غضب إسرائيلي وأميركي من تأجيل «اليونيسكو» معرضا بشأن علاقة اليهود بالأرض المقدسة

مركز «فيزنتال» يصف القرار بـ«المشين» والولايات المتحدة تدعو للتراجع عن «الخطأ»

TT

أثار قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) تأجيل افتتاح معرض في باريس حول روابط اليهود بالأرض المقدسة، غضبا إسرائيليا كبيرا، وقرر مركز سيمون فيزنتل لمكافحة «معاداة السامية» إطلاق جملة دولية ضد القرار الذي جاء بناء على طلب من 22 دولة عربية.

ووصف المركز اليهودي القرار بـ«المشين». وقال الحاخام مارفن هير مؤسس ومسؤول المركز، الذي يوجد مقره في لوس أنجليس الأميركية، إن «(اليونيسكو) بإرجائها المعرض، الذي كان من المفترض أن يفتتح الثلاثاء، تتصرف كرقيب، وتثبت من جديد أنها العنوان الرسمي للرواية العربية في الشرق الأوسط».

وأضاف: «هم يعلمون جيدا أن ذلك لا يتداخل بشيء مع عملية السلام، حتى إنه لا يأتي على ذكرها».

وأوضح الحاخام أنه أطلق فكرة المعرض قبل سنتين، عندما جرى قبول عضوية فلسطين الكاملة في «اليونيسكو» في أكتوبر (تشرين الأول) 2011، وما تلاها من توتر في العلاقات بين «اليونيسكو» وإسرائيل. وكان المؤتمر العام لـ«اليونيسكو» قرر قبول انضمام فلسطين عضوا كامل العضوية، وقد صوتت 107 دول لصالح القرار، من بينها فرنسا وإسبانيا والنرويج من دول الاتحاد الأوروبي. في حين صوتت 14 دولة ضد القرار من بينها: الولايات المتحدة وإسرائيل وكندا وألمانيا، بينما امتنع عن التصويت 49 دولة.

ومن ذلك الوقت، ومركز فيزنتل يعمل على إطلاق المعرض بالتنسيق مع «اليونيسكو». وكان يفترض أن يقام المعرض في مقر «اليونيسكو» في باريس، بالتعاون مع مركز سيمون فيزنتال، تحت عنوان «الناس، الكتاب، الأرض: علاقة 3500 سنة للشعب اليهودي مع الأرض المقدسة».

وقالت «اليونيسكو» في بيان إنها «تلقت رسالة من 22 دولة أعضاء في المجموعة العربية عبرت عن قلقها إزاء الوقع السلبي المحتمل للمعرض على عملية السلام والمفاوضات الجارية في الشرق الأوسط».

وأكد البيان أنه «في هذا الإطار اضطرت (اليونيسكو) للأسف إلى تأجيل افتتاح المعرض». وقالت الأمينة العامة للمنظمة، إيرينا بوكوفا: «إن (اليونيسكو) ملتزمة بصورة جدية في إنجاح عملية السلام من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة».

وأرسلت بوكوفا رسالة إلى مركز فيزنتال أن تأجيل المعرض مرتبط مباشرة بدعم «اليونيسكو» للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضافت: «القرار بسبب مخاوف من أن بعض الجوانب ربما تراها الدول الأعضاء أنها تعرض عملية السلام للخطر». وتابعت: «نحن ملتزمون بعدم المس بالمفاوضات».

وكتب مركز «سيمون فيزنتال» على موقعه على الإنترنت أنه سيعقد مؤتمرا صحافيا في باريس، غدا (الاثنين)، كي «يظهر لوسائل الإعلام المعرض الذي لا يريد (اليونيسكو) للعالم أن يراه».

وأثارت الخطوة حفيظة واشنطن كذلك، إذ قالت سامانتا باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في بيان إن «قرار (اليونيسكو) خطأ ويجب إلغاؤه، وحثت (اليونيسكو) على إعادة التفكير في قرار المعرض».

وقالت في بيان: «قرار (اليونيسكو) خطأ ويجب إلغاؤه».

وأضافت: «الولايات المتحدة تشارك على مستويات رفيعة لحث (اليونيسكو) على السماح بتنظيم هذا المعرض بأسرع ما يمكن».

وتابعت: «يُفترض أن تعزز (اليونيسكو) المناقشة والتفاعل بين المجتمع المدني والدول الأعضاء، ولمنظمات مثل (سيمون فيزنتال) الحق في أن يسمع صوتها والمساهمة في مهمة (اليونيسكو)». وعلاقة «اليونيسكو» بإسرائيل والولايات المتحدة متوترة إلى حد كبير، بعد قبول عضوية فلسطين في 2011، وهو ما حدا بالولايات المتحدة وإسرائيل التوقف عن دفع المساهمة المالية إلى «اليونيسكو»، وتسبب ذلك بفقدانهما حق الاعتراض (الفيتو) في نوفمبر الماضي (تشرين الثاني). وتحظى فلسطين الآن بعضوية كاملة، وتتمتع بكل الامتيازات التي تتمتع بها الدول الأخرى.