دفن رفات فلسطيني احتجز 12 عاما في «مقابر الأرقام» الإسرائيلية

الإفراج عنها يمهد لتسليم جثامين 35 آخرين

TT

شيع فلسطينيون في جنين في الضفة الغربية في موكب رسمي وجماهيري كبير، أمس، جثمان مجدي خنفر، بعد 12 عاما من احتجازه في مقابر إسرائيلية تطلق عليها إسرائيل مقابر الأرقام، وتحتفظ فيها برفات عشرات الفلسطينيين.

وقضى خنفر، وعمره 21 عاما، في عملية تفجيرية في ذكرى «يوم الأرض» عام 2002، وعاد بعد 12 عاما ليوارى الثرى في جنين في مشهد جدد أحزان العائلة. وقال مجدي خنفر، والد الضحية، للصحافيين، إنه، رغم الحزن الكبير والجرح المفتوح، يشعر بسعادة كبيرة لأنه سيستطيع زيارة قبر ولده.

وتمثل جنازة خنفر، بداية مرحلة جديدة تسلم فيها إسرائيل رفات 35 فلسطينيا آخرين للسلطة الفلسطينية خلال الأسابيع المقبلة، بعدما أنهى ذووهم إجراءات فحوص الحمض النووي، «دي إن إيه» استمرت أسابيع، لمطابقة عينات الحمض النووي مع أبنائهم.

وأعلنت الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء، أن سلطات الاحتلال وافقت على الإفراج عن جثمان مجدي خنفر في إطار عملية ستفرج خلالها عن جثامين 35 آخرين. وأضافت الحملة في بيانها، «سيجري استرداد باقي جثامين الشهداء الذين تم فحص الحمض النووي لهم ولعائلاتهم تباعا في الأيام والأسابيع المقبلة، بعد التأكد من نتائج الفحوصات ومطابقتها كليا».

ومن بين الجثامين التي ستسلمها إسرائيل في الأسابيع المقبلة، جثماني الأخوين عادل وعماد عوض الله، المحتجزين منذ 1998. كما ستسلم إسرائيل جثمان الفتاة الشابة آيات الأخرس، التي نفذت عملية فدائية في القدس الغربية في 2002.

وكان الأهالي تقدموا من خلال مؤسسات حقوقية إلى المحاكم الإسرائيلية بطلب استرداد رفات أبنائهم، وأصدرت محكمة إسرائيلية قرارا قبل أشهر بتسليم 36 رفات لفلسطينيين تقدم أهاليهم بطلب لذلك إلى المحكمة الإسرائيلية.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، أمس، إن هذه الخطوة تأتي دعما لمفاوضات السلام الحالية مع السلطة الفلسطينية منذ يوليو (تموز) الماضي برعاية أميركية.

وتحتجز إسرائيل عادة جثامين منفذي العمليات ضد إسرائيل، أو من قتلوا خلال اشتباكات مسلحة، وكذلك جثامين عدد من القتلى الذين اغتالتهم وحداتها الخاصة، أو ممن توفوا في السجون الإسرائيلية.

واكتسبت «مقابر الأرقام» تسميتها تلك، لأن كل قبر فيها يحمل فقط رقما، سجل فوق لوحة معدنية، يرمز إلى ساكن القبر الذي لا يعرف هويته إلا الجيش الإسرائيلي.

ولا أحد يملك معلومات دقيقة عن عدد هذه المقابر، إلا أنه كشف عن أربع منها فقط، تقع داخل أراضي عام 1948.