الخارجية الإسرائيلية استدعت سفراء 4 دول أوروبية واتهمتها بالانحياز للفلسطينيين

نتنياهو: على الأوروبيين أن يتوقفوا عن النفاق

TT

هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دول الاتحاد الأوروبي، واتهمها بالنفاق. واستدعى وزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، سفراء 4 من دول الاتحاد، ردا على استدعاء دولهم سفراء إسرائيل لديها، وإبلاغهم احتجاجها على خطط استيطانية.

وطلب نتنياهو من الدول الأوروبية «التوقف عن نهج النفاق» عند تعاملها مع قضية البناء في المستوطنات. وقال لصحافيين أجانب استدعاهم إلى مكتبه «الموقف الأوروبي يفتقد إلى التوازن، وهو ما يجعل السلام بعيدا». وتساءل نتنياهو «متى استدعت الدول الأوروبية ممثلي السلطة الفلسطينية، لتحتج لهم على الممارسات الإرهابية، والدعوات إلى القضاء على إسرائيل؟.. ببساطة ما يقوم به الاتحاد الأوروبي هو نفاق ورياء».

وكان نتنياهو يعقب على قيام وزارات الخارجية في دول فرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، باستدعاء سفراء إسرائيل لديها يوم الخميس الماضي، وإبلاغهم قلقها من إعلان إسرائيل الأسبوع الماضي أيضا عن طرح عطاءات لبناء 1400 وحدة سكنية جديدة خارج الخط الأخضر.

وأبلغ سايمون فرايزر، رئيس الدائرة الدبلوماسية في الخارجية البريطانية، السفير الإسرائيلي بأن «المفاوضات الحالية تشكل فرصة فريدة لوضع حد للنزاع لمرة واحدة، وما أعلن حول المستوطنات له تأثير سلبي». وجاء في بيان للوزارة البريطانية أن بريطانيا تعتبر إعلان إسرائيل عن مواصلة أعمال البناء في الضفة يضر بمفاوضات السلام، داعية إسرائيل إلى الامتناع عن إطلاق تصريحات مماثلة مستقبلا.

وكانت إسرائيل أعلنت في العاشر من يناير (كانون الثاني) خططا لبناء أكثر من 1400 وحدة استيطانية في المستوطنات، على الرغم من جهود الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتحذيراتهما بهذا الشأن. وقال نتنياهو «يتم استدعاء سفرائنا من أجل بناء بعض البيوت، حان الوقت لوضع حد لهذا النفاق. إن سياسة الكيل بمكيالين لا تساعد في (تحقيق) السلام، بل أعتقد أن هذا الأمر يؤخره».

وتطرق نتنياهو إلى العملية السلمية في المنطقة والمفاوضات، فأكد أن الترتيبات الأمنية مثيرة ومعقدة وترتبط أيضا بالأردن، مضيفا «كان لي لقاء جيد بالعاهل الأردني عبد الله الثاني، وبحثنا القضايا الأمنية، ويوجد بيننا تفاهم كبير حول القضايا الأمنية. ما يهم إسرائيل وكذلك الأردن هو بقاء الحدود هادئة».

وفي رد إسرائيلي عملي على استدعاء سفرائها، استدعت الخارجية الإسرائيلية سفراء الدول الـ4، بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وأوضحت لهم أن «الموقف المناوئ لإسرائيل والمؤيد للفلسطينيين الذي تتخذه دولهم غير مقبول، ويثير الانطباع بأن هذه الدول تريد دوما أن تنحي باللائمة على إسرائيل».

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان «إن الموقف الذي تتخذه هذه الدول يمس بشكل ملموس إمكانية التوصل إلى أي نوع من الاتفاق بين الجانبين، علاوة عن كونه غير متوازن ومنحازا ويتجاهل الواقع».

وتوترت العلاقة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بسبب موقف الاتحاد من المستوطنات، إذ أصرت دول الاتحاد على استبعاد تمويل كل الشركات والمؤسسات العاملة في مستوطنات في الضفة، وتقديم منح لها، بما فيها العلمية، بينما تبدأ هذا العام سياسة مقاطعة بضائع المستوطنات، وهو التوجه الذي يغضب إسرائيل ويقلقها كثيرا. وتشكل المستوطنات إحدى العقبات الرئيسة في طريق تقدم العملية السياسية، إضافة إلى ملفات الأمن والقدس واللاجئين. وتعارض السلطة الفلسطينية بقاء مستوطنين أو جنود إسرائيليين على الأرض الفلسطينية بأي شكل.

وهاجم نتنياهو بشدة الموقف الفلسطيني الذي يعارض بقاء إسرائيليين في الدولة الفلسطينية المستقبلية، واعتبره «ينطوي على تطهير عرقي». وقال «إن إسرائيل تؤيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح وتعترف بالطابع اليهودي لدولة إسرائيل». ويرفض الفلسطينيون أيضا الاعتراف بيهودية إسرائيل.

وظهرت كل هذه الخلافات قبل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي هوجم إسرائيليا بشكل عنيف هذا الأسبوع. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن كيري متردد في الزيارة بسبب مواقف إسرائيل من اتفاقية «إطار»، إذ أبلغ المسؤولون الإسرائيليون كيري بأنهم لن يوقعوا على الاتفاق.

وتظاهر أمس عشرات المستوطنين في مناطق مختلفة في الضفة وإسرائيل، ضد جهود كيري للسلام، ورفعوا لافتات كتب عليها «نحافظ على الدولة.. لن نخضع لكيري». وقال متظاهرون إنهم يوجهون رسالة لكيري مفادها أن إسرائيل لن تخضع له.

وانتقد عضو الكنيست من حزب العمل، نحمان شاي، بشدة سياسة الحكومة الإسرائيلية الخارجية، قائلا إن «حكومة نتنياهو تعلن الحرب على العالم». وأضاف شاي للإذاعة الإسرائيلية «في بداية الأسبوع، هاجم وزير الدفاع الولايات المتحدة ووزير خارجيتها، وفي نهاية الأسبوع يهاجم رئيس الحكومة أوروبا كلها»، مضيفا أن «إسرائيل عزلت نفسها بنفسها، ورهنت مستقبلها كله بالمستوطنات التي سيتم إغلاق معظمها في نهاية المطاف».