سونيا غاندي ترفض المغامرة بنجلها في معركة سياسية غير مضمونة

حزب «المؤتمر» المتراجع في الاستطلاعات لن يختار راؤول مرشحا لرئاسة الوزراء

TT

فرضت سونيا غاندي رئيسة حزب «المؤتمر» الحاكم في الهند، سلطتها أمس برفضها تعيين نجلها راؤول مرشحا لمنصب رئيس الوزراء ودعت حزبها إلى النضال من أجل وحدة الأمة.

وسيكون راؤول غاندي (43 عاما) المحرك الرئيس للحملة الانتخابية لحزب «المؤتمر» للانتخابات التشريعية في الربيع، لكن والدته سونيا التي تعارض بعض كوادر حزبها، رفضت اختياره مرشحا لمنصب رئيس الوزراء.

وقالت سونيا غاندي أمس في الجمعية التي ضمت الآلاف من أعضاء الحزب «لقد اتخذنا قرارا الخميس في شأن راؤول وهو قرار نهائي. نحن مجتمعون هنا لتوجيه رسالة واضحة مفادها أن المؤتمر مستعد وفي حالة استنفار».

وبعد عشر سنوات عمليا في الحكم، تسجل شعبية حزب «المؤتمر» (يسار وسط) تراجعا كبيرا في استطلاعات الرأي بعد أبرز أحزاب المعارضة، حزب «باراتيا جاناتا» الحزب القومي الهندوسي. ويعاني حزب «المؤتمر» من تآكل سلطته وتباطؤ الدورة الاقتصادية وتكاثر فضائح الفساد التي شوهت صورته. وقال رئيس الوزراء الحالي مانموهان سينغ وفي وقت سابق إنه لن يترشح بعد ولايتين على رأس السلطة التنفيذية.

وقد اختار حزب «باراتيا جاناتا» منذ سبتمبر (أيلول) الماضي زعيمه المثير للجدال ناريندرا مودي مرشحا لمنصب رئيس الوزراء، علما أن هذا الأخير يواجه انتقادات لدوره المفترض في الاضطرابات الدينية التي وقعت في 2002 وقتل خلالها ما بين 1000 إلى 2000 شخص، شكل المسلمون القسم الأكبر منهم. إلا أن القضاء لم يوجه له أي تهمة.

ويقول محللون إن قرار حزب «باراتيا جاناتا» يمكن أن يحد من الهامش المتاح له للمناورة خلال المفاوضات من أجل تشكيل تحالف بعد الانتخابات، وأرادت سونيا غاندي تجنب الوقوع في هذا الفخ. وتعتبر الصحافة المحلية أيضا أن عائلة غاندي لا تريد أن تعرض راؤول غاندي كثيرا للانتقادات ولا أن تضعف مستقبله السياسي إذا ما مني حزب «المؤتمر» بهزيمة قاسية.

ووجهت سونيا غاندي انتقادات في خطابها إلى زعيم حزب «باراتيا جاناتا» متهمة إياه ضمنا بأنه عامل انقسام محتمل، وقالت إن «الانتخابات ستكون معركة من أجل الحفاظ على تقليدنا العلماني العريق جدا». وأضافت أن الهند نسيج «لا يمكن تقدير جماله إلا إذا كان موحدا، نسيج فريد أكبر بالتأكيد من جميع أبنائها»، متهمة حزب باراتيا جاناتا «بشده حتى تمزيقه».

من جهته اتهم الحزب القومي الهندوسي حزب «المؤتمر» بالخوف لعدم تجرئه على السماح لراؤول غاندي بخوض مواجهة مع ناريندرا مودي الذي بدأ بائع شاي وبات كبير وزراء ولاية غوجارات، إحدى أكثر المناطق حيوية في البلاد.

وفال رافي شانكار براساد أحد قادة حزب «باراتيا جاناتا» إنهم «لم يطرحوه مرشحا لمنصب رئيس الوزراء لأنهم لو لم يفعلوا، لأجريت مقارنات وتحليلات، وتؤكد كل استطلاعات الرأي أن راؤول غاندي لا يؤيد المقارنة».

يذكر أن راؤول غاندي لا يميل إلى الظهور في وسائل الإعلام ولم ينطلق في المجال السياسي إلا بعد تردد، على خطى والده راجيف وجدته أنديرا. إلا أن عددا من قادة الحزب يعد أنه الورقة الرابحة لاستمرار سلالة نهرو - غاندي في السلطة. ولا يزال راؤول عازبا، وبدا أنه تملص فترة طويلة من الواجبات التي تحتمها عليه عائلته الشهيرة قبل أن يوافق على قبول منصب المسؤول الثاني في «المؤتمر» في يناير (كانون الثاني) 2013.