النظام يواصل استهداف حلب بالبراميل المتفجرة.. وسط نزوح جماعي

المعارضة تؤكد مقتل 494 بريف دمشق في يناير بينهم 57 طفلا

مساعدات غذائية من «الأونروا» توزع على سكان مخيم اليرموك جنوب دمشق أمس (رويترز)
TT

واصل الطيران النظامي السوري، أمس، استهداف مدينة حلب، شمال البلاد، بالبراميل المتفجرة للأسبوع الثالث على التوالي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين توعد فصيل في الجيش السوري الحر في مدينة الرقة (شرق سوريا) بقصف مراكز وحواجز تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

وأفاد المرصد السوري بـ«قصف الطيران النظامي بالبراميل المتفجرة منطقة دوار الصالحين في مدخل حي المرجة ومنطقة دوار الحاووظ ومناطق في حي الجزماتي، إضافة إلى استهداف مناطق في أحياء القطانة والشعار ومساكن هنانو».

وذكر مركز حلب الإعلامي المعارض، أن «أحد البراميل أصاب جامع عثمان بن عفان الذي يضم مدرسة للأطفال في منطقة العمالية بحي مساكن هنانو، ما أوقع خمسة قتلى بين الأطفال»، مشيرا إلى أن «القصف خلف دمارا واسعا في الجامع المستهدف فانهار معظمه».

ولفت المركز إلى «استمرار حالات النزوح الواسعة التي تشهدها الأحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة هربا من القصف النظامي بالبراميل المتفجرة»، موضحا أن «أحياء الميسر والمرجة والجزماتي والمعصرانية باتت أحياء أشباح، حيث أغلقت معظم المحال التجارية، وهرب الأهالي من بيوتهم».

بدوره، أفاد مكتب الطبابة الشرعية بحي السكري بوجود عدد من الجثث مجهولة الاسم في مقر الطبابة نتيجة القصف النظامي، كما وجهت مجموعة الإسعاف المحلي في الأحياء الشرقية لمدينة حلب نداء إلى كل الفصائل العسكرية المعارضة لتسهيل حركة مرورها على الحواجز في حالات الطوارئ.

وكان 30 شخصا هم 14 رجلا و13 طفلا وثلاث نساء، قتلوا أول من أمس، بحسب المرصد السوري، في قصف بالبراميل استهدف أحياء حلب الشرقية بالإضافة إلى مناطق في حيي الفردوس والصالحين، حيث وصل عدد الغارات الجوية إلى 28 وألقي 36 برميلا متفجرا.

ويرى ناشطون أن النظام بدأ باللجوء إلى سلاح البراميل المتفجرة بعد أن قاربت ذخيرته من القنابل التقليدية على النفاد، بينما يفسر آخرون هذه الاستراتيجية بتعمد إحداث الدمار على أوسع نطاق عملا بمبدأ «الأرض المحروقة»، فهو سلاح لا يتطلب أي توجيه ويلقى من المروحيات ليتسبب بدمار كبير داخل دائرة قطرها 250 مترا.

وتتكون البراميل المتفجرة من قوالب معدنية أو إسمنتية مزودة بمروحة دفع في الخلف وبصاعق ميكانيكي في المقدمة، وهي تحمل ما بين 200 و300 كلغ من مادة «تي إن تي» المتفجرة، مضافة إليها مواد نفطية تساعد في اندلاع الحرائق، وقصاصات معدنية مثل المسامير وقطع الخردة المستخدمة في السيارات لتكون بمثابة شظايا تحدث أضرارا مادية في البشر والمباني.

في موازاة ذلك، حذر لواء «ثوار الرقة» الذي يقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر أهالي مدينة الرقة، التي تقع تحت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، من الاقتراب من حواجز ومراكز تجمع قوات «داعش»، منوها بأنه «يستهدف حاليا تلك الحواجز والمراكز».

وأشار اللواء في بيان صدر عنه إلى أن تنظيم (داعش) نفذ عمليات قتل واختطاف، وأنه «هو من أجبر اللواء على الوقوف ضده عبر سعيه لخلق فتنة بين العشائر».

ودعا اللواء أهالي الرقة إلى عدم مساندة مقاتلي التنظيم، متوعدا بـ«عمليات عسكرية جديدة تستهدف (داعش)»، موضحا أن «تقدم القوات النظامية على أكثر من جبهة في الرقة هو دليل على ما سماه (عمالة) تنظيم (الدولة الإسلامية) للنظام وتنسيقها مع قياداته». وتشكل مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عائقا أمام تقدم المعارضة نحو مراكز القوات النظامية في الرقة، لا سيما قرب الفرقة 17.

وفي ريف دمشق، وثق اتحاد «تنسيقيات الثورة السورية» مقتل 494 شخصا، منهم 57 طفلا و44 امرأة خلال الشهر الماضي، كاشفا عن «حصول مجزرتين، بسبب القصف النظامي القصف على مناطق المحافظة، الأولى في مدينة دوما في السابع من يناير (كانون الثاني)، والتي ذهب ضحيتها 12 مدنيا منهم أربعة أطفال، والثانية في مدينة مديرا في 17 من الشهر ذاته، وقتل فيها 15 مدنيا بينهم طفلان».

وأوضح الاتحاد أن «القوات النظامية قصفت منطقة داريا بالغازات السامة، وذلك في 13 يناير، مما أدى إلى مقتل أربعة مقاتلين من الجيش الحر»، مشيرا إلى أن «59 شخصا قتلوا في إعدامات ميدانية، وثمانية تحت التعذيب في معتقلات ريف دمشق، إضافة إلى 37 ناشطا إعلاميا، خلال الشهر الماضي».