المعارض السوري فايز سارة ينعى نجله بعد تلقيه خبر مقتله «تحت التعذيب»

قال لـ («الشرق الأوسط»): ابني واحد من آلاف قضوا في سجون الأسد

TT

لم يعلن عضو «الائتلاف السوري المعارض» فايز سارة خبر اعتقال ابنه وسام قبل شهرين من قبل الأمن السوري، كي لا يمنح مؤيدي نظام الرئيس السوري بشار الأسد فرصة القول «إننا نتاجر بآلامنا»، وفق ما كتبه على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك» آنذاك. لكن إغفال مسألة الاعتقال لم تعد ممكنة أمس بعد تبلغ سارة نبأ موت ابنه تحت التعذيب في سجون النظام السوري.

نعى سارة، وهو من المعارضين السوريين البارزين، ابنه على صفحته الشخصية على «فيس بوك»، حيث كتب: «بعد كل ما أصابنا وأصاب شعبنا من قتل واعتقال وتشريد وتدمير وتهجير، أخبرونا اليوم (أمس) أنهم قتلوا وسام تحت التعذيب في فرع الأمن العسكري بدمشق بعد شهرين من اعتقاله في دمشق»، مضيفا أن وسام «انضم إلى قافلة شهداء سوريا، شابا في السابعة والعشرين من عمره، وهو أب لطفلين».

وشدد سارة، خلال تعليق مختصر لـ«الشرق الأوسط» أمس، على أن «قتل ابنه لن يحول دون استمرار ثورة الشعب السوري الساعي لإسقاط نظام القتل والدمار». وقال بصوت يرتجف: «بعد كل ما فعله نظام بشار الأسد بأبناء الشعب، بات هذا النظام يدرك جيدا أن بقاءه صار مستحيلا»، مشيرا إلى أن «ابنه وسام واحد من 55 ألف معتقل قتلوا تحت التعذيب في السجون النظامية».

وكان سارة قد لفت في معرض نعيه لابنه، إلى أن «وسام في ثورة السوريين كان واحدا من شبابها الأوائل، خرج متظاهرا وناشطا في الإغاثة مع إخوته ضد الديكتاتورية مثل كل السوريين الراغبين بحياة أفضل توفر الحرية والعدالة والمساواة لكل السوريين». ووصف ابنه بأنه كان «مناضلا سلميا»، مشيرا إلى أنه «اعتقل للمرة الأولى مع شقيقه الأكبر بسام في ربيع 2012، وأفرج عنهما لاحقا. ثم اعتقل في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) 2013، و«جرى تعذيبه حتى الموت».

بدوره، نعى الائتلاف الوطني السوري المعارض «ابن عضو الهيئة السياسية فايز سارة والذي قضى تحت التعذيب في سجون قوات النظام السوري، بعد اعتقال دام 63 يوما، في أقبية فرع التحقيق العسكري التابع للأمن العسكري». وقال، في بيان أصدره أمس، إن «شقيقة سارة في دمشق تسلمت برقية مصدرها الشرطة العسكرية، تحمل تاريخ 14 يناير (كانون الثاني) الماضي برقم 353، لتسلم الجثمان، والتوقيع على أن «العصابات المسلحة هي من قتلته».

ويعتبر سارة من أبرز المعارضين وهو عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف الوطني السوري» ومن المقربين من رئيسه أحمد الجربا. ودرس سارة العلوم السياسية في دمشق، وعمل في الصحافة منذ عام 1973، ولا يزال ينشر مقالات في عدد من الصحف، بينها «الشرق الأوسط». كما شارك في الحياة العامة السورية منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي، ونشط في صفوف النقابات العمالية والجماعات اليسارية، إضافة إلى مشاركته في تأسيس «إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي» عام 2005، و«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي» في سوريا عام 2011، ثم في «المنبر الديمقراطي السوري» عام 2012.