الداخلية البحرينية تعلن ملابسات وفاة شاب خلال مواجهة أمنية

الأمن رفض محاولات تسييس الحادث.. والمعارضة عدت الحادث «قتلا عمدا»

TT

أعلنت وزارة الداخلية البحرينية في بيان أمس، ملابسات وفاة شاب أصيب في كمين أمني قبل نحو أسبوعين، وتوفي أول من أمس، رافضة محاولات جهات معارضة تسييس القضية.

وقال بيان أصدرته الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية البحرينية، إن الشاب فاضل عباس (20 سنة) أصيب بطلق ناري في الرأس أثناء محاولة اعتقاله في التاسع من يناير (كانون الثاني) 2014 في منطقة المرخ قرب المنامة، مع جماعة كانت تعمل على تهريب الأسلحة والمتفجرات، وتلقت تدريبات عليها في الخارج. وذكر البيان أن غرفة العمليات الرئيسية تلقت مساء السبت بلاغا بوفاة فاضل عباس. وأشار إلى أن «المعلومات كشفت عن أن عناصر هذه المجموعة تتخذ من مبان مهجورة مقرا لتجمعها وتسليم وتسلم الأسلحة، وبعد تأكيد المعلومات وجمع الأدلة اللازمة، اتجهت الشرطة لموقع التسلم والتسليم، حيث جرى التعامل مع اثنين من هذه العناصر».

ونظمت المعارضة البحرينية أمس مسيرات خلال تشييع جثمان عباس، وأشارت إلى أن مقتله يأتي بعد إطلاق حوار التوافق الوطني في صيغته الجديدة. ووجهت قوى المعارضة، وعلى رأسها جمعية الوفاق كبرى جمعيات المعارضة السياسية البحرينية، تهمة القتل العمد إلى الأجهزة الأمنية.

وأشارت وزارة الداخلية البحرينية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى حدوث مواجهات بعد تشييع عباس، في منطقة الدراز. وقالت إن مواجهة أمنية حدثت إثر قيام مجموعة ممن تطلق عليهم «المخربون» برمي القنابل الحارقة على رجال الشرطة. وأشارت إلى إغلاق شارع البديع إثر ذلك، ما استوجب اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

ووصفت جمعية الوفاق مقتل فاضل عباس بأنه لم يكن في مواجهة أمنية وأن قتله كان خروجا عن القانون.

أمام ذلك أكدت الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية أن عباس كان عضوا في جماعة نشطت في تهريب الأسلحة والقيام بتفجيرات في مواقع مهمة في مملكة البحرين، واستهداف إحدى السفارات، وأن الأجهزة الأمنية كانت تتبع نشاط الجماعة التي ينتمي إليها عباس منذ فترة.

وبشأن ملابسات مقتل عباس قال بيان الداخلية إنه «أثناء محاولتهما الهرب اعترضتهما الشرطة، فعمد سائق السيارة إلى دهسهم والشروع بقتل الشرطة، رغم تحذيرهما بمكبرات الصوت، بعدها اضطرت القوات في إطار الدفاع عن النفس، إلى الرد بطلقات تحذيرية لاستيقاف السيارة، إلا أن سائقها لم يمتثل واستمر في اندفاعه باتجاه الشرطة، وقد نتج عن العملية إصابة الشاب فاضل عباس بطلق ناري في الرأس، نقل على أثرها إلى المستشفى، فيما جرى القبض على آخر كان برفقته وجرت إحالته للنيابة العامة».

وأكدت الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية أنه جرى إبلاغ أهل المصاب في تاريخ 13 يناير، حيث حضروا لزيارته في المستشفى وفق الإجراءات القانونية المعمول بها، وهو ما ينفي المزاعم التي جرى تداولها في هذا الشأن.

وأشارت الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية إلى مواصلة عمليات البحث والتحري للقبض على بقية المتورطين في هذه القضايا الإرهابية، معربة في الوقت ذاته عن الأسف للبيانات والتصريحات التي حاولت «تسييس» الواقعة والقفز على نتائج التحقيق، داعية الجميع إلى تحري الدقة وعدم التسرع في إطلاق التصريحات التي لا تخدم المصلحة العامة.

وشددت الإدارة العامة للمباحث البحرينية على أن قوات الشرطة لن تتردد في اتخاذ أي إجراءات أو تدابير من شأنها المحافظة على أمن واستقرار الوطن والحفاظ على الأرواح والممتلكات، وفي هذا الإطار فإنها تلتزم بمسؤولياتها وصلاحياتها القانونية ولن تدخر جهدا في سبيل تحقيق ذلك.

وفي هذا الإطار أعلن حسين البوعلي رئيس نيابة المحافظة الشمالية أن النيابة العامة تلقت بلاغا من الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية بقيام بعض المتهمين بتشكيل جماعة تمارس أنشطة في تهريب الأسلحة والمفرقعات، وقد تلقت تدريبات على هذه الأعمال في الخارج، وأنها تخطط لاستعمالها في ارتكاب عمليات إرهابية داخل مملكة البحرين.

وأشار البوعلي إلى أن المجموعة تمكنت بالفعل من تنفيذ بعض العمليات التفجيرية، كما خططت لارتكاب عمليات مماثلة خلال الأعياد الوطنية في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2013، كانت تستهدف بها إحدى السفارات ومواقع هامة في البحرين.

وأضاف البوعلي أن النيابة العامة باشرت تحقيقاتها في هذا الشأن فور ورود ذلك البلاغ، وأصدرت أوامر بضبط وتفتيش أشخاص ومساكن المتهمين من عناصر تلك الجماعة، وقد ضبط بعضهم حاملا لأسلحة نارية، وعثر بحوزتهم على كميات كبيرة من الأسلحة والمواد والعبوات المتفجرة. وأضاف أنه أثناء سير التحقيقات ورد إلى النيابة محضر من الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية مفاده أنه بناء على ما أسفرت عنه التحريات من اعتزام أحد المتهمين الهاربين، وكان مطلوبا أمنيا، تسلم أسلحة بغرض استخدامها في نشاط الجماعة الإرهابي.

وأشار إلى إعداد كمين لضبطه في المكان والزمان المحددين لتسلم الأسلحة، وفي الموعد المحدد حضر المتهم مستقلا سيارة كان يقودها شخص ملثم تبين أنه أحد المتهمين الذين توافرت بشأنهم معلومات بمشاركتهم في أنشطة تهريب الأسلحة والمتفجرات والأنشطة الإرهابية، مضيفا أنه عند مشاهدة الكمين الأمني انطلق بالسيارة في محاولة لدهس أفراد الشرطة والفرار ونجم عن ذلك وقوع إصابات بين أفراد الشرطة، مما دعا القوات إلى إطلاق الأعيرة النارية باتجاه السيارة لإيقافها، وترتب على ذلك إصابة قائد السيارة بطلق ناري في رأسه، فخضع للعلاج إلى أن وافته المنية مساء أول من أمس متأثرا بإصابته، كما نجم عن ذلك أيضا إصابة متهم آخر في المكان ذاته وقد شفي من إصابته.

وذكر رئيس النيابة أنه جرى إخطار وحدة التحقيق الخاصة على أثر إبلاغها بتلك الواقعة، وذلك لاتخاذ شؤونها في إطار اختصاصاتها المقررة قانونا، وتجري الوحدة حاليا تحقيقات موسعة للوقوف على ملابسات الواقعة وظروفها.