أميركا وروسيا تناقشان تدابير لضمان أمن الأولمبياد في سوتشي

دولتان أوروبيتان على الأقل تتلقيان رسائل إلكترونية تهدد بهجمات خلال الألعاب الشتوية

شابان يقفان أمام لائحة تضم معلومات عن أشخاص مطلوبين في بلدة أدلر التابعة لمدينة سوتشي بجنوب روسيا أمس (رويترز)
TT

رغم أن روسيا أعدت إجراءات أمنية غير مسبوقة في تاريخ الألعاب الأولمبية، فإن كبار ضباطها العسكريين أجروا محادثات مع نظرائهم الأميركيين حول ضمان تأمين الألعاب الأولمبية المقررة في سوتشي بجنوب روسيا الشهر المقبل.

وعرض الأميركيون أساليب متطورة يستخدمونها لإحباط تفجيرات القنابل على جانب الطريق في بلدان مثل أفغانستان لتعزيز الأولمبياد الشتوي لعام 2014. تزامنا مع تهديدات أطلقها متشددون من القوقاز الروسي لعرقلة الحدث الرياضي. وناقش رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي هذا الأمر مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف خلال محادثات موسعة في بروكسل أول من أمس، وفق ما أفاد ديمبسي. ولم يتوصل الجانبان إلى أي قرارات بشأن العرض الذي تحدثت عنه صحيفة «نيويورك تايمز».

وذكر البيت الأبيض أيضا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بحثا خلال اتصال هاتفي أول من أمس أمن الألعاب الأولمبية المقررة في سوتشي، ضمن ملفات أخرى. وقالت الرئاسة الأميركية في بيان أن الرئيسين «بحثا السبيل الأفضل لتعزيز المصالح المشتركة للولايات المتحدة وروسيا وبينها أمن الألعاب الأولمبية في سوتشي والذي عرضت الولايات المتحدة مساعدتها الكاملة» لتأمينه.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قالت الاثنين الماضي بأنها تعكف على خطط واستعدادات لدعم روسيا «لمختلف الحالات الطارئة». وأشار البنتاغون إلى استعداده لنشر معدات جوية وبحرية تتضمن خصوصا سفينتين في البحر الأسود لهذا الغرض. وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل عرض هذا الأمر في الرابع من يناير (كانون الثاني) الحالي خلال اتصال هاتفي بنظيره الروسي سيرغي تشويغو، إلا أن الولايات المتحدة لم تتلق أي رد روسي في هذا الصدد.

وتكثف روسيا حملة أمنية قبل الأولمبياد الذي يفتتح في السابع من فبراير (شباط) وينتهي في 23 من الشهر نفسه، في منتجع سوتشي على البحر الأسود على المشارف الغربية لجبال القوقاز. وفي شريط مصور بث الاثنين، توعد إسلاميون في القوقاز بارتكاب هجمات خلال الألعاب الأولمبية، الأمر الذي أحيا مخاوف بعد الهجمات الانتحارية الدامية التي شهدتها مدينة فولغوغراد بجنوب روسيا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ويوم الأحد الماضي، أعرب أعضاء نافذون في الكونغرس الأميركي عن قلقهم لأن روسيا لا تتقاسم، برأيهم، بشكل كاف المعلومات الاستخباراتية حول أخطار محتملة تهدد الرياضيين خلال الألعاب.

وأمس، أعلن بلدان أوروبيان على الأقل عن تلقي رسائل إلكترونية تتضمن تهديدا بالتعرض لهجمات أثناء الألعاب الأولمبية. وذكرت اللجنة الأولمبية الألمانية أنها تلقت رسائل تهديد بالتعرض لهجمات أثناء الألعاب الأولمبية وأنها أحالتها إلى السلطات الألمانية. وقال كريستيان كلوه المتحدث باسم اللجنة في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة «رويترز» إن رسائل التهديد أرسلت على ما يبدو على نطاق واسع، و«نحن نأخذ على محمل الجد كل المعلومات المتعلقة بالمسائل الأمنية ونحن على اتصال وثيق مع السلطات الألمانية المعنية». كما قالت اللجنة الأولمبية الإيطالية أمس إنها تلقت رسالة بالبريد الإلكتروني تحوي «تهديدات إرهابية» خلال الألعاب الشتوية. وقالت اللجنة في بيان «إن اللجنة الأولمبية أرسلت محتوى الرسالة إلى السلطات المنوطة بالأمن». وبدورها، قالت اللجنة الأولمبية في المجر أمس إنها تلقت رسائل تهديد مماثلة إلا أنها عادت لاحقا وذكرت أن الرسالة لا تمثل أي تهديد فعلي لها بعد تقييمها. وقال سيغموند ناجي مدير العلاقات الدولية في اللجنة الأولمبية المجرية لوكالة «رويترز» إن «اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة الروسية المنظمة رسميا أعلنتا بعد تحليل الرسالة أنها لا تنطوي على أي تهديد فعلي وأن الشخص الذي أرسل الرسالة بعث بالكثير من الرسائل إلى أعضاء الأسرة الأولمبية».