القاهرة تنتقد قرار واشنطن إغفال دعوتها للقمة الأميركية ـ الأفريقية

الولايات المتحدة تقول إن السبب تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي

TT

وصفت مصر، أمس، قرار واشنطن بتجاوز دعوتها للقمة الأميركية - الأفريقية، المزمع عقدها في شهر أغسطس (آب) المقبل، بـ«القرار الخاطئ وقصير النظر»، وأوضحت مصادر أميركية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» أن السبب يرجع إلى تعليق عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي، دون إضافة مزيد من التوضيح، ورفضت أي إشارات حول توتر للعلاقات بين مصر والولايات المتحدة.. لكن تلميحات من الجانبين أشارت إلى أن واشنطن «ربما تتراجع عن القرار، خاصة أن القمة ستعقد بعد نحو ستة أشهر من الآن».

وأصدر البيت الأبيض بيانا مساء الثلاثاء، أشار فيه إلى دعوة 47 رئيسا من قادة الدول الأفريقية للمشاركة في قمة تعقد بالبيت الأبيض في الخامس والسادس من أغسطس المقبل، لمناقشة سبل تعزيز وتطوير التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية، وتسليط الضوء على قضايا الأمن والديمقراطية في أفريقيا.

وللدعوة أهمية تاريخية، حيث سيكون الرئيس باراك أوباما هو أول رئيس أميركي بعد الحرب العالمية الثانية، يقوم بالاهتمام بالقارة الأفريقية ودعوة هذا العدد الكبير من القادة الأفريقيين معا إلى البيت الأبيض. وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن «الرئيس أوباما يسره أن يستقبل القادة من كل القادة الأفريقية في العاصمة بهدف تعزيز العلاقات مع إحدى المناطق الأكثر ديناميكية في العالم».

وشملت الدعوة رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، بينما استثنت دولا مثل مصر والسودان وزيمبابوي ومدغشقر. وفسر جوناثان لالي، المتحدث باسم البيت الأبيض، ذلك الاستثناء موضحا أن الدعوة جرى توجيهها إلى قادة كل الدول الأفريقية: «باستثناء تلك التي لا تقيم علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، أو التي جرى تعليق عضويتها في الاتحاد الأفريقي».

وهو ما يتطابق أيضا مع ما أكده المتحدث باسم السفارة الأميركية في القاهرة، مفيد ديك، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن السبب يرجع إلى تعليق عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي. وأوضح مصدر بالخارجية الأميركية أن تبرير ذلك يعود إلى أن «الأعراف الدبلوماسية جرت على تطبيق قواعد الاتحاد الأفريقي في حالة إقامة قمة مشتركة بين دولة ما والاتحاد الأفريقي».

لكن مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن ذلك التجاوز يثير علامات تعجب، كون البيت الأبيض وجه دعوة لدولة المغرب، وهي ليست عضوا في الاتحاد الأفريقي.. بما يعني عدم تطبيق معايير وقواعد الاتحاد الأفريقي. وأشار محللون إلى أن واشنطن ربما تتراجع عن القرار، موضحين أن الولايات المتحدة ربما تشعر بتراجع نفوذها في مصر وتسعى للبحث عن أي وسيلة للضغط والتأثير على مصر.

وكان الاتحاد الأفريقي علق عضوية مصر عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، في الثالث من يوليو (تموز) الماضي. وأدى عزل مرسي أيضا إلى فتور في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، كان من أهم مظاهره، فيما بعد، تعليق واشنطن جزئيا لمساعدتها العسكرية والاقتصادية لمصر البالغة نحو 1.55 مليار دولار سنويا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعرب المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، عن استغراب بلاده الشديد «من مضمون التصريح الذي يشير إلى أن مصر لن توجه لها الدعوة للحضور»، للقمة الأميركية - الأفريقية. وخاصة أن القمة «لا تعقد في إطار الاتحاد الأفريقي، وإنما هي قمة بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية»، وأن مصر سبق لها أن شاركت في اجتماعات مماثلة بعواصم غربية أخرى في الفترة الأخيرة.

وأضاف عبد العاطي أن القرار الأميركي «خاطئ وقصير النظر»، مشيرا إلى أن الجانب الأميركي قال إن هناك «إمكانية للتراجع عنه مستقبلا».