الأجهزة الأمنية تلاحق مسلحي «داعش» وزعيمها في بغداد وضواحيها

تفجيرات أحدها انتحاري تضرب مناطق متفرقة من العاصمة العراقية

عراقيون في موقع انفجار سيارة مفخخة بمنطقة الحرية في بغداد أمس (أ.ب)
TT

بدا أمس وكأنه «يوم» أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). ففي الرمادي بمحافظة الأنبار أعلنت السلطات مقتل أحد مساعديه، وفي ديالى شمال شرقي بغداد قتل صهره، وفي محافظة بابل جنوب العاصمة قتل ثلاثة من مساعديه ويجري البحث عنه.

وفي بغداد، وبالتزامن مع استمرار العمليات لإخراج مقاتلي «داعش» من مدن محافظة الأنبار بما فيها الرمادي والفلوجة، أغلقت القوات الأمنية مداخل ومخارج منطقة الغزالية (غرب) منذ ساعات الصباح الباكر وبدأت مداهمات في بعض أحيائها بسبب ورود معلومات عن تسلل أعداد من مسلحي «داعش» إليها. وطبقا للمصادر الأمنية، فإن «المعلومات تؤكد أن عناصر من تنظيم (داعش) دخلوا إلى المنطقة مع النازحين من محافظة الأنبار، بسبب العمليات الأمنية التي تشهدها المحافظة»، مشيرا إلى أن «تلك العناصر تخطط لعمليات تفجير في بعض مناطق العاصمة».

بدوره، تحدث مصدر أمني رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم الإشارة إلى اسمه، قائلا إن «التوقعات إن لم أقل المعلومات المتيسرة تشير إلى وجود البغدادي في مناطق شمال بابل لأن هذه المنطقة لا تزال إحدى حواضن تنظيم القاعدة».

وسجل الوضع الأمني في بغداد وأطرافها الجنوبية تدهورا لافتا وقتل 16 شخصا وأصيب أكثر من أربعين بجروح في خمس هجمات متفرقة بينها تفجير انتحاري بسيارة مفخخة، وفقا لمصادر أمنية وطبية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط برتبة عقيد في الشرطة أن «سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 23 بجروح في انفجار سيارتين مفخختين يقود إحداهما انتحاري قرب سوق رئيسة في منطقة المحمودية»، إلى الجنوب من بغداد، وفق حصيلة جديدة.

وفي هجوم منفصل آخر، أعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة البلديات، في شرق بغداد. وفي حي الحرية (شمال) قتل ثلاثة أشخاص وأصيب تسعة آخرون بانفجار سيارة مفخخة، بحسب الشرطة، في حصيلة جديدة. كما عثرت الشرطة صباح أمس في حي الفرات (غرب) على أربع جثث، بينها جثة امرأة، «قتل أصحابها بالرصاص في وقت مبكر صباح اليوم (أمس)».

وتتزامن الهجمات مع تواصل العمليات التي تنفذها القوات الحكومية لملاحقة «داعش» في محافظة الأنبار، غرب بغداد. وما زالت بعض مناطق مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار (100 كلم غرب بغداد)، خارج سيطرة القوات العراقية التي تنفذ عملية واسعة لإخراج المسلحين من المدينة.

وأكد بيان لوزارة الدفاع أمس أن «القوات العراقية بالتعاون مع الشرطة وأبناء العشائر استطاعت خلال ليلة أمس (أول من أمس) وصباح اليوم (أمس) قتل 57 مسلحا من عناصر (داعش) و(القاعدة) الإرهابيين، بينهم عدد من القناصين». كما دمرت القوات العراقية عجلتين محملتين برشاشات أحادية ومفرزة هاون وقتل أفرادها في منطقة الملعب والحميرة، وفقا للبيان.

وقال ضابط في الشرطة برتبة مقدم إن «القوات العراقية تواصل تنفيذ العمليات في مدينة الرمادي وتمكنت من استعادة السيطرة على أغلب أقسام منطقة الملعب بعد تفكيك نحو ستين عبوة ناسفة». وأضاف: «كما تواصل قواتنا إزالة العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون من تنظيم داعش في شارع ستين». وأكد «مقتل أربعة قناصين من تنظيم داعش في منطقة الملعب.. وإصابة سبعة جنود بجروح خلال الاشتباكات التي وقعت ليلة أمس (أول من أمس) وصباح اليوم (أمس)». وأشار ضابط الشرطة إلى أن «أغلب عناصر (داعش) يتمركزون في منطقة السكك، في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي».

ولا تزال الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) خارج سيطرة القوات العراقية، ويفرض مسلحون من «داعش» سيطرتهم على وسط المدينة، بينما ينتشر آخرون من أبناء العشائر على أطراف المدينة، وتفرض قوات الجيش حصارا مشددا حولها، وفقا لمصادر أمنية ومحلية.

ولم تتسن معرفة تفاصيل عن الأوضاع في الفلوجة بسبب انقطاع الاتصالات في المدينة منذ ثلاثة أيام، لكن مستشفى في بغداد تسلم عشرة عسكريين أصيبوا في اشتباكات هناك.