الرئيس اللبناني: الحكومة نهاية الأسبوع ونضع اللمسات الأخيرة عليها

البحث يطال الأسماء بعد الحقائب.. و«14 آذار» لم تحسم موقفها الموحد

جانب من لقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع جبران باسيل وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال في قصر بعبدا ببيروت أمس (دالاتي ونهرا)
TT

توقع الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس ولادة الحكومة اللبنانية «نهاية الأسبوع الحالي بعدما ذللت كل العقبات وأصبح البحث في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة»، تزامنا مع إجماع القوى السياسية على الدفع قدما باتجاه الإسراع في تشكيل الحكومة. وفيما حصدت مواقف رئيس الحكومة الأسبق، رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لناحية استعداده المشاركة بحكومة إلى جانب حزب الله، المزيد من المواقف المرحبة، لا يزال موقف قوى «14 آذار» النهائي غير واضح تماما، في ظل تمسك القوات اللبنانية بشروطها، لجهة الحصول على الضمانات قبل البيان الوزاري.

وكان الرئيس اللبناني أعلن أمس أن «كل الجهات السياسية اقتنعت أخيرا بمبدأ المداورة». وأشار، في لقاء مع الإعلاميين المعتمدين في القصر الجمهوري بعد اجتماعه بممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بلبنان، إلى أن اللقاء مع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، موفد النائب ميشال عون، كان «إيجابيا». وعكست مصادر سليمان هذه الإيجابية بقولها لـ«الشرق الأوسط» إن «العمل الآن يرتكز على توزيع الحقائب والأسماء»، من دون أن تنفي ما يشوب هذه المرحلة من «تزايد الطلبات من قبل كل الأفرقاء». وأكدت أن «البحث في البيان الوزاري ولا سيما فيما يتعلق بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة المتعلقة بسلاح حزب الله، و إعلان بعبدا الذي ينص على حيادية لبنان، سيكون في مرحلة لاحقة، بعد تشكيل الحكومة.

وشدد سليمان، على أنه «لن يسمح بالوصول إلى 25 مارس (آذار) من دون حكومة وإذا تعذر التأليف فكل الاحتمالات واردة منها الحكومة الحيادية»، لافتا إلى أن «الأسماء لم توضع بعد، ووزارة الخارجية يجب أن تكون دائما منسجمة مع الرئيس وقريبة منه لأنه من يعبر عن سياسة الدولة الخارجية»، لافتا في سياق متصل إلى أن «لبنان سيشارك في أعمال مؤتمر (جنيف2) الخاص بسوريا على قاعدة تحييد نفسه عن التداعيات السلبية للأزمة السورية، ومعارضة أي تدخل عسكري أجنبي في هذا النزاع، وإيجاد حل سياسي متوافق عليه للأزمة السورية، وعودة اللاجئين السوريين إلى أرضهم».

وفي حين كان من المتوقع أن يكون للحريري موقف حاسم وتوضيحي حول عدد من القضايا اللبنانية، من بينها الحكومة، في إطلالة تلفزيونية مساء أمس، تكثفت أمس وتيرة اللقاءات حول الشأن الحكومي. وكان لافتا أمس حراك الوزير باسيل باتجاه سليمان والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام.

وفيما يتعلق بموقف مكونات «14 آذار» مجتمعة، أشار النائب في كتلة المستقبل محمد الحجار لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن قرار «14 آذار» لم يحسم نهائيا بعد، والأمر لا يزال قيد البحث بين أطراف هذا الفريق، لا سيما أن هناك وجهتي نظر، الأولى تتمسك بضمانات تطبيق البيان الوزاري كي تكون حكومة فاعلة، لا سيما لجهة حيادية لبنان وسلاح حزب الله، والثانية تؤيد العمل على التأليف وإبقاء البحث في البيان الوزاري إلى مرحلة لاحقة. وفي حين يبدو واضحا أن المواقف السياسية تصب في خانة الإيجابية وتعكس تخطي «عقدة البيان الوزاري»، لفت الحجار إلى أن البحث قد يكون بالتوازي بين «البيان الوزاري» والحقائب، مضيفا: «إذا تقرر دخول (المستقبل) إلى الحكومة وبقيت القوى اللبنانية متمسكة بموقفها لجهة ضمانات البيان الوزاري قبل التأليف، فإن هذا الأمر لن يؤثر على وحدة (14 آذار)، ومواقفها الوطنية الثابتة».

في المقابل، عد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أن موضوع الحكومة قد حل من ناحية المبدأ، وتبقى دراسة بنيتها التي لم تكتمل بعد، وعندما يتم الانتهاء منها تبصر الحكومة النور. وأثنى عون على موقف الحريري الذي تمكن من تخطي الكثير من الصعاب، وهو من بدل الوضع برمته لناحية تشكيل الحكومة، وسهل التأليف. وعليه، هناك انطلاقة جديدة لمكونات مجلس النواب الجديد لأن إسقاط الحواجز سيعيد خلط الأوراق بين الجميع. كذلك، أشاد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط بموقف الحريري الذي أتى في لحظة مفصلية يمر بها لبنان والمنطقة العربية بحيث تتوالى المتغيرات والتحولات الكبرى التي ترافقها شلالات دماء ونزيف مستمر على قواعد انقسام مذهبي وطائفي غير مسبوق، وفق قوله.

وأشار جنبلاط، في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» إلى أن «الحريري أثبت من خلال موقفه الأخير أنه رجل دولة قادر على إعلاء شأن المصلحة الوطنية العليا والاستقرار والسلم الأهلي فوق كل اعتبار وهو ما يعكس فهمه العميق لطبيعة النظام اللبناني وعناصر تكوينه وسبل توفير المزيد من المشكلات والعثرات على المستوى الداخلي»، مشددا على أن «هذا التحول الإيجابي إنما يصب في صلب المبادئ التي رفعها الرئيس الراحل رفيق الحريري وهي الاستقرار وبناء المؤسسات والدولة».

من جهته، دعا رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى تشكيل حكومة بشكل سريع «لنتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية». وأشار إلى أن «الأطراف كلها تبدي مرونة»، مشددا على أهمية أن «يتنازل الكل عن المصالح الشخصية لأن البلد بحاجة إلى وقفة شجاعة ومسؤولة».