البنتاغون مستعد لتدريب قوات عراقية في بلدآخر

مسؤول أميركي رجح أن تستضيفها الأردن

صورة أرشيفية للقوات الخاصة العراقية لمكافحة الإرهاب وهي تجري تمرينات الصيف الماضي في مطار بغداد الدولي (أ.ب)
TT

أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش الأميركي مستعد لتدريب قوات عراقية في بلد آخر على مهمات لمكافحة الإرهاب بغية محاربة المتمردين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وأضاف هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته أن هذا التعاون سيتم «على الأرجح» في الأردن إذ إن واشنطن وبغداد تدعمان المبادرة، شرط موافقة الأردن على استضافة جنود أميركيين وعراقيين.

لكنه لم يوضح عدد المدربين الأميركيين أو الجنود العراقيين المفترض تدريبهم.

وكان عدد ليس قليلا من قوات الشرطة والجيش العراقي قد تلت تدريبات في الأردن على أيدي أردنيين وأميركيين إبان الاحتلال الأميركي للعراق في 2003. ويأخذ القادة السياسيون من السنة على الحكومة دمجها ميليشيات شيعية مثل فيلق بدر وجزء من جيش المهدي مع القوات الأمنية والقوات العسكرية.

ومن غير الوارد إرسال جنود أميركيين مجددا إلى العراق الذي انسحب منه الجيش الأميركي أواخر عام 2011 لعدم موافقة الحكومة العراقية على منحهم حصانة قضائية.

وفي حديث لصحيفة «واشنطن بوست» نشرته أول من أمس أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنه يدعم مشروع تدريب لمكافحة الإرهاب في الأردن. وعبر عن رغبته في ذلك بحسب الصحيفة أثناء اتصال هاتفي الأسبوع الماضي مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن.

ويتهم المالكي وهو شيعي بعدم انفتاحه على المكونات الأخرى للمجتمع العراقي، فيما فقد السيطرة على جزء من محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية والحدودية مع سوريا.

وقد سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام وهي مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وأفراد من العشائر المناهضة للحكومة خصوصا على الفلوجة التي شهدت المعركة الأكثر دموية بالنسبة للجيش الأميركي أثناء احتلال البلاد من 2003 إلى 2011.

وصرح الكولونيل ستيفن وارن المتحدث باسم البنتاغون: «إننا نتحادث مع العراقيين حول سبل تحسين قدرة قوات الأمن العراقية»، وأقر في الوقت ذاته بأن التدريب على مكافحة الإرهاب أمر مطروح. وأضاف: «في هذا الوقت يسعى المالكي خصوصا للحصول على أسلحة خفيفة وذخيرة» لإمداد قواته التي تواجه عناصر القاعدة، موضحا أن شحنات أميركية سترسل «في المدى القصير».

ويتعلق الأمر بشكل أساسي «بآلاف عدة» من البنادق الهجومية من نوع «إم - 4» و«إم - 16» مع ذخيرتها بحسب أحد مسؤولي البنتاغون.

وتعهدت واشنطن بتسريع إرسال شحنات الصواريخ وطائرات المراقبة دون طيار إلى العراق لمساعدة الحكومة على محاربة المتمردين.

ومن المفترض أن يتم في الربيع تسليم مائة صاروخ «هلفاير»، معدة أصلا كسلاح مضاد للدبابات ويمكن أن تطلق من مروحيات أو طائرات وكذلك طائرات دون طيار «سكان إيغل» قادرة على التحليق لمدة أربع وعشرين ساعة.

وهذه الشحنات مرتبطة بعقود مبرمة سلفا مع بغداد. وقد تم تسليم نحو 75 صاروخ «هلفاير» إلى بغداد في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتقدم واشنطن أيضا دعما لبغداد في مجال الاستخبارات. ويتعلق الأمر خصوصا بـ«تنصت على اتصالات القاعدة» وتحديد مكان معسكراتها كما أوضح المالكي في حديثه لواشنطن بوست.

وعلى الرغم من انسحاب القوات الأميركية من العراق أواخر 2011 فرضت واشنطن نفسها شريكا أساسيا للعراق في مجال الأمن والدفاع. وزودت بغداد بأكثر من 14 مليار دولار من الأسلحة منذ 2005. لكن كبار المسؤولين الأميركيين أكدوا أكثر من مرة على أنه لا مجال لإرسال قوات مجددا إلى البلاد.