العاهل المغربي يطلق مشاريع لتأهيل خطوط النقل السككي في البلاد

ستتيح انتظام الرحلات عبر القطارات وتقليص مدتها

العاهل المغربي الملك محمد السادس لدى إطلاقه مشاريع تأهيل خطوط السكك الحديدية أمس في مراكش (ماب)
TT

أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس في مراكش على إطلاق المشاريع المتعلقة بالمرحلة الثانية من تأهيل الخط السككي الرابط بين مدينتي سطات ومراكش، وتأهيل فضاء محطة مراكش، وهي المشاريع التي تشكل جزءا من العقد المبرمج (2010 - 2015) الموقع بين الدولة والمكتب الوطني للسكك الحديدية.

وتهم المرحلة الثانية لمشروع تأهيل خط سطات - مراكش، التثنية الكاملة للخط السككي الأحادي الحالي على طول 140 كلم، وبناء مصطبة وقنطرتين بطول 350 مترا، ووضع التجهيزات، وحذف جميع الممرات المستوية مع تعويضها بمنشآت فنية (60 منشأة)، إلى جانب تعزيز المحطات الكهربائية الفرعية.

وسيمكن هذا المشروع المهيكل الذي تصل قيمة استثماراته إلى 1.8 مليار درهم (220 مليون دولار) من تلبية الطلب المتزايد على النقل السككي للمسافرين والبضائع، عبر تقديم عروض تفضيلية تتيح تحسين سير القطارات والرفع من وتيرتها وانتظامها؛ إذ سيجري تقليص مدة الرحلة بين الدار البيضاء ومراكش 45 دقيقة، والرفع التدريجي من العدد اليومي للقطارات ليبلغ 60 قطارا على المدى المتوسط مقابل 18 حاليا، مع تنظيم رحلات منتظمة بين مراكش وبن جرير.

كما سيمكن هذا المشروع من تأمين الربط السككي بالمحطتين اللوجيستيتين المستقبليتين لسيدي غانم وسيدي بوعثمان، اللتان تندرجان في إطار الاستراتيجية الوطنية لتنمية التنافسية اللوجيستية.

أما مشروع التأهيل الحضري لفضاء محطة مراكش، فيندرج في إطار المخطط التوجيهي لتثمين المحطات والاستعمال الفعال للمنشآت السككية في الكثير من مدن المملكة. ويهم هذا المشروع الذي خصص له وعاء عقاري يمتد على مساحة 39 هكتارا، تشمل 465 ألف متر مربع مغطاة، بناء قطب حضري جديد متعدد الوظائف والخدمات، يضم إقامات سكنية ومتاجر وفنادق ومكاتب ومساحات خضراء.

وسيكلف هذا المشروع ثلاثة مليارات درهم (366 مليون دولار)، وسينجز بفضل ترحيل الأنشطة الصناعية (البضائع والصيانة) إلى كل من موقعي سيدي غانم وسيدي بوعثمان. وبرمج على خمس مراحل، على أن يجري إنجازه وتسليمه تدريجيا بين 2017 و2022.

وفي هذا السياق، قال محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، إن المشاريع السككية التي أشرف الملك محمد السادس على إطلاقها ستخلق دينامية اقتصادية «مهمة جدا» تواكب التطور الذي تشهده مدينة مراكش.

وأضاف الخليع أن مشروعي تأهيل الخط الرابط بين سطات ومراكش (المرحلة الثانية)، والتأهيل الحضري لفضاء محطة مراكش، سيمكنان من توفير الكثير من فرص الشغل أثناء الإشغال، وكذا بعد الشروع في الاستغلال، وهو ما يؤكد الدور الذي يضطلع به المكتب الوطني للسكك الحديدية في مواكبة التطور السوسيو - اقتصادي الذي تعرفه البلاد، مشيرا إلى أن مشروع تثنية الخط الرابط بين سطات ومراكش يعد «مشروعا متكاملا مندمجا» سيمكن من تحسين نقل المسافرين والبضائع وفق المنظور الجديد الذي يعتمده المكتب الوطني للسكك الحديدية.

وفيما يتعلق بمشروع التأهيل الحضري لفضاء محطة مراكش، فتكمن أهميته، يضيف الخليع، في المحافظة على وعاء عقاري كفيل بتطوير المنشآت السككية فيما يخص نقل المسافرين، وإحداث تطوير عمراني حول المحطة، وهو ما يعد قيمة مضافة للمدينة الحمراء، وذلك بفضل نقل أنشطة نقل البضائع والصيانة خارج المدار الحضري.