أول جولة مفاوضات مباشرة بين السوريين تمر بصمت

دخلا من بابين مختلفين.. والحكومة غيرت وفدها في اللحظة الأخيرة

TT

انطلقت أول جولة للمفاوضات الثلاثية بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية برعاية الممثل الأممي والعربي الخاص الأخضر الإبراهيمي في الساعة العاشرة بتوقيت جنيف من صباح أمس. ورتب فريق الإبراهيمي المفاوضات كي تكون مبنية على تهدئة الأجواء بين الطرفين وعدم استفزاز أي من المفاوضين من خلال الحد من التفاعل بينهم. ودخل كل وفد إلى قاعة الاجتماع في مقر الأمم المتحدة الأوروبي في جنيف أمس من باب مختلف، لضمان انعدام مواجهة مباشرة بين الطرفين. ووصل وفد المعارضة إلى القاعة حيث كان الإبراهيمي وفريقه بالانتظار، ليصل وفد الحكومة السورية بعد خمس دقائق إلى القاعة. ولم يتسالم أو يتصافح أعضاء الوفدين، بل دخلا إلى القاعة وجلسا متواجهين على طاولة طويلة على رأسها الإبراهيمي.

وفي أول جولة للمفاوضات التي تجمع الحكومة والمعارضة السورية، لم ينطق أي طرف سوري بكلمة، بل كان الحديث للممثل المشترك الذي تحدث لمدة 30 دقيقة حول آلية التفاوض قبل تعليق المفاوضات حتى الساعة الرابعة عصرا لاستئناف التفاوض. وأوضح عضو وفد المعارضة السورية أنس العبدة أن «السيد الإبراهيمي أكد في بداية الجلسة أن المفاوضات مبنية على أساس بيان (جنيف 1) وأن المفاوضات ستتركز على البيان الذي صادق عليه مجلس الأمن للأمم المتحدة». ومن ثم شرح الإبراهيمي للوفدين آلية التفاوض وحث الطرفان على العمل للخروج بنتائج تنقذ بلدهم.

وبينما ترأس عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري هادي البحرة فريق التفاوض للمعارضة السورية وحضر 15 عضوا من المعارضة متفق على أنهم يشاركون في وفد المعارضة، تفاجأ وفد المعارضة بأن وفد الحكومة لم يترأسه وزير الخارجية السوري وليد المعلم مثلما كان متفق عليه بل ترأسه المبعوث السوري لدى الأمم المتحدة في نيويورك بشار الجعفري. وغاب وكيل وزير الخارجية السوري فيصل مقداد والمستشارتان للرئاسة السورية بثينة شعبان ولونا الشبل عن الاجتماع أيضا، بينما حضر الجعفري ومعه ثمانية أعضاء آخرين شملوا دبلوماسيين ورئيس مكتب المعلم أحمد عرنوس.

ولم يعلق الوفد السوري الحكومي عن أسباب تغيير الوفد، ولكن عضو الوفد المعارض لؤي الصافي عد أن هذا التغيير يثير تساؤلات حول التزامه، مضيفا في تصريحات عقب انتهاء الجلسة الأولى: «على النظام أن يلتزم بالمحادثات ويظهر جديته»، مضيفا أن التغيير لم ينتج عن غياب رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا عن المفاوضات، قائلا: «الشيخ الجربا رئيس الوفد المفاوض ولكن السيد البحرة هو كبير المفاوضين».

وبعد الاجتماع، توجه كل وفد إلى المكاتب التي خصصت للوفدين للعمل على بنود الاتفاق المتوقع. ولم يكشف عن مكان المفاوضات داخل مبنى الأمم المتحدة الضخم لإبقاء الإعلاميين المتوافدين على جنيف بعيدا عن قاعة التفاوض. وعلق مصدر دبلوماسي مطلع على المفاوضات أن «الأمم المتحدة اختارت غرف مفاوضات من الصعب جدا الوصول إليها لإعطاء الوفدين فرصة للتفاوض بعيدا عن كاميرات التلفزيون». ومع ذلك، حرص كل طرف سوري على إطلاق التصريحات قبل الجولة الأولى وبعدها. إذ توجه وزير الإعلام السوري عمران الزغبي إلى مكان تجمع كاميرات التلفزيون للإدلاء بتصريحاته حول المفاوضات قبل اللقاء الأول، ومعه فيصل مقداد الذي حرص على الظهور أمام عدسات الكاميرات لإثبات وجوده في جنيف رغم عدم مشاركته في المفاوضات، بينما توجه عضو الوفد السوري المعارض أنس العبدة إلى نفس الموقع بعد الجلسة الأولى لإبداء رأي الوفد. وعلى الرغم من الصمت السوري داخل قاعة المفاوضات في الجلسة الأولى، تفاقمت التصريحات خارجها سعيا من كل طرف لمخاطبة داعميه وتأكيد ثبات موقفه، قبل انطلاق عملية بحث التنازلات الملزمة لإنجاح التفاوض.