اليونان تخصص خمسة ملايين دولار لمن يساعد في توقيف إرهابيين فارين

أثينا قلقة من عودة نشاط اليمين المتطرف

TT

أعلن وزير النظام العام اليوناني نيكوس ديندياس أمس أن أثينا ستمنح مكافأة قيمتها أربعة ملايين يورو (5.4 مليون دولار) لمن يساعد في توقيف «إرهابيين» فارين، وذلك بعد اختفاء العديد من ناشطي اليسار المتطرف السابقين في الآونة الأخيرة.

وقال الوزير ديندياس أثناء زيارة لموقع أمني إنه سيجري منح «مكافأة قيمتها أربعة ملايين يورو (لمن يساعد في توقيف) الإرهابيين»، مضيفا أن «الإرهاب يشكل تحديا لوطننا ولدولة القانون والجهود التي نبذلها لإنعاش الاقتصاد وجلب الاستثمارات، وستبذل السلطات كل جهد من أجل التصدي للإرهاب». وكان خريستودولوس كزيروس، 56 عاما، الذي يقضي عقوبات بالسجن المؤبد بعد إدانته بصفته قاتلا في «منظمة 17 نوفمبر» اليسارية المتشددة التي جرى تفكيكها في 2002، اختفى في 7 يناير (كانون الثاني) الحالي أثناء منحه إذنا من تسعة أيام. وقبل يومين، هدد الحكومة ووسائل الإعلام بشن عمليات جديدة، وذلك عبر نص قرأه عبر الإنترنت.

يذكر أن «منظمة 17 نوفمبر» التي يوجد قادتها و15 من أعضائها في السجن كانت تعد أخطر المجموعات المتطرفة اليونانية، وهي تحمل الآيديولوجية الماركسية الملونة بمبادئ قومية ومناهضة للولايات المتحدة الأميركية. وكانت أعلنت تبنيها 23 عملية اغتيال بين 1975 و2000 بينها خصوصا اغتيال رئيس فرع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في أثينا ريتشارد ولش. وقد اختارت اسمها بالعودة إلى ثورة الطلاب ضد «ديكتاتورية العقداء» (1967 - 1974) التي جرى سحقها بشكل دموي في أثينا في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1973.

وأبدت الحكومة اليونانية في الآونة الأخيرة قلقها من عودة التيار المتطرف للظهور في الوقت الذي تتولى فيه أثينا منذ 1 يناير (كانون الثاني) الحالي الرئاسة الدورية نصف السنوية للاتحاد الأوروبي. وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، طالت طلقات من بندقية كلاشنيكوف مقر إقامة السفير الألماني في أثينا دون وقوع ضحايا، وكانت تلك العملية موضع إدانة الطبقة السياسية اليونانية.

وفي 2012 اختفى متطرفان مفترضان آخران هما نيكوس مازيوتيس وزوجته بانايوتا روبا اللذان يشتبه في أنهما من أعضاء منظمة أخرى تدعى «الكفاح الثوري»، وذلك بعد نيلهما إطلاق سراح مشروطا في انتظار المحاكمة. وبعد أشهر من ذلك، حكم عليهما غيابيا بالسجن عدة سنوات لإدانتهما بارتكاب «عمليات إرهابية».

وأوضح بيان وزاري نشر مساء أمس أن المكافأة التي تبلغ قيمتها أربعة ملايين يورو تتعلق بأربع حالات مختلفة «مكافأة بقيمة مليون يورو لمن يدلي بمعلومات بشأن خريستودولوس كزيروس ونيكوس مازيوتيس وبانايوتا روبا وبشأن أولئك»، الذين اغتالوا في 1 نوفمبر 2013 عضوين في حزب الفجر الذهبي النازي. وتبنت مجموعة يسارية متطرفة غير معروفة سابقا عملية الاغتيال التي وقعت في 1 نوفمبر الماضي بعد أيام من العملية. وقالت إن ذلك جاء ردا على اغتيال موسيقي مناهض للفاشية في 1 سبتمبر (أيلول) 2013 على يد أحد النازيين الجدد، في جريمة هزت اليونان حينذاك.