غلق منافذ الفلوجة تمهيدا لبدء عملية عسكرية

وكيل وزارة الداخلية: بحوزة «داعش» أسلحة تكفي لاحتلال بغداد

سيارات تتوجه إلى منطقة البوفراج شمال الرمادي حيث يرتفع الدخان من موقع انفجار أمس (أ.ف.ب)
TT

وسط خلافات سياسية وأخرى بين الإدارة المحلية في محافظة الأنبار وعدد من شيوخ ووجهاء مدينة الفلوجة فإن صبر الحكومة المركزية في بغداد يوشك على النفاد مع عدم تحقيق تقدم يذكر في الاتفاقات التي يبرمها شيوخ العشائر مع المسلحين الذين يتحصنون داخل المدينة وأحكموا سيطراتهم عليها. ومع إعلان وزارة الداخلية العراقية عن وجود كميات كبيرة من الأسلحة داخل المدينة تكفي لسقوط بغداد فإن الحسم العسكري بات هو الأكثر ترجيحا في وقت يستمر الشلل الإداري في ظل غياب تام لسلطة القانون.

وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الجيش أغلقت ثلاثة من مداخل الفلوجة (62 كم غرب بغداد) من جهة العاصمة ومحافظة صلاح الدين مع محاولات لاقتحامها من تلك المداخل بمختلف الأسلحة. وبالتزامن مع ما يجري في الفلوجة فقد اقتحمت قوة عسكرية منطقة جزيرة الخالدية، (20 كلم شرق الرمادي)، وتمكنت من قتل القائد العسكري المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» وخمسة من عناصر التنظيم واعتقال 13 آخرين، كما قتل واعتقل 11 من عناصر «داعش» خلال اشتباكات مسلحة مع قوات الجيش والعشائر جنوبي الرمادي.

وطبقا لشهود عيان من داخل الفلوجة تحدثت «الشرق الأوسط» إليهم عبر الهاتف، فإن الحياة في هذه المدينة شبه مشلولة إلى حد كبير. وقالت الدكتورة «هـ»، وهي إحدى الطبيبات في مستشفى الفلوجة العام، بأن «المدينة تتعرض الآن إلى قصف عشوائي لبعض أحيائها وبخاصة حي نزال وحي الضباط» من دون أن تعرف إن كان هذا القصف هو بمثابة تمهيد «لاقتحام المدينة لإخراج المسلحين أم أنه جزء من عملية القصف الذي يجري تبادله بين العناصر المسلحة داخل المدينة وقوات الجيش». وبشأن ما إذا كانت هناك إصابات في مستشفى الفلوجة نتيجة لعمليات القصف، قالت الطبيبة: «نعم يوجد الآن في ردهة الجرحى 13 جريحا نتيجة القصف وكلهم من المدنيين وجروحهم متفاوتة».

بدوره، قال المواطن إسماعيل العيساوي بأن «وجهات النظر تختلف من شخص إلى آخر، إذ إنه مع بدء عملية النزوح للكثيرين، لا سيما ممن يسكنون في أطراف المدينة، فإنني لم أفكر في المغادرة» معتبرا أن «هناك ربما بعض المبالغة في تصوير الأحداث عبر وسائل الإعلام خصوصا أن الشرطة المحلية تتحمل المسؤولية لأنها هي من تركت مكانها وانسحبت الأمر الذي أدى إلى هذا الفراغ الذي تعيشه المدينة».

من جهة ثانية، قتل مراسل قناة الفلوجة الفضائية، فراس محمد عطية، في انفجار عبوة ناسفة شرق الرمادي، أمس. وقال النقيب سنان مصعب من الشرطة أن «انفجار عبوة ناسفة استهدف دورية للشرطة أدى إلى مقتل مراسل قناة (الفلوجة) فراس محمد عطية (28 سنة) فيما أصيب مراسل قناة (الأنبار) مؤيد إبراهيم». وقتل بالتفجير ذاته عنصران من الشرطة وأصيب آخران من عناصر الدورية.

وأضاف أن «الدورية كانت تقل المراسلين متوجهة لإعادة افتتاح مركز شرطة منطقة البوجحش الواقعة في ناحية الخالدية» على بعد عشرين كيلومترا شرق مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد).

من جانبها، كشفت وزارة الداخلية عن مخطط لإقامة «إمارة» لتنظيم «داعش» في الفلوجة بمحافظة الأنبار، وتوسيعها إلى بغداد لإسقاط العملية السياسية في العراق. وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي في مؤتمر عشائري أمس «كانت هناك إرادة بأن تكون الفلوجة نواة لدولة (داعش) وضخت الأموال وجمع السلاح فيها لمدة طويلة، ليس لإقامة الإمارة فقط، بل لتتمدد هذه الإمارة لإسقاط النظام السياسي واحتلال بغداد، فالسلاح الذي تجمع في الفلوجة ضخم وكبير وحديث ويكفي لاحتلال بغداد».

من جانبه، اعتبر مظهر الجنابي، عضو البرلمان عن كتلة «متحدون» عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحلول العسكرية لا يمكن أن تحقق الأهداف المرجوة منها ما لم تسبقها أو في الأقل تتزامن معها حلول مجتمعية تتعلق بالمصالحة الوطنية والتسامح بمن فيها تلبية الحقوق التي خرج من أجلها المتظاهرون». وأضاف الجنابي أن «استمرار كيل الاتهامات للمعتصمين والكثير من الجهات المشاركة في العملية السياسية مع استمرار التأزم في الجانب الأمني يعني استمرار التخبط والعشوائية وهو ما دفعنا وسنظل ندفع ثمنه». وأشار إلى أن «ملاحقة التنظيمات الإرهابية من داعش و(القاعدة) والميليشيات هي مسؤولية الجميع وبالتالي فإن الوقوف مع الجيش والقوات الأمنية هو واجب الجميع وليس منة من أحد».