كير يعلن خريطة طريق لحل أزمة جنوب السودان وينتقد الأمم المتحدة

المتحدث باسم الجيش: سيطرنا على ملكال وهذه بداية نهاية التمرد

TT

أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت تفويضه الكامل لفريق مفاوضيه للتوقيع على اتفاق لوقف الأعمال العدائية مع المتمردين بقيادة نائبه السابق رياك مشار، مؤكدا أنه لا يمانع في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بشرط اكتمال الإجراءات القانونية في مواجهتهم لاتهامهم بالضلوع فيما تسميه جوبا بـ«الانقلاب العسكري» في 15 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وكشف كير عن «خريطة طريق» لحل الأزمة، وشن هجوما غير مسبوق على الأمم المتحدة واتهمها بالانحياز في الصراع الدائر في بلاده، وعد أن البعثة الدولية تتعامل في جنوب السودان وكأنها تحكم البلاد، وتمسك بوجود الجيش الأوغندي في بلاده بموجب اتفاق مبرم منذ عام 2005، في وقت أكد فيه المتحدث باسم جيش البلاد استعادة القوات الحكومية لثاني أكبر مدينة بعد أن كانت تحت سيطرة قوات مشار طوال الأسبوع الماضي.

وقال كير، في مؤتمر صحافي عقده في مقره في جوبا أمس، إنه ملتزم بالعملية السلمية برعاية دول الإيقاد (شرق أفريقيا) لإنهاء أعمال العنف بين قواته والمتمردين بقيادة مشار، معلنا تفويضه لوفده التفاوضي في أديس أبابا للتوقيع على اتفاق وقف الأعمال العدائية مع المتمردين. وأوضح كير أنه لا يمانع في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، لكنه اشترط إجراء ذلك باكتمال الإجراءات القانونية قبل الإفراج عنهم، قائلا إن: «العفو عن المعتقلين السياسيين وارد، لكن بعد انتهاء التحقيقات ومعرفة المواد المنصوص عليها في القانون ومخالفتهم لها، بعدها يمكنني أن أتدخل بعد المحاكمة أو قبلها».

واستبعد كير الذي تحدث عقب الأنباء عن استرداد قواته لمدينة ملكال، عاصمة ولاية أعالي النيل النفطية، استجابة حكومته للشروط التي يطرحها المتمردين بضرورة انسحاب الجيش الأوغندي من البلاد، وقال إنها «ظلت موجودة في جنوب السودان بموجب اتفاقية منذ عام 2005 في إطار العمليات المشتركة لمطاردة المتمردين على كمبالا».

كما شن كير هجوما عنيفا على بعثة الأمم المتحدة العاملة في بلاده واتهمها بالانحياز في الصراع الدائر بين قواته والمتمردين، وشدد على أن البعثة الدولية تقف إلى جانب المتمردين بقوله: «على بعثة الأمم المتحدة أن تخجل من تصرفاتها في جنوب السودان، حيث تتصرف وكأنها هي الحكومة.. وإذا أراد بان كي مون ذلك عليه أن يعلن ذلك صراحة». وأعلن رئيس جنوب السودان عن خارطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة، تبدأ بمغادرة المواطنين لمقرات الأمم المتحدة في مدن البلاد التي شهدت أعمال عنف والعودة إلى ديارهم، وتشمل إجراء تحقيقات شاملة في الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت منذ 15 ديسمبر في قيادة الحرس الجمهوري وفقا لقانون ودستور البلاد. ودعا إلى تشكيل لجنة للمصالحة والسلام، ولجنة لمرجعة الدستور وإعادة تنظيم الأجهزة المدنية والأمنية بالبلاد، وقال، إن «التحضيرات للعملية الانتخابية التي ستجرى في العام المقبل وإجراء التعداد السكاني يمكن أن تبدأ»، مشيدا بالجهود التي تبذلها الدول الصديقة لجنوب السودان من أجل السلام والاستقرار في بلاده، وحدد دول أوغندا وكينيا وإثيوبيا والسودان، وجميعها لديها حدود مشتركة مع جنوب السودان.

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش فيليب أقوير لـ«الشرق الأوسط»، إن «قواته تمكنت أخيرا من استعادة مدينة ملكال من المتمردين»، وعد أن سيطرة قواته على المدينة بمثابة بداية النهاية لقوات التمرد؛ على الأقل في المدن الرئيسة. موضحا أن «المتمردين أصبحت لهم مدن صغيرة مثل أكوبو والناصر وبعض القرى النائية في ولاية جونقلي شرق البلاد، والجيش الشعبي سيقوم باستعادتها»، وشدد على أن العمليات العسكرية ضد المتمردين متواصلة لغياب اتفاق وقف لإطلاق النار، نظرا لأنه من مهام الجيش حماية أراضي البلاد والدستور.

وقال أقوير إنه «من المبكر تقييم انتهاء التمرد أو ضعفه، وأن عددا قليل من حملة السلاح يمكنهم زعزعة الأمن في البلاد»، وأضاف «نحن لا نقبل ذلك، والحكومة - ونحن كجيش - لن نرتاح حتى تكون البلاد تحت حماية الجيش».

إلى ذلك طالب زعيم المتمردين مشار في تغريدة له على موقع «تويتر» أمس برحيل القوات الأوغندية من بلاده، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين قبل الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار مع الحكومة، وقال إن وجود الأوغنديين، الذين وصفهم بالمرتزقة، في جنوب السودان يشكل عائقا أمام اتفاق وقف إطلاق النار.

من جهة أخرى أكد السكرتير الصحافي للرئيس السوداني عماد سيد أحمد أن الرئيس عمر البشير سيقود وفد بلاده في القمة الطارئة رقم 24 لدول الإيقاد بعد غد الخميس في جوبا، مشيرا إلى أن رئاسة الجمهورية عقدت اجتماعا أمس للوقوف على تطبيقات قرار القمة السابقة والتي وانعقدت في العاصمة الكينية نيروبي في ديسمبر الماضي حول الأوضاع في جنوب السودان.

من جانبه، قال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان اتينج ويك اتينج لـ«الشرق الأوسط» إن «بلاده لم تتسلم إخطارا رسميا من سكرتارية دول الإيقاد لعقد القمة في جوبا».