800 ألف شردهم انعدام الأمن في أفريقيا الوسطى

المفوضية الأوروبية تعقد مؤتمرا لمناقشة الوضع الإنساني بالجمهورية

TT

قالت المفوضية الأوروبية ببروكسل إنها ستستضيف الاثنين المقبل وبالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مؤتمرا رفيع المستوى حول الوضع الإنساني في جمهورية أفريقيا الوسطى، يضم ممثلين لوكالات الأمم المتحدة والبلدان المانحة والمنظمات غير الحكومية والصليب الأحمر ودول المنطقة. وكانت المفوضية قد أصدرت بيانا قبل أسبوعين قالت فيه إن المأساة الإنسانية في أفريقيا الوسطى مستمرة وإن أعداد المشردين وصل إلى 800 ألف شخص.

ويتناول المؤتمر التحديات الإنسانية في الجمهورية وتحديدا أولويات العمل في ظل الحالة الطارئة والعمل للتأكد أن المنظمات الإنسانية لديها الموارد اللازمة لتقديم المساعدة المناسبة لضحايا الأزمة، والتي تصاعدت في الفترة الأخيرة وأثرت على قرابة خمسة ملايين نسمة في البلاد، حيث يصعب وصول المساعدات الإنسانية لهم بسبب انعدام الأمن.

وحسب بيان المفوضية فإن الاتحاد الأوروبي هو أكبر مانح للمساعدات الإنسانية للمتضررين من الأحداث، وقدم في العام الماضي 76 مليون يورو. وسينعقد المؤتمر يوم الاثنين بالتزامن مع اجتماعات وزراء خارجية دول التكتل الموحد والتي تبحث في نفس الملف وبشكل موسع.

وأشار بيان صدر عن كريستالينا جورجيفا مفوضة شؤون الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى أن المشردين في الداخل ارتفع عددهم من 30 ألفا في مطلع ديسمبر إلى 370 ألفا في نهايته، وأن 230 ألفا نزحوا خلال هذه الفترة إلى دول الجوار مما يعطي الكارثة بعدا إقليميا.

وقالت المسؤولة الأوروبية إنه منذ انطلاق الأزمة في مارس (آذار) الماضي كان الجميع مهتم بالأمن وتوفير الحماية للمدنيين ومنع انتشار الأزمة إلى مناطق جديدة من البلاد، ويظل تدخل فرنسا لدعم القوات الأفريقية تطبيقا لقرار من مجلس الأمن رقم 2127 له أهمية حاسمة لحماية المدنيين والمساهمة في توفير بيئة يضمن فيها تسليم المساعدات الإنسانية للمحتاجين. وحذر البيان الأوروبي من أن أعداد الأشخاص الذين يحتاجون إلى الإنقاذ يتزايد كل ساعة ولا تزال المنظمات الإنسانية تواجه صعوبات للعمل في جميع أنحاء البلاد.

وقال البيان إنه من أجل تجنب تصاعد المأساة وحتى لا تخرج عن السيطرة فلا بد من تنسيق العمل المشترك وكذلك لا بد على الأطراف المتصارعة أن تستمع لنداءات شعوبهم والمنظمات الإنسانية لتسهيل وصول الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمحتاجين وفي نفس الوقت لا بد من تزايد الوجود الأمني الدولي إذا لزم الأمر.

وانتهى البيان إلى الإشارة إلى أنه بعد التشاور مع منسقة الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة فاليري آموس تقرر الدعوة إلى اجتماع رفيع المستوى في بروكسل يوم 20 يناير (كانون الثاني) لتقييم التحديات الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى وتحديد الأولويات من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستمر وفعال مع ضرورة توفير الأمن للمدنيين وخلق بيئة آمنة لإيصال المساعدات.

وأعلنت بروكسل بالفعل عن وجود عدد من الخبراء التابعين لإدارة المساعدات الإنسانية في المفوضية الأوروبية في أفريقيا الوسطي وتتعاون المفوضية مع الجهات المعنية منذ فترة وقدمت 40 مليون يورو للإغاثة في حالات الطوارئ فضلا عن مساهمات الدول الأعضاء كما سبق أن زارت المفوضة جورجيفا جمهورية أفريقيا الوسطى مرتين في يوليو (تموز) وأكتوبر (تشرين الأول) من عام 2013 وكانت الأولى بصحبة المفوض الأممي آمو والثانية بصحبة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.