهذه الأحداث، خاصة يوم 25 يناير، والذي أعلن الإخوان أنه يوم نزولهم لإسقاط «الانقلاب»، على حد زعمهم. مضيفا «نواجه تنظيما إرهابيا يائسا ومهزوما يحاول إيقاع المزيد من الضحايا لإفساد خطوات خارطة الطريق. لكننا سنتعامل معهم بحذر أمني بالغ لتفويت الفرصة عليهم».

وأشار إلى إشادة المواطنين بدور قوات الأمن في تأمين عملية الاستفتاء، مؤكدا أن التحرك المبكر والخطط التي جرى وضعها كان لها دور حاسم في نزول ملايين المواطنين للإدلاء بأصواتهم وشعورهم بالطمأنينة.

وأكد اللواء عبد اللطيف استمرار حالة الاستنفار بكل قطاعات وزارة الداخلية لتنفيذ المرحلة الثالثة من خطة تأمين الاستفتاء الخاص بتأمين الشارع المصري في مرحلة ما بعد إعلان النتائج النهائية تحسبا لردود أفعال الجماعة الإرهابية، بعد أن أظهرت النتائج الأولية التأييد الشعبي الواسع للدستور الجديد.

وكانت وزارة الصحة أعلنت أن الحصيلة الإجمالية لأعداد حالات الوفاة والإصابة التي وقعت نتيجة الاشتباكات خلال يومي الاستفتاء على الدستور، قد بلغت 13 حالة وفاة، بينهم أربع حالات بصورة طبيعية وتسع بشبهة جنائية، فيما أصيب 60 شخصا.

وقررت وزارة الداخلية أمس إغلاق ميدان التحرير (وسط القاهرة) أمام حركة المرور والمشاة، بعد أن رصدت أجهزة الأمن دعوات الإخوان للتظاهر بالميدان ومحاولة الاعتصام فيه.

وفي السياق ذاته، وقعت اشتباكات عنيفة في جامعة القاهرة أمس. وقال عميد كلية الحقوق بالجامعة الدكتور محمد كبيش إن «مؤيدي جماعة الإخوان من الطلاب هاجموا مكتبه وقاموا بتحطيمه في غياب للشرطة».

وخرج طلاب الإخوان المتظاهرين في مسيرة خارج أسوار جامعة القاهرة، مرددين هتافات مناهضة لقوات الجيش والشرطة وإدارة الجامعة. كما أشعلوا النار في لوحات إعلانية وإطارات.

وقال مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية إنه أبلغ «من مستشفى إمبابة العام، بوصول أحد طلاب جامعة القاهرة قتيلا إثر إصابته بطلق ناري، وأربعة آخرين بطلقات خرطوش جرى نقلهم من داخل الحرم الجامعي»، مضيفا أن «ذلك وقع قبل وصول قوات الشرطة إلى هناك».

وأضاف بيان لوزارة الداخلية أمس أن «قوات الشرطة اللازمة توجهت لإحكام السيطرة على الأحداث بداخل الحرم الجامعي وفي محيطه حفاظا على الأمن العام وحفظا للأرواح والممتلكات».

وفي جامعة عين شمس، وقعت اشتباكات بين الطلبة المنتمين لجماعة الإخوان وطلاب معارضين لهم، استدعت طلب عميد كلية التجارة بتدخل الشرطة نظرًا لصعوبة تمكن الأمن الإداري الخاص بالجامعة من السيطرة على الموقف.