مديرية أمن السليمانية تعلن اعتقال أحد أمراء تنظيم «داعش»

200 شاب توجهوا إلى الجهاد في سوريا وعينهم على كردستان

شبان أكراد يتبادلون الأحاديث على ناصية شارع في حلبجه (رويترز)
TT

أعلنت مديرية الأمن (آسايش) في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق أنها وبعد الحصول على معلومات دقيقة عن مجموعتين إرهابيتين، وبعد الحصول على أوامر من القضاء بموجب المادة الثانية من قانون مكافحة الإرهاب، تمكنت بالتعاون مع قوات مكافحة الإرهاب في جهاز المعلومات (الاستخبارات) من اعتقال شخصين متهمين بالضلوع في أعمال إرهابية في الإقليم.

وقالت المديرية إن «أجهزتها ألقت القبض على شخص مكلف من قبل أمير في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بتفجير مقر المديرية وسط السليمانية»، مشيرة إلى اعتقال منفذي التفجيرات التي حدثت في قضاء سرجنار نهاية العام الماضي. وأوضح البيان أن المتهم الأول (د.ف.س) مواليد 1993 في السليمانية، أما المتهم الثاني (ب.ي.ح) فهو من مواليد 1995 في السليمانية أيضا. وأضافت المديرية أنها حصلت على معلومات عن مجموعة «إرهابية» أخرى خططت للقيام بعمليات في المدينة وبعد المتابعة المستمرة وجمع المعلومات الدقيقة استطاعت في 13 من يناير (كانون الثاني) الماضي، إلقاء القبض على أمير في «داعش» أشارت إليه بالأحرف (هـ.م.ك)، من مواليد 1983 ويسكن قضاء جمجمال، منوهة إلى أنه وبعد إجراء التحقيقات معه اعترف بتكليفه من قبل والي «داعش» في كركوك للقيام بتفجير مديرية آسايش السليمانية.

بدوره، حذر النائب عن الاتحاد الإسلامي الكردستاني، أسامة جميل، من احتمال أن الإرهاب قد يستغل المشكلات الداخلية لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ومشكلات تأخير تشكيل الحكومة، ويتسلل إلى الإقليم. وقال جميل في تصريحات إنه «رغم الإجراءات الأمنية المشددة والانضباط، لكننا لا يمكن أن نستبعد أن يستغل الإرهاب هذه الفجوات ويتسلل إلى الإقليم».

وتلقي الحرب في سوريا بتداعياتها على إقليم كردستان الذي توجه نحو 200 من شبابه إلى القتال مع تنظيمات المعارضة السورية الإسلامية المسلحة. ومن هؤلاء شاب يدعى أكو عبد القادر، ابن الـ25، الذي أقسم بفتح إقليم كردستان العراق برمته «باسم الإسلام» في طريق عودته إلى مسقط رأسه حلبجه. وظهر الشاب في لقطات صورت بالفيديو في الطريق إلى سوريا ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يردد ما معناه «بمشيئة الله سنعود وندوس على جثثكم حتى نصل إلى حلبجة»، مهددا الأحزاب الحاكمة «الكافرة».

وأكو واحد من نحو 200 شاب كردي من العراق انضموا لصفوف المقاتلين الإسلاميين في سوريا، وهو ما يزعج حكومة إقليم كردستان الذي استطاع تحصين نفسه من عنف اجتاح بقية أنحاء العراق وسوريا بل واجتذب استثمارات من بعض من أكبر شركات النفط في العالم. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير مطلع على الشؤون الأمنية في أربيل، عاصمة الإقليم، طلب عدم نشر اسمه، قوله «بكل تأكيد هذا مصدر قلق كبير. فالخطر أن يتم استغلالهم كخلايا لشن هجمات على أهداف هنا».

وتعرض الإقليم لأول تفجير كبير منذ ست سنوات في سبتمبر (أيلول) الماضي وأعلنت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» مسؤوليتها عنه.

وفي العلن يهون المسؤولون في كردستان من شأن هذا الخطر ويصرون على أن الإقليم سيظل أمنا لكن شركات النفط العاملة في أراضيه تأخذ احتياطات إضافية. وقال مصدر في شركة نفط في كردستان «قررنا الحد من تحركاتنا إلى مراكز التسوق والمناطق الأخرى التي قد نكون فيها أهدافا واضحة».

ولم يتضح ما إذا كان الشبان يسافرون إلى سوريا من تلقاء أنفسهم أم يجندون ويسفرون. وشكلت الحكومة لجنة للتحقيق في هذا الأمر. وقال مريوان نقشبندي، الناطق باسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية «ما من دليل على أن أي إمام حض الناس سواء بطريق مباشر أو غير مباشر على الذهاب إلى سوريا. وقد طلبنا من الأئمة أن ينصحوا المصلين بعدم الذهاب. لكنهم لسوء الحظ لم يتمكنوا من إقناع الجميع». لكن الأجهزة الأمنية داهمت 11 مسجدا في إحدى ليالي ديسمبر (كانون الأول) الماضي في مدينة السليمانية للاشتباه في استخدامها كمراكز للتجنيد واستولت على أوراق هوية وأجهزة كومبيوتر محمولة. ولم تكشف عما توصلت إليه من أدلة.

ورغم أن كردستان تشترك في الحدود مع سوريا فإن أغلب الشبان الأكراد يسافرون عبر تركيا وبعضهم عن طريق لبنان ويعبر آخرون من جنوب العراق. وقد عاد نحو 40 منهم إلى كردستان وأصبحوا الآن إما وراء القضبان لأنهم يعدون خطرا على الأمن الوطني أو تحت رقابة لصيقة.