محتجون صحراويون يحرقون مقرا لـ«شرطة» جبهة البوليساريو في مخيمات تيندوف

عناصرها رفضوا القيام بواجبهم احتجاجا على «نقص في الصرامة» بشأن مواجهتهم

TT

علمت «الشرق الأوسط» أنه بعد أن تدخلت عناصر حفظ الأمن (الشرطة) التابعة لجبهة البوليساريو، في مخيم السمارة، أحد مخيمات الجبهة في تيندوف الواقعة جنوب غربي الجزائر، لتفريق محتجين صحراويين كانوا يحاصرون مقر الشرطة في المخيم ذاته مساء الجمعة الماضي، قام شباب محتجون يقودهم المسمى حمادة ولد هيبة، المتحدر من قبيلة أولاد دليم، والبالغ من العمر 24 عاما، بإحراق مقر الشرطة.

وقالت مصادر صحراوية متطابقة لـ«الشرق الأوسط»، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، إنه أمام هذا الوضع رفضت عناصر حفظ النظام في المخيم القيام بواجبها كاملا، احتجاجا على ما قالوا إنه نقص في الصرامة لدى قادتهم بشأن مواجهة المحتجين، مما جعل ضبط الأمن في المخيم يخول لعناصر «الدرك» التابعين لجبهة البوليساريو.

ومن أجل احتواء احتجاج «شرطة الجبهة»، توجه مديرها العام الشيخ إبراهيم، المتحدر من قبيلة أولاد تيدرارين ولد عالي، إلى عناصرها المحتجين وحاول بكل الوسائل إقناعهم بالتراجع عن قرارهم، ووعدهم بحصولهم على مكافأة استثنائية، وتوفير معدات جديدة وسيارات.

وشدد عناصر الشرطة المحتجون على ضرورة المتابعة القضائية لجميع الأشخاص الذين تورطوا في «أعمال العنف» التي استهدفتهم، مهددين في نفس الوقت برفع الأمر إلى الأمين العام لجبهة البوليساريو محمد ولد عبد العزيز، من أجل إنصافهم.

في غضون ذلك، يواصل المدعوان عبد الحي الإمام ومعروف ولد حمدي، المدعومان من طرف مجموعة من الأشخاص، اعتصامهم أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مخيم الرابوني، حيث يوجد مقر قيادة جبهة البوليساريو، كما أنهما دخلا منذ يوم الخميس الماضي في إضراب عن الطعام، احتجاجا على انتهاكات «درك» جبهة البوليساريو، ورفض كريستوفر روس، الوسيط الدولي في نزاع الصحراء، الالتقاء بهم.

يذكر أن المئات من سكان مخيمات تيندوف عادوا إلى الاحتجاج ضد «درك» الجبهة، ومحاصرة مقر لعناصر حفظ الأمن في مخيم السمارة. وقالت مصادر صحراوية متطابقة إن المحتجين أرغموا عناصر حفظ الأمن على مغادرة مقر الشرطة في المخيم.

ويأتي تجدد الاحتجاجات في مخيمات البوليساريو بعد أن احتل 400 شخص ينحدرون من قبيلة الرقيبات فرع السواعد، مقر الشرطة في مخيم السمارة، يوم الخميس الماضي، احتجاجا على سوء معاملة «درك» الجبهة لثلاثة من أبناء عمومتهم.