أوكرانيا تبحث عفوا مشروطا عن المعتقلين.. والمعارضة تتحفظ

ترحيب أميركي بتنازلات السلطة.. وأشتون تبحث الأزمة مع الطرفين في كييف

يانوكوفيتش أثناء اجتماعه مع أشتون في كييف أمس (رويترز)
TT

وقعت مناوشات بين كتل المعارضة الأوكرانية أمس وسط تجدد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في كييف، وبروز مؤشرات عن اتجاه البرلمان لإقرار عفو عن سجناء المعارضة. ويعد مشروع قانون العفو خطوة أخرى تعد لها الحكومة لاسترضاء المحتجين، وذلك بعد خطوتي استقالة رئيس الوزراء وإلغاء القوانين التي تحظر التظاهر.

وذكرت مصادر متطابقة أن معارضين ينتمون إلى إحدى التشكيلات الرئيسة التي تقود الحركة الاحتجاجية في أوكرانيا أقدموا أمس على طرد ناشطين معارضين آخرين أكثر تطرفا بالقوة من وزارة الزراعة التي كانوا يحتلونها بوسط كييف منذ أيام. وكان الناشطون المتطرفون بلباس تمويهي وملثمين كما تظهر الصور. وقد أخلوا المبنى بعد حضور عشرات من أعضاء حزب سفوبودا المشارك في المفاوضات الجارية بين المعارضة والسلطات، لإخراجهم. وأشارت المحطة الخامسة للتلفزيون الأوكراني إلى وقوع صدامات بين المجموعتين في الوزارة وسقوط عدد من الجرحى، لكن هذه المعلومات لم يجرِ تأكيدها من مصدر مستقل.

وتهدد مناقشة إصدار قانون عفو بمزيد من النزاع، إذ يؤكد زعماء المعارضة أنهم لن يقبلوا عفوا مشروطا بإنهاء الاحتجاجات، وفقا لزعيم المعارضة فيتالي كليتشكو بطل العالم السابق في الملاكمة. وقال كليتشكو: «إن الناس خرجوا إلى الشارع لتغيير الوضع في البلاد. وإذا قلنا لهم الآن سنطلق سراح الناس إذا عاد المتظاهرون لديارهم، فإن هذا أمر غير مقبول». وكان الرئيس فيكتور يانوكوفيتش قال إنه يرغب في أن يكون العفو مشروطا بمغادرة المحتجين للمباني الحكومية التي يحتلونها وإزالة الحواجز. واعتقلت السلطات نحو مائة شخص لأسباب تتعلق بالاحتجاجات التي تشهدها كييف والمدن الأخرى.

في غضون ذلك، واصلت السلطات الأوكرانية والمعارضة «حوارهما» للخروج من الأزمة. وقال رئيس الحكومة بالوكالة نائب رئيس الوزراء سيرغي اربوزوف إن «المعارضة والحكم يتابعان الحوار من أجل الخروج من الأزمة، والحكومة مستعدة من جهتها لتوفير الشروط الضرورية للاستقرار الوطني». ويقود اربوزوف بالإنابة حكومة تصريف الأعمال التي عقدت اجتماعها الأول غداة استقالة رئيس الوزراء ميكولا ازاروف، مما أدى عمليا إلى استقالة كامل الحكومة.

بدورها، أجرت منسقة السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون خلال زيارتها لكييف أمس محادثات مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وقادة المعارضة حول إنهاء الأزمة، رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا الأوروبيين إلى عدم التدخل.

وكانت السلطات الأوكرانية قدمت تنازلات جديدة أول من أمس مع استقالة الحكومة وإلغاء قوانين تقمع المظاهرات وكان البرلمان أقرها في 16 يناير (كانون الثاني) الحالي. ودفعت تلك المبادرات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الترحيب بـ«التقدم» الذي أحرز في أوكرانيا، وذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس يانوكوفيتش، وحثه على العمل من أجل «الوحدة». ومن جهتها أعلنت كندا أن القادة الأوكرانيين الضالعين في قمع مظاهرات أصبحوا ممنوعين من دخول أراضيها، لكن دون تحديد هويتهم ولا عددهم.

كذلك، عززت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعمها للمتظاهرين المناوئين للحكومة في أوكرانيا، وقالت للبرلمان الألماني في برلين إنه لا بد من الاستماع لمطالبهم. وفي كلمة حول السياسات الخارجية لحكومتها الجديدة، قالت ميركل إن عرض الاتحاد الأوروبي الخاص باتفاقية الانتساب مع أوكرانيا لا يزال مفتوحا. وتابعت ميركل أن الضغط من جانب المتظاهرين أدى إلى «محادثات جادة حول الإصلاحات السياسية الضرورية» في أوكرانيا، معلنة تأييدها لـ«المطالب المبررة من جانب المعارضة». وقالت: «لا بد من الاستماع إليهم».

وميدانيا، تراجعت حدة التوتر بعد الصدامات التي وقعت في الأيام الماضية، لكنّ المعارضين لا يزالون في وسط كييف تحت مراقبة محتجين يحملون عصي البيسبول رغم تدني درجات الحرارة إلى ما دون 10 مئوية. وقال فاسيل (49 عاما) إن «استقالة الحكومة لا تعني النصر، نحن موجودون هنا لكي يرحل الرئيس ولكي تتغير السلطة بكاملها».