نتنياهو وبيريس يدعوان إلى تخفيف الهجوم الإسرائيلي على كيري

إسرائيل ترفض أفكار عباس وتصر على يهودية الدولة وبقاء الجيش على الحدود

TT

تدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الهجوم الإسرائيلي الحاد على شخص وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بعد تلميحاته الأخيرة حول مقاطعة إسرائيل، قائلا لوزرائه وأعضاء في حزب الليكود، إن «الطريقة لمناقشة سوء التفاهم هي فقط بواسطة الأسلوب الموضوعي والتركيز على القضية وليس على الشخص». ودخل الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس أيضا على خط التهدئة، معبرا عن شكره لـ«جهود كيري لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين».

وقال نتنياهو: «كيري يعارض مقاطعة إسرائيل، لقد أوضح مرارا وتكرارا أنه يعارض المقاطعة، وثمة أهمية لذلك، لأن ذلك الموقف يلائم الموقف الأميركي التقليدي». وأوضح أن كيري أكد له ذلك في مكالمة هاتفية جرت أول من أمس.

وكان نتنياهو يحاول قلب الصورة القاتمة المرسومة عن كيري في إسرائيل بعد تصريحاته الأخيرة في المنتدى الأمني في ميونيخ التي حذر فيها أن حملة نزع الشرعية عن إسرائيل ستزداد وسيتبين أن الازدهار والأمن الإسرائيلي ليسا سوى وهم مؤقت إذا فشلت عملية السلام. وهي التصريحات التي فسرت في إسرائيل على أنها تهديد مباشر وحث إضافي على مقاطعتها، وتبعها تصريحات قاسية ضد الوزير الأميركي، بأنه «عدواني وواهم ويوجه بحديثه عن المقاطعة بندقية إلى رأس إسرائيل».

ولامست تصريحات كيري وترا حساسا في إسرائيل، إذ تخشى تل أبيب من أن بعض حملات المقاطعة الأوروبية لها قد تزداد. ودخل الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس على الخط أيضا، وحاول تهدئة الأزمة، معبرا عن شكره لكيري بسبب جهوده لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ووجه بيريس أمس انتقادا ضمنيا إلى المسؤولين الإسرائيليين الذين هاجموا كيري، قائلا إنه «لم يأتِ إلى المنطقة لمواجهة إسرائيل وإنما لتحقيق السلام».

واضطر نتنياهو وبيريس للتدخل بعد أن ردت وزارة الخارجية الأميركية بشدة على الانتقاد الإسرائيلي الموجه إلى كيري، واصفة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بالمثيرة للإحباط، وقائلة إن كيري ضد المقاطعة ويتوقع أن توصف مواقفه بدقة.

ونشرت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس في تغريدة لها على «تويتر»: «إن الهجمات في إسرائيل على الوزير كيري غير مقبولة ولا أساس لها»، مضيفة: «إن دأب كيري لدعم أمن إسرائيل وازدهارها راسخ كالصخر، وإن الإدارة الأميركية تعترض بشكل واضح على فرض مقاطعة أو نزع الشرعية عن إسرائيل».

وفي تلك الأثناء، وجه الاتحاد الأوروبي تحذيرا مباشرا من «خطر مواجهة إسرائيل عزلة دولية»، وقال السفير الأوروبي في إسرائيل، لارس فابورغ أندرسون، للقناة الثانية الإسرائيلية: «إن الحكومات الأوروبية ليست قادرة على التأثير على شركات ومواطنين يعملون على أساس مبادئ المسؤولية الاجتماعية». وأَضاف: «نحن قلقون من أنه في حال فشل المحادثات مع الفلسطينيين، ومتابعة البناء في المستوطنات، سيكون هنالك عدد أكبر من الشركات والمصارف وصناديق التقاعد التي ستقطع العلاقات مع إسرائيل».

ودخلت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلي في أزمة منذ ثلاثة أشهر بعد أن توقفت بشكل مباشر بين الطرفين، لكن كيري يحاول إنقاذها الآن عبر طرحه «اتفاق إطار» يكون أساسا لمفاوضات أخرى تمتد عاما إضافيا.واستبعدت الخارجية الأميركية طرح اتفاق الإطار الإسرائيلي الفلسطيني على الجانبين قريبا، مشيرة إلى أن وثيقة الاتفاق ليست جاهزة بعد. ويعتقد أن يطرح كيري وثيقته الجديدة هذا الشهر أو الذي يليه كأبعد تقدير، غير أن الخلافات بين الجانبين ما زالت واسعة. وفي غضون ذلك، هاجم مسؤولون إسرائيليون الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) معلنين رفضهم التام لأفكاره بشأن اتفاق سلام.

وقال نتنياهو إنه «من السخافة أن يعتقد البعض أننا سنكون جزءًا من اتفاق نعترف به بدولة الشعب الفلسطيني دون أن يعترفوا بالمقابل بدولة الشعب اليهودي».

وكان نتنياهو يعلق على رفض الرئيس الفلسطيني الاعتراف بدولة يهودية تحت أي ظرف، مضيفا: «إنه (عباس) يعلم علم اليقين أنه لن يكون هناك أي اتفاق من دون الاعتراف بدولة يهودية».

كما هاجم وزير الاقتصاد نفتالي بينت فكرة عباس باستجلاب قوات دولية لحماية الحدود. وقال: «إن التاريخ علّمنا أن الجنود الدوليين يبقون في أي منطقة طالما سادها الهدوء، ولكنّهم سرعان ما يغادرونها وقت الحاجة. جيش الدفاع وحده سيتولّى حماية أمن أطفال إسرائيل، وغير ذلك فهو مرفوض». وانضم مسؤولون إسرائيليون إلى نتنياهو وبينت، وقال نائب الوزير الليكودي أوفير أكونيس: «إن عباس كشف برفضه المطلق الاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي عن لبّ النزاع».

ولم تتوقف المعارضة لأفكار عباس على الإسرائيليين فقط، بل رفضتها فصائل فلسطينية. وكانت حركة حماس وصفت مقترحات عباس المتعلقة بمستقبل الحل مع إسرائيل بمقترحات شخصية وليست مقبولة، «ولا تعبر عن الإجماع الوطني».