أمين عام «الحركة الشعبية» المغربي يقر بضعف الديمقراطية الداخلية لدى الأحزاب

محند العنصر عد مشاركة حزبه في الحكومة خدمة لمصلحة البلاد

TT

أقر محند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية المغربي، ووزير التعمير وإعداد التراب الوطني، أن الديمقراطية الداخلية لم تترسخ بعد كثقافة داخل الأحزاب السياسية، بيد أن هناك تغيرات طرأت على أداء الأحزاب والتشكيلات السياسية في البلاد تختلف عن الممارسات الحزبية التي كانت سائدة خلال العقود الماضية.

وأوضح العنصر، الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية في النسخة الأولى من حكومة عبد الإله ابن كيران، خلال لقاء معه حول موضوع «حكامة الأحزاب السياسية» نظمته جمعية خريجي المعهد العالي للإرادة بشراكة مع مركز الدراسات والأبحاث التطبيقية مساء أول من أمس في الرباط، أن حزبه بصدد التحضير لمؤتمره الوطني المقبل، نافيا وجود أي «تطاحنات» أو «تيارات» داخله.

ويوجد العنصر على رأس الحزب منذ 28 سنة، وأبدى رغبة في الترشح لمنصب الأمين العام خلال المؤتمر الوطني للحزب المزمع عقده في يوليو (تموز) المقبل، وتظل حظوظه وافرة للاحتفاظ بمنصبه.

وتحدث العنصر عن مسار حزب الحركة الشعبية منذ التأسيس في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، وقال: إن الحركة الشعبية تناضل على مدى أزيد من نصف قرن على تأسيسها من أجل مغرب ديمقراطي وتنموي دائم الوفاء لثوابت ومقدسات الأمة. جرى تأسيس الحزب على يد عدد من المقاومين أمثال المحجوبي أحرضان وعبد الكريم الخطيب ولحسن اليوسي، ومبارك البكاي وآخرين لمواجهة «هيمنة الحزب الواحد آنذاك».

وأضاف العنصر أن «الحركة الشعبية» لم يكن حزبا «ثوريا» وإنما أسس للدفاع عن التعددية السياسية والعالم القروي، وأنه ينطلق من إيمان راسخ بدولة المؤسسات والحق والقانون المؤطرة بالدستور كأسمى قانون يحدد الحقوق والواجبات، مشيرا إلى أن الحزب «يعمل على بناء مجتمع يكرم كافة أبنائه في سعي دائم لتأهيل وتنمية الوسط القروي والمناطق الجبلية».

وبخصوص سياق مشاركة «الحركة الشعبية» في التحالف الحكومي الحالي، قال العنصر بأن مشاركة حزبه في الحكومة أتت «من أجل مصلحة الوطن وليست لخدمة الحزب»، وأضاف: «نشارك على أساس برنامج حكومي لأننا اخترنا أن نكون ضمن الأغلبية».

وردا على سؤال بشأن ضعف عدد وزراء الحزب مقارنة مع أحزاب أخرى حصلت على نتائج أقل، في الانتخابات التشريعية الماضية، قال العنصر بأن قبول حزبه بعدد وزراء لا يتناسب مع ما حصل عليه من مقاعد برلمانية، مرده إلى أن الحزب لا يرتهن إلى الحسابات الضيقة، بل لأنه يضع دائما نصب عينه مصلحة البلاد أولا.

وأشار العنصر إلى أنه من أجل تحقيق الإشعاع للأحزاب السياسية، ينبغي الانفتاح على الجيل الجديد وعلى الطلبة والشباب والأطر، مشيرا إلى أن التواصل مع هذه الفئات يسمح بتبادل الأفكار وتوضيح مسار عمل الأحزاب وإزالة بعض اللبس الذي قد يعترض فهمه لسير الأحزاب السياسية.

وفيما يتعلق بالتنظيم الداخلي وهيكلة الأحزاب، قال العنصر بأن التنظيم الحزبي القاعدي يكتسب أهمية بالغة باعتباره يمكن من ضمان التأطير والاستقطاب والتواصل عن قرب وتحقيق الإشعاع للحزب السياسي، مشيرا إلى أن الحركة الشعبية، مثل الأحزاب الأخرى، تبنت هيكلة تعتمد على التقطيع الإداري للدولة، وأن الهرم التنظيمي للحزب يستند على الجماعة كخلية أساسية، والإقليم كأول سلم للتنسيق مع وجود لجنة للتنسيق على المستوى المحلي.