الرئيس الفرنسي يدعو للاحتذاء بالنموذج التونسي طريقا لبلدان الربيع العربي

هولاند: جاهزون للدعوة لمؤتمر جديد للمانحين من أجل الدولة الفلسطينية

TT

استغل الرئيس الفرنسي مناسبة الخطاب الذي ألقاه أمام السلك الدبلوماسي المعتمد في العاصمة الفرنسية، ليقوم بجولة كاملة على مشكلات العام، ولعرض مبادئ السياسة الخارجية الفرنسية، مبديا اغتباطه بالمسار الذي اتخذته الأحداث في تونس، والاقتراب من إقرار دستور جديد والتهيئة لانتخابات جديدة.

ورأى هولاند أن النموذج التونسي يجب أن يحتذى به في دول الربيع العربي، مشيرا بشكل خاص إلى مصر.

واستحوذت مشكلات العالم العربي والشرق الأوسط على جزء أساسي من مداخلة فرنسوا هولاند، حيث تناول تطورات الوضع في سوريا وانعكاساته على بلدان الجوار، وتحديدا لبنان والأردن، ومحادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والملف الإيراني، وتحولات الربيع العربي في تونس ومصر.

وتوقف هولاند عند ثلاثة مبادئ رئيسة للدبلوماسية الفرنسية، هي سعي باريس الدائم والثابت للسلام والمساهمة في بناء نظام عالمي جديد، وأخيرا الاستمرار في بذل الجهود للمحافظة على دور فرنسا على المستوى العالمي، بوصفها «عنصر توازن»، وتتمتع بخصوصية مهمة هي «قدرتها على الحديث إلى كل الشعوب». وربط هولاند الدور الفرنسي في العالم بضرورة المحافظة على قوتها الاقتصادية، وعدّ أن عام 2014 يجب أن يُكرّس للسهر على السلام في العالم، والدفع باتجاه التنمية وتنظيم العولمة وحماية البيئة.

وفي الموضوع السوري، أكد هولاند أنه «ليس قابلا لأن يكون الخيار بين نظام الأسد الاستبدادي من جهة والإسلاميين من جهة أخرى»، في إشارة لموقف فرنسا الداعم للائتلاف الوطني السوري ولمعسكر المعتدلين لانعقاد مؤتمر «جنيف 2»، الذي شدد على أن هدفه «الوحيد» يجب أن يكون تحقيق عملية الانتقال السياسي.

وربط الرئيس الفرنسي بين هذه الغاية ومشاركة الائتلاف في المؤتمر المنتظر، الأسبوع المقبل.

وكانت باريس استضافت، نهاية الأسبوع الماضي، اجتماعا للمجموعة الضيقة لأصدقاء سوريا، شددت على هذه الغاية لحث المعارضة السورية للذهاب إلى «مونترو - جنيف».

ولم يفت الرئيس الفرنسي الإشادة بالدور الروسي، وبما له من تأثير على نجاح المؤتمر، إذ عد أن موسكو «لاعب أساسي»، كذلك نبّه إلى خطورة تداعيات الأزمة السورية على لبنان والأردن، داعيا كل الجهات المؤثرة إلى «القيام بما تستطيعه للحفاظ على استقلال واستقرار لبنان وسلامة أراضيه». وتعكس هذه العبارة المخاوف الفرنسية على لبنان، والمخاوف على مؤسساته ومن الفراغ الذي يتهددها وعلى النظام الديمقراطي.

وبشأن إيران، بقي هولاند متمسكا بشرط قبول إيران خطة طريق «جنيف 1»، وتحديدا قبول عملية الانتقال السياسي باب للمشاركة في «جنيف 2».

وفي السياق الإيراني، أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده «ساهرة» لكي لا تتحول إيران إلى قوة نووية عسكرية، الأمر الذي أثبتته في مفاوضات جنيف الأخيرة، وفي الاتفاق المرحلي، الذي توصلت إليه مجموعة الست مع طهران. بيد أن هولاند حث القادة الإيرانيين على التطبيق «الكامل» للاتفاق المرحلي، الأمر الذي من شأنه أن يفتح الطريق لتسوية نهائية للملف النووي الإيراني.

وفيما يخص المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق إطاري بوساطة أميركية، عد هولاند أن أي تسوية لا يمكن أن تجري من غير «تنازلات»، داعيا الطرفين إلى «اقتناص الفرصة» المتوافرة في الوقت الحاضر، خصوصا أن المحددات معروفة للتسوية السلمية.

وأكد هولاند أن بلاده جاهزة للدعوة لمؤتمر جديد للمانحين من أجل فلسطين، على غرار ما قامت به نهاية عام 2007. بيد أن أمرا كهذا، وفق ما تقوله باريس، لا يمكن أن يحصل من غير تقدم فعلي في المفاوضات والاقتراب من التسوية السلمية.

ولم يشر هولاند إلى التوتر السياسي بين مجموعة من البلدان الأوروبية، ومن بينها فرنسا وإسرائيل التي تتهمها بالتحيز للطرف الفلسطيني.

وأخيرا، أبدى الرئيس الفرنسي اغتباطه بالمسار الذي اتخذته الأحداث في تونس، والاقتراب من إقرار دستور جديد، والتهيئة لانتخابات جديدة. ورأى هولاند أن النموذج التونسي يجب أن يحتذى به، مشيرا بشكل خاص إلى مصر.

وحث الرئيس الفرنسي السلطات المصرية على احترام حقوق الجميع في العملية الديمقراطية، وخصوصا في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.