ترحيب غربي ـ روسي بقرار الائتلاف وطهران تدعو إلى «مقاربة واقعية»

«الجامعة» قالت إنها ستنسق بين الوفود العربية لبلورة موقف

TT

رحبت الدول الغربية وروسيا والجامعة العربية بـ«القرار الشجاع» للمعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر «جنيف2» للسلام في سوريا، على الرغم من أن قرار المعارضة يشترط التفاوض للتوصل إلى التخلص من نظام الرئيس بشار الأسد. ومن جانبها، دعت إيران إلى مقاربة «واقعية» لحل الأزمة السورية خلال المؤتمر، الذي لم تدع إليه.

ووصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس «بالتصويت الشجاع» تصويت الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالأكثرية على المشاركة بعد غد (الأربعاء) في المؤتمر الدولي حول سوريا في مونترو في سويسرا والذي ستليه مفاوضات ثنائية برعاية الموفد الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي بين ممثلي النظام والمعارضة في جنيف.

وقال كيري في بيان، إن «الولايات المتحدة سوف تواصل دعم المعارضة السورية بعد أن اختارت هذه الأخيرة الطريقة الأفضل للتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية عبر التفاوض»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

ورأى أن «هذا التصويت الشجاع يصب في مصلحة جميع السوريين الذي عانوا كثيرا من وحشية نظام الأسد ومن حرب أهلية لا نهاية لها».

وعد الوزير الفرنسي من جهته، أن «هذا الخيار هو خيار السعي إلى السلام »، على الرغم من «استفزازات وتجاوزات النظام».

وفي برلين، رأى وزير الخارجية الألماني فرانك - ولتر شتاينماير في قرار المعارضة السورية «بريق أمل للناس في سوريا».

وأوضح في بيان مقتضب أن «أي تقدم طفيف ومهما كان طفيفا لانتقال القوافل الإنسانية أو للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار على مستوى محلي سيكون نجاحا».

كما أشاد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بالقرار «الصعب» الذي اتخذته المعارضة السورية، مؤكدا أن أي اتفاق من شأنه أن يضع حدا لنزاع أودى بحياة 130 ألف شخص منذ مارس (آذار) 2011، يتطلب تنحي الأسد عن السلطة.

ورحبت روسيا أيضا بقرار المعارضة، ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، قوله إنه «القرار الصائب، فقد قلنا على الدوام إنه يجب المشاركة في هذا المؤتمر وبدء حوار مع الحكومة».

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبد اللهيان، كما نقلت عنه وسائل الإعلام الإيرانية أن «المؤتمر يمكن أن يمهد الطريق أمام حل سياسي، إذا اعتمد مقاربة واقعية للأزمة في سوريا». وأضاف أن القرارات التي ستتخذ في سويسرا «يجب ألا تؤدي إلى تقوية حركات متطرفة في سوريا». وأشار إلى أن «الحل الديمقراطي سيعبر عنه عبر تصويت السوريين».

عربيا، رحبت مصر بقرار الائتلاف السوري بالمشاركة في مؤتمر «جنيف2»، بينما أكدت الجامعة العربية على مشاركتها في المؤتمر وقالت إنها ستنسق بين الوفود العربية لبلورة موقف لحل الأزمة.

وقال نبيل فهمي وزير الخارجية المصري في بيان إن «مشاركة المعارضة في (جنيف2) ستكون خطوة أولى نحو التوصل إلى الحل». ودعا إلى «استمرار التفاوض بنية خالصة وروح جادة، وإلى استمرار الحوار بين مختلف قوى وتيارات المعارضة لتحقيق المزيد من التوافق فيما بينها حول الأهداف المرجوة من عملية التفاوض».

وأوضح فهمي أنه سيتوجه إلى جنيف وهو يأمل «ألا تهدر فرصة تاريخية للعمل من أجل إنهاء مأساة السوريين». وأكد أن مصر ستقدم خلال المؤتمر وفي أعقابه كل ما يمكنها من دعم لعملية التفاوض سواء عبر اتصالاتها بأطراف التفاوض أو من خلال إقناع القوى الإقليمية والدولية الفاعلة بضرورة تسوية هذه الأزمة دون المزيد من الانتظار.

ومن جانبه، يتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، اليوم (الاثنين) إلى سويسرا للمشاركة في «جنيف2». وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، السفير ناصيف حتى، إن «الجامعة العربية ستنسق بين الوفود العربية المشاركة في المؤتمر لبلورة الموقف العربي لحل الأزمة والقائم على ضرورة تنفيذ وثيقة جنيف الأولى في 30 يونيو (حزيران) من عام 2012 والتي ينعقد على أساسها (جنيف2)».

وأضاف في تصريحات أمس أن «الجامعة العربية تعلق أهمية كبيرة على انطلاق هذا المؤتمر ونجاحه رغم الصعوبات التي يدركها الجميع». وأوضح أن انطلاق المؤتمر على المستوى الرسمي الدولي هو «عمل مهم وضروري وأساسي». وشدد على أن الجامعة ومن خلال مبعوثها المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، تدعم كل جهود الأمم المتحدة والأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة لمسار الحل السياسي الذي يبقى حلا سوريا بامتياز.

وأوضح أن الجلسة الافتتاحية الأولى التي ستنطلق في مدينة مونترو بسويسرا بعد غد (الأربعاء) سوف تضم كل الأطراف المعنية. مشيرا إلى أنه، وبعد يومين، تنطلق المفاوضات في جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة وبرعاية الإبراهيمي في المقر الأوروبي للأمم المتحدة هناك. وأوضح أن الإبراهيمي باعتباره مخولا من الأمم المتحدة والجامعة العربية سيقوم بالدور الأساسي وهو متابعة تنفيذ أجندة المؤتمر.

وعد المتحدث الرسمي باسم العربي أن انعقاد «جنيف2» بحد ذاته «خطوة إيجابية ويضع قطار الحل السياسي على طريقه السليم للأزمة السورية». كما رحب بإعلان الائتلاف السوري المعارض بالمشاركة في المؤتمر.