قوى المعارضة الرافضة لـ«جنيف 2» تشيد بكلمة الجربا وتدعوه إلى «عدم التنازل»

صبرا لـ («الشرق الأوسط»): أعضاء المجلس الوطني المشاركون سيتعرضون للمساءلة

TT

رحبت مكونات المعارضة السورية التي رفضت الذهاب إلى مؤتمر «جنيف2» بمواقف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بمدينة مونترو السويسرية أمس. وعد رئيس المجلس الوطني المعارض جورج صبرا لـ«الشرق الأوسط» أن «كلمة رئيس الائتلاف حملت جزء هاما من هموم السوريين وقدمت ببساطة وتلقائية قضية الشعب السوري»، قائلا في المقابل إن كلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم «كتبت بذهنية قاسم سليماني (قائد وحدة القدس في الحرس الثوري الإيراني)، إذ هاجم دولا ومذاهب واتجاهات دينية، كما خون الشركاء المفترضين في المعارضة». وسأل صبرا: «كيف يمكن أن ننتظر شيئا إيجابيا من نظام يخوننا؟»، متمنيا أن «ينجح وفد الائتلاف خلال الأيام المقبلة للمفاوضات في فضح النظام وتحقيق أهداف الثورة دون تقديم أي تنازلات»، منتقدا وجود رجل الدين المسيحي من أصول فلسطينية، المطران هيلاريون كبوجي، ضمن أعضاء الوفد الرسمي السوري، بقوله: «كان على كبوجي رفض القبول بأن يكون أداة لستر عورات النظام السوري وجرائمه».

وعلى الرغم من أن المجلس الوطني المعارض أعلن انسحابه من الائتلاف رفضا للمشاركة في مؤتمر «جنيف2»، فإن خمسة من أعضائه انضموا إلى وفد المعارضة المشارك في المؤتمر أمس.

وفي هذا السياق، أوضح صبرا أن «الذين ذهبوا إلى (جنيف2) من المجلس الوطني ستجري مساءلتهم بسبب مخالفتهم قرار المجلس»، مشددا على أن «أكثرية أعضاء المجلس صوتوا ضد المشاركة في مؤتمر (جنيف2)». وأكد أن «قرارا بهذه الأهمية لا بد أن يتخذ بإجماع أغلبية الأعضاء».

وكان أعضاء في المجلس الوطني اتهموا صبرا باتخاذ قرار شخصي برفض الذهاب إلى «جنيف2»، دون علم المكتب التنفيذي للمجلس.

وبحسب صبرا، فإن «التحضيرات للمؤتمر الدولي لم تكن كافية من ناحية أوضاع المعارضة التي كان من الضروري أن تتوحد بشكل حقيقي وتتحول إلى مؤسسات فاعلة»، داعيا إلى «تجسير الفجوة بين المكون العسكري للثورة والمكون السياسي قبل أي مفاوضات دولية».

من جهته، أشار عضو «مجموعة الـ44» المنسحبين من الائتلاف، خالد الخوجا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «كلمة الجربا كانت محكمة ومنطقية، إضافة إلى استنادها على وقائع ومعطيات، وذلك على النقيض من كلمة المعلم التي حاولت استدرار عواطف الموجودين دون أي مقدمات سياسية». وعد الخوجا أن «الجربا ظهر بوصفه رجل دولة أكثر من المعلم المتمرس في العمل السياسي»، مشددا على أن «وفد النظام لا يملك الصلاحيات اللازمة للمفاوضات لأن الأوامر لا تأتي من (الرئيس السوري) بشار الأسد بل من إيران». وتضم كتلة المنسحبين من الائتلاف 44 عضوا رفضوا المشاركة في «جنيف2»، ويتوزعون على عدة كتل سياسية أبرزها «الحركة التركمانية» و«المنتدى السوري للأعمال» و«المجالس المحلية» و«المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية».

وإلى جانب «المجلس الوطني المعارض» و«مجموعة المنسحبين الـ44 من الائتلاف»، رفضت «هيئة التنسيق الوطنية» التي تمثل جزءا من معارضة الداخل المشاركة في مؤتمر «جنيف2». وأوضح أمين سرها في المهجر ماجد حبو لـ«الشرق الأوسط» أن «الهيئة تتفق مع رئيس الائتلاف في كلمته أمام المؤتمر حول تطبيق مقررات (جنيف2)»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنها «تختلف معه حول رفع سقف المطالب بما يخص مصير الرئيس السوري بشار الأسد»، مؤكدا أن «(جنيف1) لم يحسم هذه النقطة».