مباحثات أردنية ـ أميركية بشأن الأزمة السورية والسلام

عمان تطلب 1.2 مليار دولار مساعدات لتغطية عجز الموازنة

TT

أجرى ناصر جودة وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أمس في عمان، مباحثات مع ويليام بيرنز، مساعد وزير الخارجية الأميركي، تركزت على أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية من خلال تنفيذ مقررات بيان «جنيف1» الذي يقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية لإنهاء النزاع بين النظام والمعارضة.

وذكر بيان للخارجية الأردنية أن المباحثات تناولت العلاقات بين البلدين وآخر التطورات والمستجدات في المنطقة، كما ناقش الطرفان «تطورات الأوضاع على الساحة السورية والمفاوضات الحالية بين وفد النظام ووفد المعارضة في جنيف، وأهمية التوصل إلى الحل السياسي المنشود من خلال تنفيذ مقررات جنيف1».

ونقل البيان عن جودة «تأكيده موقف بلاده منذ بداية الأزمة في سوريا، والذي يدعو إلى وقف نزيف الدماء والعنف والتوصل إلى حل سياسي يضمن أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري».

وعرض جودة العبء الكبير الذي يتحمله الأردن نتيجة وجود أكثر من 600 ألف لاجئ سوري على أراضيه وتقديم الخدمات لهم. وأكد أهمية أن «يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في دعم ومساندة الأردن لتمكينه من الاستمرار في أداء هذا الدور الإنساني الهام الذي يتحمله نيابة عن العالم».

وقالت مصادر أردنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الأردن طلب من الإدارة الأميركية زيادة المساعدات السنوية لتصل إلى 1.2 مليار دولار لدعم قطاعي الصحة والتعليم وعجز الموازنة العامة للدولة الذي يقارب ملياري دولار.

ويشار إلى أن الولايات المتحدة تقدم سنويا نحو 660 مليون دولار مساعدات اقتصادية وعسكرية منذ خمس سنوات إلا أنها قدمت العام الماضي مساعدات إضافية نحو 400 مليون دولار لدعم الخزينة.

وعلى صعيد آخر، وبخصوص ملف التسوية في الشرق الأوسط، أكد الجانبان أهمية المفاوضات المباشرة التي تجرى حاليا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية الولايات المتحدة، وأهمية تضافر جهود جميع الجهات ذات العلاقة لتحقيق التقدم المطلوب على هذه المفاوضات وخلال الفترة الزمنية المحددة لها.

وفي هذا السياق، جدد جودة التأكيد على الموقف الأردني الثابت، والذي يعتبر أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والمتواصلة جغرافيا وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 استنادا إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، هي «مصلحة وطنية أردنية عليا، وأن الأردن معني بجميع قضايا الحل النهائي التي ترتبط بمصالح حيوية أردنية».

وأكد تقدير الأردن ودعمه لجهود الإدارة الأميركي ووزير خارجيتها جون كيري في رعاية المفاوضات الجارية حاليا، وصولا إلى تحقيق الهدف المنشود المتمثل بتجسيد حل الدولتين.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أكد الجانبان «عمق ومتانة العلاقات التي تربط البلدين وقيادتهما في مختلف المجالات». وعبر بيرنز عن تقدير بلاده ودعمها للدور المحوري الأردني لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدا حرص الولايات المتحدة على استمرار التنسيق والتشاور مع الأردن حيال مختلف القضايا التي تمر بها المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأكد تقدير بلاده لاستضافة الأردن اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات لهم، واستمرار بلاده بدعم المملكة لتمكينها من الاستمرار بإيواء وخدمة هؤلاء اللاجئين. كما أكد أهمية عضوية الأردن لمجلس الأمن الدولي وأهمية الدور الذي يلعبه من خلال هذا الموقع.

وكان بيرنز وصل أمس إلى عمان في زيارة رسمية تستغرق يومين، حيث سيلتقي اليوم (الثلاثاء) العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وكبار المسؤولين الأردنيين.