كيري يلتقي عريقات لمناقشة العراقيل أمام اتفاق إطار مع الإسرائيليين

الخارجية الأميركية: ناقشنا كل القضايا الصعبة ونعمل على سد الثغرات

TT

عقد رئيس المفاوضين الفلسطيني صائب عريقات لقاء مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري تركز على تصورات الجانب الفلسطيني حول العوائق التي تقف أمام التوصل إلى «اتفاق إطار» اقترحه وزير الخارجية الأميركية خلال زيارته الأخيرة للمنطقة بما يحدد ملامح حل سياسي ومبادئ تسهل عملية تمديد المفاوضات.

وسعى فريق المفاوضين الفلسطيني برئاسة عريقات إلى الحصول على إيضاحات أميركية حول الكثير من القضايا العالقة، وأبرزها حدود 1967 من وجهة نظر الأميركيين، ووضع القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية وترتيبات الحل الأمني. وأبدى وفد التفاوض الفلسطيني رغبته في الحصول من الجانب الأميركي عن وثيقة مكتوبة بالتفصيل عن أفكارهم بشأن أي اتفاق مستقبلي.

وتشير مصادر إلى أن رئيس المفاوضين الفلسطيني عريقات قدم لوزير الخارجية الأميركية قائمة تتضمن انتهاكات إسرائيلية جسيمة لمحادثات السلام وشروط العملية التفاوضية، مطالبا باستجابة دولية مناسبة ضد السياسات الإسرائيلية للسيطرة على القدس والمسجد الأقصى واستمرار إسرائيل في بناء المستوطنات.

من جانبه، حذر كيري من أن انهيار المحادثات التي بدأت منذ ستة أشهر قد تؤدي إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة. ويسعى كيري لتأمين اتفاق إطاري خلال الأسابيع المقبلة يسمح بإجراء محادثات مفصلة تستمر إلى ما بعد الموعد النهائي للمحادثات والمقرر أن ينتهي في 29 أبريل (نيسان) المقبل.

وشجع وزير الخارجية الأميركي الوفد الفلسطيني للاستمرار في المحادثات، ملوحا بإمكانية تدفق المساعدات من مختلف دول العالم إذا نجح الطرفان في التوصل إلى اتفاق، ومهددا بقطع المساعدات لكلا الطرفين إذا رفضوا المقترحات التي يقدمها كيري للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأشارت مصادر أميركية إلى أن الجانب الفلسطيني تراجع عن التهديد باللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية على أساس حدود ما قبل 1967 إذا فشلت المفاوضات، على أساس أن التلويح بذلك التهديد يجعل من الصعب على كيري الدفاع عن المواقف الفلسطينية في محادثاته مع أعضاء الكونغرس، كما يخشى الجانب الفلسطيني من مخاطر عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات مما قد يدفع وزير الخارجية الأميركي للتخلي عن تلك المفاوضات باعتبارها قضية خاسرة، وبالتالي تراجع فرص التوصل إلى اتفاق يقضي بإقامة الدولة الفلسطينية.

ولا تزال خلافات عالقة حول الرؤى المتباينة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي حول قضايا الحدود والأمن وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس. وتعد المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية هي العقبة الرئيسة التي تعرقل محادثات السلام وتمنع الأطراف من تحقيق أي تقدم ملموس. وقد كشفت إسرائيل منذ بداية المحادثات في يوليو (تموز) الماضي عن خططها لبناء 5349 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركي جين بساكي: «في أي مفاوضات هناك اختلافات، وهذا ما يجري التفاوض عليه، وبالتالي فإن السؤال هو كيف يمكن التوصل إلى حل وسط واتفاق على المنتج النهائي». وأضافت: «نحن نقترب حقا من مناقشة القضايا الجوهرية، وهناك بطبيعة الحال ضغط سياسي من كلا الجانبين، وتظهر استطلاعات الرأي أن الناس يريدون السلام في المنطقة، وبالطبع هذا يتطلب تضحيات».

وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية أن المحادثات مع الوفد الفلسطيني تركز على القضايا الجوهرية الحساسة التي تشكل تحديا. وقالت: «نحن نتحدث عن القضايا الجوهرية الحساسة التي تشكل تحديا، وهي صعبة، ونناقش الأفكار التي وضعها كلا الطرفين ونعمل للمساعدة في سد الثغرات».

وشددت بساكي على أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أوضح موقف الولايات المتحدة في عدد من المرات لصائب عريقات في ما يتعلق بالمستوطنات. وقالت: «المستوطنات واحدة من الأسباب التي تجعلنا نركز على المضي قدما في المفاوضات والعمل من أجل التوصل إلى حل نهائي لجميع هذه القضايا».

وقال أحد المشاركين في الوفد الفلسطيني إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترك بعض المستوطنات الإسرائيلية تحت سيطرة الدولة الفلسطينية هي مجرد محاولات لكسب الوقت وتشتيت جهود المحادثات.