وزير الدفاع الإسرائيلي يدعو إلى تجنب التسرع في إبرام اتفاق سلام مع الفلسطينيين

يعالون انتقد «أخطاء» أميركا وهاجم إيران.. وتحدث عن تفكيك سوريا

فلسطيني يبحث عن ما يمكن إنقاذه وسط أنقاض منزل دمرته السلطات الإسرائيلية في بيت حنينا بالقدس الشرقية (أ.ف.ب)
TT

قال موشيه يعالون وزير الدفاع الإسرائيلي إن الدولة العبرية ليست في عجلة من أمرها من أجل توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين، داعيا إلى عدم التسرع في ذلك «لأن من شأن الانسحاب من الأراضي الفلسطينية تعريض حياة الإسرائيليين للخطر».

وقال يعالون أمام مؤتمر معهد الأمن القومي في إسرائيل: «كنت داعما لاتفاق لأوسلو، لكنني رأيت أن التنازل عن الأرض هو الذي يلحق الأذى بحياة البشر». ورفض ربط الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بقضايا المنطقة الأخرى، وخصوصا الملف الإيراني، وعد ذلك أمرا «غير صائب». وقال: «كل محاولات ربط الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بقضايا المنطقة غير صحيحة، ثمة في العالم العربي من يعتبرون إسرائيل كيانا محتلا ومستعمرا، على أساس الرواية الفلسطينية الكاذبة، وعلى الرغم من ذلك، فإن الشأن الإيراني هو ما يتصدر جدول أعمال القادة الشرق أوسطيين، لا المسألة الفلسطينية».

ويرى يعالون أن حل الصراع يكمن في تحسين اقتصاد الفلسطينيين. وأوضح: «علينا في البداية الاهتمام بتطوير الاقتصاد الفلسطيني حتى يعيشوا برفاهية».

وأضاف أنه من أجل التوصل لتسوية فإنه يجب وقف «التحريض» الفلسطيني والاعتراف بيهودية إسرائيل. وقال: «من غير المفهوم كيف يمكن السعي للسلام، والفلسطينيون يعدون طفلا عمره ثلاث سنوات كي يفجر نفسه في إسرائيل، بهذه الطريقة ليس هنالك احتمال لحدوث السلام. إذا كانت إسرائيل ممحوة من خارطتهم، فلا يمكن التقدم، وإذا لم يكن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن مستعدا للتنازل عن حق العودة، فلا يمكن إنهاء النزاع. وليس هنالك ما يمكن قوله بشأن الحدود إذا لم يكن أبو مازن مستعدا للاعتراف بالدولة القومية للشعب اليهودي».

وحمل يعالون عباس مسؤولية إفشال المفاوضات. وقال إنه «لا يريد المفاوضات وجاء إلى الطاولة بغير رغبته».

وقال يعالون: «مصلحتنا تكمن في أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم بأنفسهم، ونحن نريد ذلك، لكن يجب أن يتحقق هذا بشكل بطيء، كي لا تقع أخطاء في الطريق». وأضاف: «انظروا ماذا حدث بعد اتفاق أوسلو، دفعنا ثمنا كبيرا بعد الانسحاب من المناطق الفلسطينية، بسبب الإرهاب الذي انطلق من هذه المناطق». ويرى يعالون أنه لا يمكن الاعتماد على السلطة الفلسطينية التي وصفها بـ«الجار غير المسؤول»، من الناحية الأمنية.

وتطرق وزير الدفاع الإسرائيلي إلى وضع الشرق الأوسط وعلاقة إسرائيل به. وقال إن الإخطار التي تتهدد إسرائيل مختلفة الآن. وانتقد الاتفاق بين الدول العظمى وإيران. وقال: «الاتفاق أبقى بيد إيران قدرات ذاتية لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى 3.5%، وهذا هو جوهر الحفاظ على الخيار العسكري النووي».

وقسم الشرق الأوسط إلى ثلاثة محاور، قائلا إنه «نشأ في الشرق الأوسط نظام جيوسياسي جديد، الأول: يتمثل بمحور إيران وسوريا وحزب الله، ويمثل المذهب الشيعي. والثاني: محور سني يعارض الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة، ويقف على رأس هذا المحور السعودية وكذلك مصر والأردن وبعض دول الخليج، وهما الأقوى والأكثر تأثيرا. والمحور الثالث: يتمثل بتركيا وقطر وهو الذي يقدم الدعم للإخوان المسلمين».

وشن يعالون هجوما على النظام الإيراني، قائلا إنه «زحف على أربع أرجل ووافق على التحدث مع الشيطان الأكبر، أميركا، من أجل تحسين الاقتصاد والتحرر من العزلة السياسية». وأضاف: «تلعب إيران دورا مركزيا في تسوية الأزمة في سوريا، حيث إنها جزء من المشكلة، إنها داعمة (للرئيس السوري بشار) الأسد، للإبادة الجماعية ولحزب الله».

ووصف يعالون إيران بأنها «نظام رهيب، وتمثل التهديد الأول للاستقرار في المنطقة والعالم، وأنه يجب وقفه بطريقة أو بأخرى».

وأردف: «التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران سوف تستغل السنوات الثلاث القريبة من أجل تأسيس نفسها على حافة الحيز النووي في موقع يضعها في نقطة انطلاق عندما تقرر التحول إلى دولة نووية».

كما انتقد يعالون ما وصفه أخطاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، محذرا من «الرغبة الأميركية في فرض الديمقراطية على دول الشرق الأوسط». وقال: «نحن قلقون من الخطأ الغربي الجديد المتمثل بالديمقراطية بواسطة الانتخابات. نعتقد أنه لا يمكن الحصول على ذلك بهذه الطريقة. انظروا إلى محاولة حماس في غزة والإخوان المسلمين في مصر. سوف يشهد الشرق الأوسط عدم استقرار مزمنا».

ووصف يعالون الربيع العربي بـ«الوضع المتلون» قائلا إنه ينطوي على مخاطر وفرص كذلك.

وفي الموضوع السوري، قال يعالون إن سوريا ستتفكك إلى ثلاث دول على الأقل. وأكد«أن إسرائيل لديها قرار بعدم التدخل»، ولكنه هدد بالتحرك فورا أمام الخطوط الحمراء، التي حددها بـ«نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، ونقل أسلحة كيماوية إلى جهات معادية، وخرق السيادة الإسرائيلية في هضبة الجولان شمالا».