عشرات الجرحى بانفجار في بانكوك «المشلولة» بالمظاهرات

مؤيدو شيناواترا ينفون تورطهم ويلمحون لسكان متضررين من الاعتصامات

متظاهرون يسعفون رفيقا لهم أصيب بانفجار القنبلة خلال مسيرة مناهضة للحكومة في بانكوك أمس (رويترز)
TT

شهدت بانكوك المشلولة بفعل المظاهرات المطالبة برحيل الحكومة، أمس، انفجار قنبلة خلف عشرات الجرحى، وذلك في أحدث فصول الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد.

ومباشرة، بعد وقوع الانفجار الذي استهدف مسيرة للمحتجين، سارع أحد قادة المتظاهرين، ساتيت ونغنونتايي، إلى تحميل رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا المسؤولية، وقال لإحدى الشاشات المثبتة في أنحاء المدينة «ينغلوك هي التي تتحمل المسؤولية. حكومة ينغلوك وأوغاد (القمصان الحمر) يقومون بأعمال العنف». لكن هذه الحركة الأخيرة المؤيدة لتاكسين، شقيق رئيسة الوزراء، نفت وقوفها خلف هذا الانفجار.

وقال مساعد المتحدث باسم الشرطة الوطنية الكولونيل انوشا روميانان إن «القنبلة انفجرت بعيد الساعة الواحدة» ظهرا بالتوقيت المحلي، في الصفوف الأمامية من مظاهرة كان يشارك فيها ثوسيب ثاوغوسبان، الذي يقود الحركة المطالبة منذ شهرين باستقالة رئيسة الوزراء شيناواترا. وقال ناطق باسم الحركة، اكانات برومفان، إن «القنبلة انفجرت على بعد نحو ثلاثين مترا عن ثوسيب وحراسه رافقوه في طريق عودته إلى حديقة لومبيني» أحد المواقع التي تحتلها حركة الاحتجاج منذ أيام. وذكرت مسؤولة في مركز ايراوان للإغاثة أن «آخر حصيلة تلقيناها تفيد بإصابة 28 شخصا بجروح»، دون أن يكون بوسعها تقديم إيضاحات حول خطورة الإصابات. وأكدت شبكة «بلو سكاي» التلفزيونية المؤيدة للمتظاهرين والتي بثت مشاهد لبقع دماء وسيارات إسعاف وأشخاص ممددين على الأرض، أن عبوة متفجرة ألقيت على المظاهرة.

ومنذ بداية الأزمة السياسية التي أسفرت عن ثمانية قتلى خلال شهرين ونصف الشهر، استهدفت مجموعة من الهجمات التي شنها أشخاص لم تعرف هوياتهم معارضي الحكومة، إلا أن عمليات إطلاق النار أو الانفجارات غالبا ما تحصل في الليل في مخيمات للحركة. وألقيت هذا الأسبوع عبوة متفجرة على منزل يملكه رئيس الوزراء السابق ابهيسيت فيجاجيفا زعيم المعارضة، وأصيب شخصان، خلال إطلاق نار على مخيم للمتظاهرين في وسط المدينة. ودائما ما يتهم قادة التحرك السلطات بالوقوف وراء هذه الحوادث.

ونفت حركة «القصمان الحمر» على لسان المتحدث باسمها ثانافوتي ويشايديت وقوفها وراء انفجار أمس، وقالت إن عناصرها لم يتأثروا بالشلل الحاصل في بانكوك، وربما فعل ذلك سكان تضرروا منه، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقام عشرات إن لم يكن مئات آلاف المتظاهرين، الاثنين، بعملية «لشل الحركة» في بانكوك، واحتلوا عددا من التقاطعات الاستراتيجية للعاصمة. ودعت الحكومة التايلاندية أول من أمس إلى توقيف قادة المتظاهرين الذين أغلقوا قسما من وسط بانكوك في إطار عملية «شل» العاصمة وهددوا «بأسر» ينغلوك شيناواترا التي أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد فتح تحقيق معها.

ويتنقل عدد من قادة التحرك الحالي بحرية على رأس حشود على الرغم من مذكرات توقيف صدرت بحقهم لدورهم في هذه الأزمة. وأهم هؤلاء القادة ثوسيب ثاوغوسبان الذي صدرت بحقه مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي مذكرة توقيف بتهمة العصيان لدوره في قمع التظاهرات المؤيدة لتاكسين ربيع 2010، حيث سقط تسعون قتيلا، عندما كان في الحكومة. ومن جهتها، دعت ينغلوك شيناواترا أول من أمس المتظاهرين إلى القبول بتسوية الأزمة السياسية المستمرة عن طريق صناديق الاقتراع.

ويريد المتظاهرون الذين يغلقون منذ الاثنين الماضي مفارق الطرق الكبرى في العاصمة التايلاندية التخلص مما يسمونه «نظام تاكسين» شيناواترا رئيس الوزراء السابق وشقيق رئيسة الوزراء الحالية.