14 حيا محاصرا في حمص.. والآلاف من قاطنيها يشكون الجوع

قوافل المساعدات على حدود المحافظة بانتظار إذن من دمشق

يعاني أهالي حمص الأمرين جراء العمليات القتالية والحصار الحكومي (رويترز)
TT

يأمل سكان مدينة حمص، التي يشكو 14 حيا منها حصارا خانقا يفرضه النظام، تحسن أوضاعهم وفك الحصار خصوصا بعد تصدر أوضاع مدينتهم محادثات جنيف بين وفدي المعارضة والنظام، وإعلان الموفد الأممي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي أن الحكومة أبلغته ترحيبها بخروج النساء والأطفال على الأقل من المدينة.

ويحاصر النظام السوري مدينة حمص منذ أكثر من عام ونصف، لا سيما الأحياء القديمة، بعد أن نزحت الغالبية العظمى من سكانها بحثا عن أمان مفقود، ليعاني آلاف ممن بقوا فيها من الحصار الخانق الذي منع إدخال الطعام والحليب والأدوية.

وتقف نحو 12 شاحنة كبيرة محملة بالمساعدات الإنسانية على حدود محافظة حمص، من طرف العاصمة دمشق، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، بناء على اتفاق عقد خلال جلسة تفاوض في جنيف أول من أمس. وتنتظر قافلة المساعدات هذه الحصول على إذن السلطات الرسمية في دمشق، وتحتاج عملية إفراغها نحو ثماني ساعات. ومن شأن نجاح دخول قافلة المساعدات هذه أن يفك الحصار المفروض على أحياء المدينة، وفق ناشطين، علما أن القوات النظامية تعد الطرف الأقوى في المدينة وهي قادرة على فرض شروط أي هدنة باعتبارها الطرف العسكري الأكثر قدرة ميدانيا.

ويقول الناشط الإعلامي في مدينة حمص أبو جعفر مغربل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «أحياء دمشق القديمة وعددها 14 تخضع كلها لحصار خانق منذ عام ونصف، ومن أبرز هذه الأحياء الخالدية والبياضة ودير بعلبة وباب سباع وباب هود وجورة الشياح وبستان الديوان والورشة والصفصافة والحميدية»، في حين توجد القوات النظامية في أحياء عدة كالمحطة والإنشاءات والوعر والحمرا، حيث توجد فيها حواجز نظامية وأخرى لعناصر ميليشيات «الشبيحة».

ويوضح الناشط الحمصي أن «الأحياء الموالية للنظام بشكل كامل هي الزهرة والنزهة وعكرمة ووادي الذهب»، مشيرا إلى أنه «في الأحياء المحاصرة نحو 3988 جريحا ومصابا وأكثر من 4800 عائلة من نساء وأطفال وشباب بحاجة إلى الخروج الفوري». ويشدد على أهمية «التزام النظام السوري بفك الحصار عن هذه الأحياء وإيجاد ممرات آمنة، قبل إدخال المساعدات الغذائية».

ولم يدخل هذه الأحياء المحاصرة في حمص أي مساعدات أو مواد غذائية وطبية ومستلزمات الأطفال منذ أن بلغت المعارك أوجها بين القوات النظامية وفصائل المعارضة، ما دفع بغالبية سكانها الذين يتجاوز عددهم الـ700 ألف نسمة إلى النزوح منها، ليستقر عدد السكان الباقين فيها بين 15 و20 ألفا وفق تقديرات ناشطين معارضين.

ويقول الناشط أبو جعفر، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إن «السكان الصامدين داخل الأحياء المحاصرة اعتمدوا لفترة طويلة في غذائهم على المؤن من الزعتر والزيت والطحين والمكدوس، وأكياس الحبوب التي كانت مخزنة داخل المنازل قبل نزوح أهلها منها، لكن بعد نفاد المؤن هذه بات الوضع كارثيا والمعاناة صعبة جدا».

وعلى الرغم من أن الشارع السوري بدا غير مبال بعقد مؤتمر «جنيف2»، لكن بعد مضي ثلاثة أيام على انعقاده والحديث عن مفاوضات لإطلاق سراح المعتقلين وإيصال مساعدات إنسانية للمناطق المحاصرة لا سيما أحياء حمص القديمة، بدأ كثيرون يعلقون آمالهم على ما قد يخرج به المؤتمر، أقله لناحية تخفيف آلام ذوي المعتقلين والمحاصرين.

وتقول ذكية، شقيقة معتقلين من مدينة حمص، لـ«الشرق الأوسط»: «بت أخشى من الإحباط، سبق وعلقنا الكثير من الآمال في أن أرى شقيقي المعتقلين منذ نحو عام وأصبت بالخيبة مرات عدة، فهل من الممكن أن يكون هناك شيء جدي في جنيف؟ هل بالإمكان تجديد آمالنا التي ماتت؟».

وذكية واحدة من أهالي حمص، نزحت إلى بيت شقيقها في دمشق بعد أن قتل زوجها برصاص قناص، ونزح والدها إلى دولة مجاورة لأنه مطلوب من الأجهزة الأمنية، واعتقل شقيقاها لتجد نفسها مع أطفال ثلاث عائلات، أطفالها وأطفال شقيقيها ووالدتها ووالدي زوجها، ومطلوب منها العناية بهم ورعايتهم. وتقول: «كلما أعلن عن إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين أتوقع خيرا، ثم يصيبني الإحباط، علما أنه منذ اعتقالهما لا خبر عنهما».