الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي يتعرض لاعتداء

الوزير بنعبد الله لـ «الشرق الأوسط» : تحركاتنا لم ترق البعض فمارسوا سلوكا عدوانيا

الوزير نبيل بنعبد الله يتلقى إسعافات أولية عقب تعرضه لاعتداء أمس («الشرق الأوسط»)
TT

يبدو أن مسلسل الاعتداءات على قادة حزب التقدم والاشتراكية المغربي (الشيوعي سابقا) والمشارك في الائتلاف الحكومي ما زال مستمرا، فبعد الاعتداء مطلع الشهر الحالي على وزير الصحة الحسين الوردي داخل قبة البرلمان من طرف صيادلة جراء اتخاذه قرار حله لهيئتين محليتين للصيادلة، تعرض نبيل بنعبد الله، الأمين العام للحزب، ووزير السكنى وسياسة المدينة صباح أمس (الأحد)، لاعتداء بواسطة الرشق بالحجارة من طرف مجهولين أثناء وصوله إلى قاعة دار الشباب في محافظة أسا الزاك (جنوب)، حيث كان يعتزم إحياء نشاط حزبي في إطار جولة تقوده إلى مختلف الأقاليم في البلاد، مما تطلب تدخلا طبيا عاجلا حال دون حدوث أي مضاعفات.

وكشف بنعبد الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بعد دقائق من تعرضه للاعتداء أنه تلقى ضربة على مستوى الرأس لحظة دخوله للمكان المخصص لنشاطه الحزبي. ورجح بنعبد الله فرضية وقوف عناصر «أقلية» من دون تحديد هويتهم وراء حادث الاعتداء عليه، وقال إن هناك بعض «الأشخاص لم ترُقهم تحركات الحزب في مناطق الجنوب مما دفعهم إلى ممارسة سلوك عدواني». وأصر بنعبد الله مباشرة بعد الاعتداء عليه على مواصلة نشاطه الحزبي رغم أن حالته الصحية تطلبت استدعاء طبيب محلي للكشف عليه.

في ذات السياق، كشفت مصادر مطلعة أن وزيري الداخلية محمد حصاد والشرقي ضريس، الوزير المنتدب في الداخلية، اتصلوا على الفور ببنعبد الله للاطمئنان على حالته الصحية، وأكدت المصادر أن حصاد أعطى تعليمات صارمة لرجال الأمن لإلقاء القبض على المتورطين في الاعتداء. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر حزبية نجاح السلطات الأمنية في توقيف المتورطين في الاعتداء على الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وإحالتهم على السلطات القضائية لمعرفة أسباب هذا الاعتداء، وخلفياته السياسية والأمنية.

في غضون ذلك، ندد حزب التقدم والاشتراكية بالاعتداء على أمينه العام أثناء إشرافه على التجمع السياسي والحزبي، وطمأنت الإدارة الوطنية للحزب في بيان لها أصدرته أمس أعضاء التقدم والاشتراكية على صحة بنعبد الله، مؤكدة أنه «يتمتع حاليا بكامل صحته، وعاد إلى القاعة وترأس التجمع الحزبي، الذي عرف نجاحا سياسيا وتنظيميا وجماهيريا كبيرا».

واتهم الحزب «عناصر طائشة» بالضلوع خلف الاعتداء الذي استهدف «زعيم الحزب والشخصية السياسية المعروفة بمواقفها الوطنية الملتزمة»، وعد بيان الحزب أن «مثل هذه الأساليب المعتوهة لن تثني الحزب عن مواصلة حضوره في مختلف جهات ومناطق البلاد، والاستمرار في إنجاح الدينامية التنظيمية والإشعاعية التي يكرسها اليوم الحزب في أفق عقد مؤتمره الوطني التاسع، والمتزامن مع تخليد مرور سبعين سنة على تأسيسه».

ونوه حزب التقدم والاشتراكية بالتحرك العاجل للسلطات المحلية ومصالح الدرك الملكي في محافظة آسا الزاك للبحث في حادث الاعتداء، ومباشرتها التحقيق مع العناصر المتورطة، كما تأمل أن يسير التحقيق إلى نهايته بحزم وجدية بغاية كشف كل الحيثيات وتطبيق القانون في حق المتورطين.