غارة إسرائيلية تستهدف مسؤول الوحدة الصاروخية في الجهاد الإسلامي

نتنياهو «ينصح» حماس بالتفكير في قوة جيشه

فلسطينيون يرحبون بالشيخ حسن يوسف، القيادي في حركة حماس، أمس، إثر إفراج إسرائيل عنه بعد قضاء 28 شهرا في الحبس (أ.ف.ب)
TT

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي «النصح» لحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة بالتفكير بقوة الجيش الإسرائيلي وأخذ تهديداته بمواصلة ضرب القطاع على محمل الجد. وقال بعد سلسلة غارات على غزة، استهدفت مسؤولا عسكريا كبيرا في حركة الجهاد الإسلامي: «إننا مصرون على الحفاظ على الهدوء في الجنوب. ونقوم بذلك من خلال سياسة محددة، وهي سياسة الإحباط المسبق للعمليات الإرهابية والقيام برد فعل قوي ضد من يحاول أن يعتدي علينا. أنصح حماس أن تأخذ سياستنا هذه بعين الاعتبار».

وأضاف نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة أمس: «لقد ضربنا اليوم هدفا خطيرا في منظمة الجهاد الإسلامي الإرهابية، وسوف نواصل الحفاظ على أمن الجنوب في وجه الجهات المتطرفة بقوة أكبر كلما تطلب الأمر ذلك». وتابع: «أنصح حماس والجهاد الإسلامي بأن تفكرا وتعتبرا، لأننا جادون».

وكانت طائرات إسرائيلية استهدفت صباح أمس دراجة نارية شمال القطاع، وأصابت أحمد سعد، مسؤول الوحدة الصاروخية في حركة الجهاد بإصابات خطيرة.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: «أود التأكيد أن المدعو أحمد سعد الناشط في حركة الجهاد الإسلامي المستهدف في الغارة الجوية كان المسؤول المباشر عن إطلاق الصواريخ على مدينة أشكلون (بئر السبع) الخميس الماضي».

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي: «استهدف الجيش بواسطة طائرات تابعة لسلاح الجو الناشط الإرهابي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد سعد شمال قطاع غزة. وكان سعد قد انخرط في الأيام الأخيرة بإطلاق القذائف الصاروخية نحو البلدات الإسرائيلية وبالتخطيط للقيام بعمليات أخرى لإطلاق القذائف. الجيش عمل للقضاء على تهديد فوري لأمن مواطني إسرائيل».

واتهم البيان «سعد» بزرع العبوات الناسفة والمساعدة في تنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ، خلال عملية «عمود السحاب» وخلال المعارك في مارس (آذار) من عام 2012. وقال الجيش بأنه «ينظر بخطورة نحو عمليات إطلاق القذائف الصاروخية تجاه دولة إسرائيل وسوف يواصل نشاطاته ضد أي عملية إرهابية». وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن صبيا يبلغ من العمر 12 عاما أصيب أيضا بجروح متوسطة في الغارة التي استهدفت سعد.

ولم ترد الجهاد الإسلامي فورا، لكن رئيس بلدية أشدود يحئيل لاسري طلب مغادرة آلاف الطلاب من المدارس غير المحصنة إلى بيوتهم خشية من رد الفعل الفلسطيني. وأعلن يحئيل لاسري، عن تعطيل الدراسة اليوم الاثنين في جميع المؤسسات التعليمية غير المحصنة في ظل التصعيد الأمني على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.

وجاءت محاولة اغتيال سعد ضمن سلسلة غارات استهدفت مواقع للفصائل جنوب قطاع غزة، قال الجيش بأنها رد «على إطلاق قذيفة صاروخية على أراضي النقب الغربي ليلة السبت». ويشهد القطاع منذ أسبوعين تصعيدا متقطعا، بسبب إطلاق صواريخ على إسرائيل وشن غارات على غزة.

ونهاية الأسبوع الماضي، حذر مسؤول عسكري إسرائيلي حركة حماس، من أن عدم التدخل لوقف الهجمات الصاروخية سيكلفها الكثير. ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن قدرة التأثير المصري على حماس بقيادة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي محدودة جدا مقارنة بقدرة الرئيس المعزول محمد مرسي. ويقولون: إنه رغم أن حماس ليست معنية بالتصعيد الأمني ضد إسرائيل، فإن اتفاق التهدئة يتفكك شيئا فشيئا.

وردت حماس، محذرة الاحتلال الإسرائيلي من مغبة مواصلة استمرار عدوانه على قطاع غزة. وقال الدكتور صلاح البردويل القيادي بحماس ردا على غارات الأمس: «المقاومة لن تصمت إزاء هذه الجرائم، والدم لن يولد إلا الدم».

واعتبر البردويل، أن العدوان الإسرائيلي «محاولة لفرض معادلة ردع من طرف الاحتلال، والتشويش على وضع التهدئة القائم، إضافة إلى لفت الأنظار عن التعاطف الدولي مع الفلسطينيين».

ومن جهته حذر المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء المقال طاهر النونو الاحتلال من الاستمرار في التصعيد العسكري على قطاع غزة، واصفا استمراره «بالمغامرة محفوفة المخاطر». وطالب النونو الحكومة المصرية بالتحرك العاجل والفوري في اتجاه الضغط على إسرائيل وإلزامها ببنود اتفاق التهدئة.