لبنان: جرح ثلاثة أشخاص بينهم جندي بتجدد الاشتباكات في مدينة طرابلس

اندلعت مع سقوط الصواريخ على عرسال وبعد مقتل شاب علوي بالقبة

TT

عاشت مدينة طرابلس، عاصمة شمال لبنان، ليلة اشتباكات استمرت حتى ساعات الصباح الأولى بالتزامن مع استمرار رصاص القنص، الذي بات لازمة اعتاد عليها أهالي المدينة كلما وقع اشتباك ما أو تدهور الوضع الأمني في منطقة لبنانية أخرى.

يذكر أن المدينة تشهد منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي حالة من الهدوء بعد جولات قتال عدة العام الماضي بين منطقتي جبل محسن ذات الغالبية العلوية وباب التبانة ذات الغالبية السنية، وتزامن تجدد الاشتباكات بعد ظهر الجمعة مع مجزرة عرسال التي راح ضحيتها ثمانية أشخاص، بينهم خمسة أشقاء من عائلة واحدة. غير أن تجدد التوتر في طرابلس أمس جاء بعد إطلاق مجهولين النار على مواطنين من منطقة جبل محسن، ذات الغالبية العلوية، أثناء مرورهما في منطقة القبة، مما أدى إلى مقتل أحدهما.

وفي سياق متصل، عد عبد اللطيف صالح، المسؤول الإعلامي في الحزب العربي الديمقراطي ذي الغالبية العلوية، أمس، أن «دم أبناء جبل محسن هو أرخص دم في لبنان والمعادلة أصبحت جبل محسن مقابل عرسال». وأبدى في حديث تلفزيوني أسفه لـ«اغتيال الشاب طالب عاصي بدم بارد أثناء عودته من عمله»، وشدد على أن «من يرفع الغطاء عن المسلحين يقولها فقط في الإعلام»، مطالبا بـ«إعطاء الغطاء السياسي للجيش وتشكيل حكومة جامعة». وشهدت منطقتا باب التبانة وجبل محسن اشتباكات على طول شارع سوريا، الفاصل بينهما، استخدمت خلالها، وفق ما أعلنته الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، الأسلحة الرشاشة كما سجل إطلاق عدد من القذائف الصاروخية في المنطقتين، في حين ردت وحدات الجيش اللبناني على مصادر النيران بشكل مباشر وكثيف في محاولة لإخمادها. وأدى تبادل إطلاق النار إلى سقوط جريحين هما أحمد ناصر وعلي قاسم ليل الجمعة/ السبت، كما أصيب نتيجة الاشتباكات أمس أحد عناصر الجيش اللبناني عند طلعة العمري في طرابلس. وفي حين تراجعت حدة الاشتباكات بشكل ملحوظ في ساعات الصباح، استمرت أعمال القنص التي لم ترحم أي هدف متحرك، ولا سيما على طول أوتوستراد التبانة بين دوار أبو علي والملولة. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن سلوك الأوتوستراد أمس «محفوف بالمخاطر». وانعكس تجدد الاشتباكات على أحياء عدة في المدينة، التي شهدت أمس حركة سير خفيفة في شوارعها وإقبالا خجولا في أسواقها التجارية، تزامنا مع إقفال المدارس والجامعات الرسمية والخاصة .

وقالت مصادر محلية في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن جولة الاشتباكات هذه حصلت بعد هدوء ملحوظ شهدته الساحة الطرابلسية منذ نحو شهر تقريبا، مشيرة في الوقت ذاته إلى رسائل تبادلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام ترجح تجدد الاشتباكات في المدينة على الرغم من انعدام أي مؤشرات عملية على ذلك. وتراجعت حدة الاشتباكات في ساعات بعد الظهر أمس، بينما عزز الجيش اللبناني حضوره في المدينة وأبقى على جهوزيته للرد على مصادر النيران.