مجهولون يطلقون صاروخا على منشأة غازية جنوب اليمن

حزب «المؤتمر» يهاجم بنعمر.. و«المشترك» يتحفظ على تمثيل «الأقاليم»

احتجاجات لمعارضي حكومة الوفاق الوطنية في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

هاجم الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزبه الذي يرأسه «المؤتمر الشعبي العام»، المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر، واتهمه بعرقلة التسوية السياسية، وخلط الأوراق، بينما صدت قوات الأمن أمس مظاهرة لعشرات المحتجين المطالبين بتعديل أسعار الغاز اليمني المصدر.

وكان مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الأخير، هدد باتخاذ عقوبات ضد «النظام السابق» الذي يمثله صالح وحزبه، بعد تقديم بنعمر إحاطة بأن «النظام السابق يتلاعب بمسار التغيير ويعرقله ويقوضه بهدف العودة إلى الوراء وتقويض العملية الانتقالية».

وندد اجتماع عقده صالح مع قيادة حزبه، والأحزاب المتحالفة معه، بتقرير جمال بنعمر المقدم إلى مجلس الأمن وقالوا إنه «تضمن معلومات مغلوطة حول الأوضاع في اليمن وكان بعيدا عن الموضوعية والحيادية التي تفترض في مندوب الأمين العام»، بحسب ما نقله الموقع الإلكتروني للحزب «المؤتمر نت» عن الاجتماع، عادين «تلك المغالطات رغبة مسبقة في عرقلة التسوية وخلط الأوراق لصالح طرف معين ولا تعكس روح الوفاق الذي تضمنته الوثيقة الوطنية المجمع عليها». واتفقت أحزاب «اللقاء المشترك» وحزب «المؤتمر»، وهما طرفا التسوية السياسية في اليمن منذ الإطاحة بصالح من الحكم نهاية 2011، على الترحيب بمخرجات الحوار الوطني، وأكد «المؤتمر الشعبي العام»، دعمهم للمخرجات التي تعبر عن وفاق وطني واسع حول قضايا المستقبل وكيفية مواجهة التحديات الوطنية الراهنة.

بينما أكد تكتل «المشترك» الذي يضم خمسة أحزاب، قادت الانتفاضة الشعبية على صالح عام 2011، أهمية مخرجات الحوار الوطني وضرورة العمل معا على تجسيدها على أرض الواقع، وأعلن تحفظه إزاء الاختلال في تمثيل القوى داخل لجنة الأقاليم، وعد ذلك مخالفة لروح التوافق ونصوص ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وطالبت أحزاب «المشترك» بدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي، والحكومة لتحمل مسؤوليتهم في إيقاف الحروب المشتعلة في أكثر من مكان.

وفي السياق الأمني، لا تزال المواجهات العنيفة بين جماعة الحوثي وقبيلة أرحب، مستمرة، رغم إعلان لجنة وساطة شكلها الرئيس هادي، قبل أيام، عقد لقاءات مع أطراف المعارك التي تخوض حربا عنيفة، منذ شهر، في مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء 30 كيلومترا تقريبا. وبحسب مصادر قبلية في أرحب، فقد رفض مسلحو القبائل، اتفاق الهدنة مع الحوثيين، مطالبين الوساطة بخروج الحوثيين من منطقتهم والعودة من حيث أتوا. بينما تضاربت الأنباء في منطقة حاشد بمحافظة عمران، المحاذية لمحافظة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين الشيعية، حيث أعلن طرفا الحرب هناك عن سيطرتهم على مناطق جديدة في منطقة خيوان والخمري ووادي دنان، لكن مصادر محلية، أكدت تكبد الحوثيين خسائر بشرية، خلال يومين، بعد شنهم هجمات فاشلة، لاستعادة السيطرة على عدد من المناطق فقدتها الأسبوع الماضي، حيث تصدت لهم قبائل حاشد، الموالية لشيخ قبيلة حاشد صادق الأحمر.

وفي الجنوب بمحافظة شبوة، قالت وزارة الداخلية اليمنية إن مجهولين أطلقوا صاروخ كاتيوشا، باتجاه شركة الغاز المسال في بلحاف، لم يسفر عن أي إصابات أو أضرار مادية. ونقل المركز الإعلامي الأمني، عن الأجهزة الأمنية، في مديرية رضوم بمحافظة شبوة قولها: «إن الصاروخ أطلق من مكان رملي في منطقة عين بامعبد يبعد نحو 16 كيلومترا، وسقط في عرض البحر في الوقت الذي كانت تجري فيه عملية نقل الغاز إلى إحدى السفن. وعثرت الشرطة على ماسورة وقاعدة خاصة بإطلاق الصاروخ وبطارية وتليفون».

وأفادت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال باستمرار العمل في محطة بلحاف وعدم توقف عمليات الإنتاج، وأنه لم تحدث أي أضرار للمنشآت. وأعلنت تعزيز الإجراءات الأمنية لضمان أقصى درجات الرقابة للمنشأة ومحيطها. وتعد محطة بلحاف الغازية، من أهم المشاريع الكبرى التي ترفد الدخل القومي للبلاد، بالعملة الصعبة، وأخيرا أعلنت الحكومة اليمنية إقرارها تعديل اتفاقيات أسعار الغاز المصدر للخارج. واتهمت حكومة باسندوة النظام السابق بالفساد في صفقات الفساد الخاصة ببيع الغاز، وقالت إن حكومة النظام السابق باعت المليون وحدة حرارية من الغاز لشركة «توتال» بسعر «دولار واحد»، ولشركة «كوغاز» الكورية الجنوبية بسعر 3.2، في حين كانت أسعار المليون وحدة حرارية آنذاك نحو 12 دولارا. وأعلنت الحكومة الأسبوع الماضي، موافقتها على اتفاقية تعديل أسعار الغاز مع شركة «كوغاز» من 3 دولارات إلى 12.6 في المائة، وفقا لمؤشر سعر البيع الدولي، بينما خيرت شركة «توتال»، التي تدير عملية تصدير الغاز الطبيعي المسال، بين بيع الغاز بالأسعار العالمية أو بيعه بالسعر الذي اتفقت فيه مع «كوغاز».

وشهدت صنعاء أمس مظاهرة لناشطين شباب، طالبوا الحكومة بإنهاء اتفاقية بيع الغاز المسال لشركة «توتال» الفرنسية بعد رفضها تعديل أسعار الغاز، ورفع المحتجون شعارات تتهم «توتال» باستغلال ثروة اليمن، وممارسة الاستعمار، وفرقت قوات مكافحة الشغب المظاهرة التي تجمعت أمام منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، مستخدمة خراطيم المياه.