النظام السوري يدفع بتعزيزات إلى حلب تحضيرا لهجوم واسع.. والمعارضة تقلل من أهميتها

تجدد القصف بالهاون على دمشق.. و85 قتيلا بالبراميل المتفجرة خلال يومين

سوريون يتفقدون الدمار الذي خلفته غارات لطائرات حكومية على مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

أكدت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» أن القوات النظامية دفعت بتعزيزات إضافية إلى مدينة حلب (شمال سوريا) بهدف تحقيق تقدم على محاور القتال المحيطة بمطار حلب الدولي، وإبعاد القوات المعارضة عن تلك الأحياء، غداة زيارة وزير الدفاع السوري العماد فهد الفريج إلى الجبهة. وتواصل القصف الجوي على ريف حلب، وعلى أحياء أخرى بريف دمشق، أمس، في حين أعلنت دمشق إحرازها تقدما ملموسا في ريف حمص، ومقتل مسلحين معارضين بينهم ثلاثة لبنانيين على الأقل.

وأوضحت مصادر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» أن القوات النظامية واصلت دفع تعزيزاتها إلى قلب مدينة حلب عبر طريق معامل الدفاع التي سيطرت عليها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مشيرة إلى أنها أرسلت مدرعات وناقلات جند ودبابات ومقاتلين عبر طريق معامل الدفاع جنوب غربي حلب، وعبر الخاصرة الجنوبية للمدينة. وقال القيادي في الجيش السوري الحر بحلب أبو البراء لـ«الشرق الأوسط»، بأن هذه المنطقة الجنوبية، كما منطقة السفيرة: «باتت المعبر الرئيس للقوات الحكومية باتجاه المدينة، وخط إمدادها الحيوي، منذ السيطرة عليها قبل ثلاثة أشهر»، مشيرا إلى أن المقاتلين الذين عززت بهم القوات الحكومية الجبهة «معظمهم من الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب النظام».

وقال أبو البراء إن التعزيزات تتجه منذ أيام إلى جبهتي «النقاريبن» و«الشيخ سعيد» في المدينة، وهي جبهات مفتوحة في المدينة، تمكن السيطرة عليها القوات النظامية من التوسع شمالا باتجاه أحياء ذات أغلبية معارضة.

واستعادت القوات السورية في الأسابيع الماضية المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي الذي كان مغلقا منذ نحو عام بسبب المعارك في محيطه. وحطت طائرة مدنية في المطار للمرة الأولى في 22 يناير (كانون الثاني) الماضي. وتسيطر القوات النظامية على نحو 60 في المائة من مدينة حلب، فيما تسيطر المعارضة على الأجزاء الباقية إلى جانب مساحة شاسعة من ريف المحافظة.

وبموازاة الدفع بالحشود العسكرية، تحضيرا لعمل عسكري تستعد له القوات الحكومية، قالت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن الطيران الحربي السوري يواصل استهداف أحياء الشعار وطريق الباب والنيرب المحيطة بمطار حلب الدولي، مشيرة إلى أن القوات الحكومية «تتبع خطة تسوية المنطقة المحيطة بالمطار بالأرض، عبر قصف ممنهج يدمر كامل الأبنية التي كانت تستخدمها القوات المعارضة لإيواء المقاتلين وشن العمليات على المقار الحكومية القريبة من المطار». وأفاد المرصد هذا الأسبوع أن القوات النظامية حققت تقدما طفيفا على أطراف الأحياء الجنوبية الشرقية.

ويأتي الدفع بالتعزيزات غداة زيارة وزير الدفاع السوري إلى حلب، حيث تفقد «عددا من النقاط العسكرية». لكن المعارضة قللت من أهمية الزيارة، وقال أبو البراء لـ«الشرق الأوسط» بأنها تهدف «للتخفيف من الضغط النفسي الذي يعاني منه الجنود»، مشيرا إلى أنها «زيارة ترويجية لم تثمر أي شيء، في حين تعجز القوات النظامية عن تحقيق أي انتصار في المدينة». وإذ أكد أن قوات المعارضة «تتحضر لصد أي هجوم»، قال: إن «الوضع الميداني لا يزال على حاله، خلافا لما يقوله النظام، بل أتى لمنح جنوده جرعة معنوية للدلالة على أن النظام قوي ومتماسك ويسيطر على الأرض».

وتعرض حي الشعار لقصف جوي، غداة مقتل 85 شخصا بينهم 65 مدنيا على الأقل في قصف بالبراميل المتفجرة على أحياء تسيطر عليها المعارضة في شرق مدينة (حلب). وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أمس، مقتل 85 شخصا على الأقل في قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أحياء في شرق حلب تسيطر عليها المعارضة، موضحا أن 34 شخصا بينهم ستة أطفال وسيدتان قتلوا في قصف على حي طريق الباب، وقضى 31 شخصا آخرين بينهم سبعة أطفال وست سيدات في قصف على أحياء عدة، منها الصالحين والأنصاري والمرجة.

وأفاد المرصد السوري بتعرض مناطق في مدينة حلب لقصف بالطيران الحربي استهدف مناطق بالقرب من سوق الخضرة في حي طريق الباب ومناطق في جبل بدرو، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في أحياء الشعار والجزماتي والعامرية ومنطقتي الأرض الحمرا وضهرة عواد للقصف.

في غضون ذلك، أعلنت دمشق إصابة 24 مدنيا بينهم أطفال ونساء، بقصف بقذائف هاون استهدف مدارس وأحياء سكنية في مدينة جرمانا، ذات الأغلبية الدرزية، بريف دمشق. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر بقيادة الشرطة قوله إن قذائف هاون سقطت على أحياء الجناين والجمعيات والروضة والتلاليح ودف الصخر والبيدر وشارعي الباسل والمدارس بمدينة جرمانا، مشيرا إلى أن قذيفتين سقطتا في مدرستين، وأسفرتا عن جرح طفلين.

في المقابل، أفاد ناشطون بتنفيذ الطيران الحربي التابع لقوات النظام غارتين جويّتين على بلدة المليحة في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وسقوط جرحى من المدنيين، بالتزامن مع قصفٍ عنيف على البلدة باستخدام المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، بموازاة وقوع اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام في محيط إدارة الدفاع الجوي في البلدة. وتجدد القصف على مدينة داريا بالبراميل المتفجرة. وأشار ناشطون إلى استهداف المدينة بـ12 برميلا، بموازاة قصف المدينة باستخدام المدفعية الثقيلة.

وفي سياق متصل بالاشتباكات، أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم «كتائب لواء أمهات المؤمنين» في سوريا المنضوية تحت أجنحة الجيش السوري الحر، إسقاط مروحية عسكرية تابعة للجيش السوري النظامي. وقالت الكتائب في بيان لها بأن المروحية أسقطت قرب مطار دمشق.

وفي حمص، حيث قالت دمشق إنها حققت تقدما في ريفها الغربي وتحديدا في زارة والحصن المتاخمتين للحدود اللبنانية، أظهر شريط مصور لأحد الهواة على الإنترنت مقاتلين في سوريا لهم صلة بتنظيم القاعدة يقطعون رأس رجل يعتقد أنه مقاتل شيعي مؤيد للحكومة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي بث الشريط على الإنترنت بأن عملية قطع الرأس نفذتها جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام في حمص.